«المعلم يعقوب».. مختلف عليه

مع إعادة إصدار الهيئة العامة لقصورالثقافة في مصر كتاب «المعلم يعقوب بين الأسطورة والحقيقة» تجددت الضجة حول المعلم يعقوب، تلك الشخصية المثيرة للجدل، التي اختلف كثيرون حولها، منذ المؤرخ عبدالرحمن الجبرتي، فبينما اعتبر البعض يعقوب ثائراً وداعياً لاستقلال مصر في فترة مبكرة من تاريخها، إلا أن آخرين رأوه عميلاً وخائناً، وهذا الأخير ما ذهب إليه مؤلف «المعلم يعقوب» الدكتور أحمد حسين الصاوي، ما أثار غضب اوساط قبطية مصرية، طالبت بمصادرة الكتاب، معتبرة أنه محاولة لتشويه «رمز وبطل من أبطال الاستقلال». يرصد الصاوي في كتابه الذي يضم 138 صفحة وقائع تاريخية عدة، تثبت ـ من وجهة نظره ـ أن المعلم يعقوب تآمر على المصريين، ووضع كل امكاناته لمساعدة جيش المحتل الفرنسي، بل وساعد على إخماد ثورات وانتفاضات قام به مقاومون في أماكن مختلفة من مصر، وهو ما يذهب إليه أيضاً رئيس تحرير السلسلة التي صدر عنها الكتاب أسامة عفيفي، الذي قال في مقدمة «المعلم يعقوب» «مؤرخو التاريخ المصري الحديث أجمعوا على خيانة المعلم يعقوب لتعاونه مع المحتل، وأن وثائق المحتل نفسه كشفت دوره في التآمر على المقاومة الشعبية المصرية». ومما أثار غضب منتقدي الكتاب قول الصاوي ان «الأقباط من أصحاب المصالح تعاطفوا مع الغزاة الجدد (الحملة الفرنسية على مصر) باعتبارهم مخلصين، وكذلك مسيحيين سوف يحررونهم من الخضوع لسلطان المسلمين»، محتجين على ما ذكره الكتاب بآراء أخرى كثيرة أكدت أن المعلم يعقوب صاحب مشروع وطني لاستقلال مصر، وأنه سبق عصره بأكثر من قرن، وأبرز من ذكر ذلك الدكتور لويس عوض، والدكتور أنور لوقا في كتابه «هذا هو المعلم يعقوب». يذكر أن المعلم يعقوب حنا ولد عام 1745 في صعيد مصر، وذاع صيته إبان الحملة الفرنسية على مصر عام 1798 عقب قيامه بتنظيم جيش من الأقباط على نفقته الخاصة، قاتل ضمن صفوف الحملة الفرنسية ضد العثمانيين في مصر، ومات بالحمى على السفينة التي حملت فلول الحملة الفرنسية على مصر، وقيل مات مسموماً.

 

الأكثر مشاركة