في أمسية أحياها مدحت صالح
«أنغام من الشرق» يحــــتفي بعبد الوهاب
ليلة وفاء لاسم من أعلام الموسيقى العربية، شهدتها، أول من أمس، الأمسية الثالثة في مهرجان «أنغام من الشرق»، الذي تنظمه هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، والتي حملت عنوان: «تحية إلى محمد عبدالوهاب»، وأحياها الفنان المصري مدحت صالح بمصاحبة أوركسترا موسيقية يقودها المايسترو عمرو سليم. وبدأ الحفل بتقديم من المستشار الإعلامي للسفارة المصرية عبدالغني عجاج تحدث فيه عن الدور الذي لعبه الموسيقار الراحل محمد عبدالوهاب في تطوير الموسيقى العربية، والخروج بها من القوالب التقليدية إلى آفاق أكثر عصرية وانفتاحاً، مع الحفاظ على جذورها وهويتها الشرقية. مشيراً إلى أن ظهور عبدالوهاب على الساحة تزامن مع وجود العديد من الأسماء الكبيرة واللامعة من الملحنين والمطربين، فكان «قمة وسط قمم شاهقة». كما تقدم بالشكر لهيئة أبوظبي للثقافة والتراث على الاحتفالية، وعلى تنظيم مثل هذا المهرجان الذي يحتفي بالطرب الأصيل ورموزه الأحياء والراحلين. وعلى أنغام «يا مسافر وحدك» و«نجوم الفن» التي عزفها الأوركسترا، جاءت بداية الحفل، قبل أن تبدأ فقرة الفنان مدحت صالح، الذي حمل الجمهور في رحلة بين أغنيات الموسيقار محمد عبدالوهاب، استمرت ما يقرب من الساعتين قدم فيهما 12 أغنية تم انتقاؤها من الأغنيات التي غناها الموسيقار الراحل بصوته فقط، دون تقديم الحان من التي تغنى بها كبار المطربين العربي وهي كثيرة. تنقل صالح في الأغنيات التي قدمها بين مراحل زمنية وفنية مختلفة في حياة عبد الوهاب، معيدا إلى أذهان الحضور ذكريات طفولة ومراهقة تشكلت مشاعرها على وقع هذه الأنغام التي طالما حملها أثير الإذاعة إلى الوجدان، وكانت كلماتها هي التعبير عن قصص وأحاسيس لا تنسى في حياة الكثيرين. وزاد من ألق هذه الألحان والأغنيات أداء مدحت صالح الذي تفوّق فيه على نفسه، كعادته عندما يقدم أغنيات قديمة مثل أغنيات محمد قنديل ومحمد فوزي، وهو ما يرجعه إلى انتمائه إلى مدرسة الفن الأصيل الذي كان يقدمه عبدالوهاب وأم كلثوم وعبدالحليم حافظ، فرغم عدم معاصرته لهم، فإنه «تذوّق هذا الفن تماماً وتشبع به». واعتبر تقديم مثل هذه الأغنيات الأصيلة للجمهور رسالة يلتزم بها، إذ تتيح له «المهرجانات المتخصصة في الموسيقى العربية والشرقية وإحياء التراث الموسيقي تحقيق هذا الهدف، في ظل سيطرة الأغنيات الحديثة والتقنيات التكنولوجية التي أتاحت للكثيرين الغناء دون أن يتمتعوا بأصوات حقيقية». ومن الأغنيات «الوهابية» التي قدمها مدحت صالح في الحفل «كان أجمل يوم» و«إمتى الزمان» التي استقبلها الجمهور بالتصفيق منذ بداية عزف الفرقة الموسيقية لها، و«قولي عملك إيه» و«آه منك يا جارحني» و«والله ما أنا سالي» و«أنا والعذاب وهواك»، و«خي خي» و«مين عذبك» و«فين طريقك و»يا وابور و«قلبي بيقولي كلام و«علشان الشوك اللي في الورد». وعقب الحفل أشار صالح إلى أنه يستعد للاتجاه لتقديم عمل خليجي لأول مرة، وهو أغنية بعنوان «ساكني» من تأليف هويدا عطا، وألحان أحمد فرحات. ومن المتوقع أن تصدر ضمن ألبومه الجديد، كما أعرب عن سعادته «بالتعاون أخيراً مع الفنانة أروى»، مشيراً إلى حرصه «على التجديد دائماً» في ما يقدمه «لمواكبة العصر مع الحفاظ على الأصالة»، معتبراً أن «تقديم الأغنية القصيرة لا يعني التنازل عن الطرب، فقد قدم كبار الفنانين الأغنيات السريعة والطربية». وحرصت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث في بداية الحفل على تقديم التحية لروح الفنان عاطف الأبيض، عازف الكمان في فرقة د.خالد فؤاد الموسيقية، الذي توفي عقب مشاركته في الأمسية الأولى من أمسيات مهرجان «أنغام من الشرق»، نتيجة إصابته بأزمة قلبية. متقدمة بخالص العزاء لاسرة الفقيد وزملائه من الفنانين والموسيقيين.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news