‏‏

‏طبعة أولى‏

‏«في الرواية».. جديد فخري صالح

يسعى الناقد الأردني فخري صالح في كتابه «في الرواية العربية الجديدة» إلى تأمل نماذج غيرت مسار الرواية العربية، شكلاً ورؤية، ويقرأ عدداً من الأعمال التي شكلت تحولاً في مسيرة الرواية، لمبدعين ينتمون إلى جيل الستينات، وما بعده، مثل عام 1967 تاريخاً مفصلياص لأقلامهم.

والكتاب الصادر أخيراً عن الدار العربية للعلوم (ناشرون) مهموم بالإجابة عن سؤال أساسي «كيف استطاع جيل الستينات أن ينتهك جسد الكتابة الروائية الكلاسيكية، وينقل الرواية العربية من أفق اليقين المستقر إلى أفق الشك حتى بعملية الكتابة نفسها؟» وفق صالح في مقدمة كتابه.

وحرص المؤلف بعد أن توقف مع معنى الرواية العربية الجديدة، وإشكالية المصطلح، على دراسة نصوص ذات طبيعة خاصة، مغايرة لروايات نجيب محفوظ، وبينما يكون استهلال النماذج برواية الطيب صالح «موسم الهجرة إلى الشمال»، و«البحث عن وليد مسعود» لجبرا إبراهيم جبرا، يتخير الكاتب روايات «رامة والتنين» لإدوارد الخراط، و«اللجنة» لصنع الله إبراهيم و«الجبل الصغير» لإلياس خوري، و«فقهاء الظلام» لسليم بركات و«نزيف الحجر» و«التبر» لإبراهيم الكوني، لتوضيح طبيعة الانتهاكات الشكلية والتغير على صعيد رؤية العالم في ما سماه «الرواية العربية الجديدة».

ويختتم صالح كتابه بملحق يناقش فيه ظاهرة الحساسية الجديدة، أو الكتابة عبر النوعية، كما أطلق عليها الروائي إدوارد الخراط، متطرقاً لمشكلة التجنيس التي تعاني منها الظاهرة، والمراوحة في تسميات المصطلح الذي أنجزه الخراط.


مكاوي سعيد يوثق «مقتنيات وسط البلد»

 

يتتبع الروائي المصري مكاوي سعيد في كتابه الجديد «مقتنيات وسط البلد» حكايات مكان خاص في قلب القاهرة، ضم ذكريات عن مثقفين وفنانين، وتشكلت فيه ملامح حياة لها نكهة خاصة، ويروي قصص 41 شخصية من الوجوه المألوفة في المنتديات الثقافية، وإن لم يحقق معظمها شهرة كبيرة، ويربط بينها وبين أماكن تغيرت ملامحها، أواختفت معالمها تماماً في وسط العاصمة المصرية.

ويحكي صاحب رواية «تغريدة البجعة» في كتابه الصادر عن دار الشروق المصرية في 471 صفحة عن تاريخ مقاهٍ ومطاعم وبارات ومنتديات ثقافية نشطت في وسط البلد خلال منتصف السبعينات وأوائل الثمانينات من القرن الماضي، تلك الأماكن التي منها لايزال قائمًا يحتفظ ببريقه، ومنها ما انسحب تمامًا من الصورة بعد أن أزاحته محال الأحذية أو الوجبات السريعة، ومنها ما تدهور حاله، وإن ظل محتفظًا باسمه ومكانه. ويرصد مكاوي سعيد تاريخ تلك الأماكن، والحكايات التي دارت وتدور فيها وحولها، بحيث يطالع قارئ «مقتنيات وسط البلد» حكايات وصوراً عن شوارع، ومعالم مثل جروبي، وريش، والنادي اليوناني، وأسترا، وعلي بابا، وقهوة الحرية، وستلا، وإستوريل.. والكثير غيرها من معالم وسط البلد الشهيرة، والتي شهدت جلسات كثير من الفنانين والمثقفين المصريين. ويبدو المؤلف مسكوناً في كتابه بفكرة توثيق تاريخ ذلك المكان، وما يحمله من ذكريات للأجيال المقبلة، لاسيما أن بعضها يُعد أثرياً، وكان ينبغي الحفاظ عليه شاهداً على أحداث عدة.

تويتر