ألوان من الإمارات
محمد كاظم.. «المشاغب» البصري
يكرّس الفنان محمد كاظم فنه المختلف ليثير مزيداً من الأفكار والأسئلة لدى المشاهد، الذي يعد مشاركاً فاعلاً في الفن، وليس مجرد متفرج أو «متلقٍ». ويسعى الفنان إلى «توريط» الجمهور في الفن وأسئلته، من خلال أعمال جديدة تكسر النظرة التقليدية الجاهزة لدى المشاهد.
ويمكن وصف كاظم بأنه فنان «مشاغب» بصرياً، تسعى أعماله إلى «خلخلة» المسلمات في الساحة التشكيلية، واستفزاز المشاهد لتحريك وعيه ومفهومه للفن. والفنان كاظم الذي يعرف باستخدامه تقنيات وخامات متعددة في أعماله، هو أحد الفنانين الإماراتيين الذين يملكون زوادة فكرية، تعزز من فعلهم البصري الذي كان «غريباً» إلى سنوات قليلة ماضية، إذ دخلت أعمالهم في المعرض، ومن بينها بينالي الشارقة الدولي للفنون، علاوة على المشاركات الدولية في الخارج.
وكان كاظم تعرف إلى الفنان حسن شريف الذي يعد «المعلم» البصري في الإمارات ومنطقة الخليج، في منتصف الثمانينات، ليتشاركا في ما بعد مع زملاء آخرين في تشكيل سياق مغاير للمتعارف عليه في الساحة المحلية.
ويعمل الفنان كاظم في الفن المفاهيمي، وهو من جيل ما بعد حسن شريف، وقد أسهم بدوره في تعزيز مفهوم مختلف للفن، عبر ورش لأجيال جديدة قدمها، إلى أن صار للفن المفاهيمي وجود في الساحة، وفنانون يسعون إلى التعبير، و«خدش» المفهوم التقليدي للفن. يشتغل كاظم بصرياً في أعمال رسم وتركيب وصور وفيديو، ومن بين أعماله «المفاتيح» في عام 1996 ،وسلسلة من الأعمال بعنوان «سيرة ذاتية».
وتثير أعماله أفكاراً وأسئلة حول الحياة والنفس والمفاهيم، إذ يتجه إلى «كشف الأقنعة» وفك الإشارات وفتح الرموز على فضاء تأويلي واسع. وتظهر في أعماله النظرة التهكمية، إضافة إلى تغيير المستويات الدلالية، من خلال نقل أشياء عادية من الحياة اليومية من مستوى الاستهلاك أو الاستخدام أو الغرضية إلى مستوى دلالي مغاير عبر إدخال مثل هذه الأشياء في الفن البصري.
ويقول كاظم «لا يقتصر عملي على مجرد الإبداع، لكنني أعتبر نفسي حامل رسالة أريد أن أوصلها إلى المجتمع، تتمثل في خلق وعي فني وتنمية ذائقة فنية مختلفة لدى الجمهور».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news