مؤلّفات وأزمات

«الجنقو مسامير الأرض».. جائزة ومصادرة

صاحب «الجنقو» عبدالعزيز ساكن. أرشيفية

لم يشفع لرواية «الجنقو مسامير الأرض» للكاتب السوداني عبدالعزيز بركة ساكن، فوزها بجائزة الطيب صالح، إذ فُرض حظر على نشر الرواية بخطاب رسمي في مطلع الشهر الماضي، صادر من المجلس الاتحادي للمصنفات الأدبية والفنية في الخرطوم، يمنع نشر الرواية، وملاحقة من يقوم بتوزيعها على مستوى البلاد، وتذرع المجلس بقوانين محلية تجاوزت حقوق حرية الفكر والإبداع، كما ذكر بيان صادر، أخيراً، عن اتحاد الكُتّاب السودانيين.

وليست واقعة حظر «الجنقو» هي الأولى مع عبدالعزيز ساكن، إذ صودرت مجمــوعته القصصية «امرأة من كمبو كديس» في معرض الخرطوم الدولي للكتاب العام الماضي، وتعرضت ثلاثيته التي تضمّ روايات «الطواحين» و«رماد الماء» و«زوج امرأة الرصاص وابنته الجميلة» لمضايقات عدة من قبل مسؤولي الرقابة في السودان.

يشار إلى أن رواية «الجنقو مسامير الأرض» تدور حول حياة «الجنقو»، وهم عمال الزراعة المطرية الموسمية، في المناطق الحدودية بين السودان وإثيوبيا وارتيريا، وتتناول المتغيرات التي حصلت في حياتهم.

وقاد معارضون لمصادرة الرواية حملة عبر موقع الـ«فيس بوك»، متضامنين مع ساكن، ومطالبين بفك الحظر المفروض على عمله.

وعبر اتحاد السودانيين في بيانه عن استيائه من قرار المنع والمصادرة، مشيراً إلى أن «الرواية المحظورة عمل ابداعي حاز تقدير لجنة محترمة من كبار المبدعين والنقاد ذوي الرصانة في السودان، وقررت منحها جائزة الطيب صالح للرواية لعام ،2009 مناصفة مع رواية ثانية، وأوصت بطبع كلتا الروايتين حفزاً لهما ولدفع مسيرة الإبداع السوداني ونشره على أوسع نطاق».

وأضاف البيان «إننا في اتحاد الكتاب السودانيين نشجب مثل هذا المسلك الذي يجنح لفرض وصاية لا معنى لها ولا موجب، على انتاج المبدعين السودانيين، ونراه مسلكاً ساذجاً غاب عنه ما وفرته ثورة الاتصالات والمعلوماتية من قنوات للتواصل والانفتاح اللامحدود، للحوار بين الثقافات، والذي جعل العالم قرية كونية متشابكة العلاقات، تفاعلاً واندماجاً ومثاقفة، بما جعل من مثل هذا المنع أضحوكة لا أكثر، إذ الكتاب الممنوع يسهل أن يتوافر في نسخه الناعمة في شبكة الإنترنت، ولن تجرؤ عين الرقيب أو يده أن تطاله»، وبالفعل نشرت الرواية، وتم تداولها كاملة على مواقع إلكترونية عدة.

وطالب الاتحاد بإلغاء قرارات قمع الإنتاج الإبداعي، ووقرارات حظر الكُتب، أو إجراءات ملاحقتها.

تويتر