«كوهين وصدام».. ضجة على خطابات
لم يكن الاتهام الموجه إلى أم كلثوم بقتل أحد عشاقها، هو الجزء الوحيد الذي أثار كثيراً من قراء كتاب «كوهين وصدام حسين.. رحلة في خطابات التجار اليهود في الصعيد» للصحافي المصري محمود الدسوقي، إذ زعم المؤلف أنه يمتلك وثائق مهمة، جمعها على مدار ثلاث سنوات من بيوت ومصادر خاصة، عن أثر التجار اليهود في صعيد مصر، وكذا تضمينه لخطابات عشق كان يرسل بها أمير عربي إلى امرأة مصرية أطلق عليها لقب «لي لي»، علاوة على رسائل مجندين مصريين شاركوا في حربي ،1948 و،1967 إلى أهاليهم، وأخيراً خطابات عاملين مصريين في العراق إلى اسرهم، وحبهم لصدام حسين، وكيف انقلبت تلك المشاعر والمحبة إلى كراهية بعد غزو صدام للكويت.
ورأى البعض في «كوهين وصدام» نوعاً من الكتابة الصفراء التي تنشد الإثارة، مشيرين إلى أن ذلك يبدو جلياً منذ العنوان الذي لا يدل بحال على مضمون الكتاب. فيما رأى آخرون أن الكتاب مغامرة، وجهد يغلب عليه الطابع الصحافي، كما نص المؤلف نفسه الذي تحدث عن الصعوبات والمشاق التي تعرض لها كي يجمع وثائقه ورسائله التي ضمن بعضها كتابه.
ومن أبرز ما أثير حوله ضجة في الكتاب، رصده لحكاية مختلفة للمتعارف عليه عن عبدالستار الهلالي الشهير بـ«العاشق النجمي» لأم كلثوم، والذي ادعى زواجه منها، وطلبها في بيت الطاعة قبل أن يحكم عليه بالسجن عام 1936 ويموت فيه، ليتهم البعض كوكب الشرق باستئجار من يقتله.
ويورد الكتاب، الصادر عن دار جزيرة الورد في مصر في 110 صفحات، ـ حسب تقرير لوكالة الأنباء الألمانية ـ الحكاية على لسان عائلة الهلالي التي تنفي كل ما قيل عنه من كونه باحثاً عن الشهرة أو نصاباً محترفاً، مؤكدين أن تلك الأوصاف روجها كتّاب مقربون من أم كلثوم بناء على طلبها للانتقام من العاشق الصعيدي الذي تسبب لها في أزمة عندما أقام قضية ضدها يطالب فيها بالحصول على حقوقه الشرعية منها كزوج لها، وهي القضية التي هزت مصر والعالم العربي وقتها. ويروي الدسوقي حكاية مختلفة عن المتداول عن الهلالي على لسان أحد أفراد عائلته، وهي أنه «كان شخصاً متعلماً ثرياً يعشق النوادر، وأن قضيته ضد أم كلثوم كانت آخر نوادره التي بدأت بطلبه منها إحياء حفل زواج في قريته مقابل مبلغ مالي كبير، وافقت عليه قبل أن يعتذر لها بعد أيام بحجة وفاة أحد أقارب العريس، ليبدأ بعدها مراسلتها في المناسبات، وتصله منها ردود اعتبرها وثائق تثبت وجود علاقة بينه وبينها وضمها ملف قضية طلبها في بيت الطاعة».