تحمل تاريخ 120 أسرة من الأندلس إلى الصين

المطيري: أمتلك 13 ألف عملة أثرية

بعض العملات النادرة التي يمتلكها المطيري. من المصدر

أكد مستشار المواقع التراثية، المدير التنفيذي لقطاع المواقع التراثية بالإنابة في دائرة السياحة والتسويق في حكومة دبي عبدالله جاسم المطيري، أن مجموعته الخاصة من العملات الأثرية تضم 13 ألف قطعة نقدية أثرية، من بداية عهد الخلفاء الراشدين، وحتى سقوط الخلافة العثمانية، مشيراً إلى أنها تغطي نحو 120 أسرة إسلامية في المنطقة الممتدة من الأندلس إلى الصين.

عبدالله جاسم المطيري.

وأضاف لـ«الإمارات اليوم»: «لا أميل إلى تقييم مقتنياتي الأثرية وفقاً لقيمتها المادية، ولكن إلى ما تحمله من قيمة تاريخية ومعنوية، واعتبر أن من أبرزها القطع التي تعود إلى مناطق مختلفة كشبه الجزيرة العربية، خصوصاً مكة المكرمة، وأيضاً الأندلس، إلى جانب القطع التي تعود إلى مناطق نفوذ الثوار، وتقيم وفقاً للناحية المعنوية والتاريخية»، لافتاً إلى أنه يمتلك أيضاً مجموعة من العملات التي تعود إلى الفترة من 900 -1200 هجرية، وهي طولية الشكل تشبه شكل المسمار المعقوف أو صنارة الصيد، وكانت تستخدم في موانئ الخليج العربي، ومن بينها الإمارات، وكان أول من سك تلك العملات النادرة التي لم يعرف سبب سكها بهذا الشكل غير المعتاد، سلاطين هرمز، وأطلقوا عليها لارين نسبة إلى لار عاصمة هرمز.

وكشف المطيري أنه تم العثور على كنز من العملات العمانية في منطقة جعلان بني بوحسن بالشرقية، بالإضافة إلى كنز آخر بمنطقة الظاهرة بمدينة ينقل، ويعود كل منهما إلى فترة حكم بني سامة وبني وجيه وبني الجيلندي والقرامطة في عمان وبني بويه، موضحاً أن المجموعة المكتشفة في غاية الندرة لوجود بعض الدراهم التي لم ينشر عنها من قبل، ولم يذكرها أي عالم من علماء المسكوكات، من بينها درهم سك في عمان سنة 358 هجرية.

وانتقد اتجاه مسؤولين في متحف رأس الخيمة الوطني للاستعانة بخبراء أجانب من متاحف داخل الدولة وخارجها، لتحديد هوية عملة أثرية تم العثور عليها في الإمارة، ولكنهم خرجوا بنتيجة واحدة هي أن القطعة تعود إلى الفترة الإسلامية، رغم أن الفترة الإسلامية تمتد منذ بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم وحتى الآن. وأضاف «في المقابل تمكنت أنا من التعرف إلى هوية العملة من الصورة التي نشرت لها في الصحف، وقمت على أثر ذلك بالاتصال بالمسؤولين في المتحف، وتوضيح أن القطعة الأثرية هي ربع دينار وجيهي يحمل اسم عمر بن يوسف، وضرب في عمان سنة 350 هجرية، وهو محفوظ الآن في المتحف».

وعن طبيعة أعمال التنقيب التي تشهدها الإمارات في الوقت الجاري، أشار المطيري إلى أنها تجري بشكل منتظم، خصوصاً بعد إنشاء المجلس الوطني للسياحة والآثار، كما قامت وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع بجهود كبيرة بالتعاون مع الدوائر المحلية في الإمارات المختلفة لتشجيع أعمال التنقيب. معتبراً أن إنشاء المجلس الوطني جاء تتويجاً لتلك الجهود.

وكان مستشار المواقع التراثية بحكومة دبي، قد قدم محاضرة صباح أمس في جامعة زايد في أبوظبي ضمن فعاليات الحملة الوطنية «وطن للتاريخ.. أمة للمستقبل»، التي تنظمها مؤسسة أناسي للإنتاج الإعلامي، بالتعاون مع جمعية الحفاظ على التراث العمراني، تحت عنوان «النقود الإسلامية في الجزيرة العربية»، وذكر خلالها أن المسكوكات الإسلامية تعد شاهد حق على مختلف الدول والخلافات التي أسهمت في الفتوحات الإسلامية ونشر الدين الإسلامي. واستعرض المطيري المناطق التي سكت باسمها النقود في المنطقة، وتعاقب الخلفاء والولاة في كل من اليمن وعمان ونجد والحجاز. وعقب المحاضرة عُرض الفيلم التسجيلي «وطن للتاريخ.. أمة للمستقبل».

تويتر