يشكل مصدراً للباحثين والمهتمين بالعمارة الطينية التقليدية
بيت بن شهيل يعود إلى الحياة
تواصل هيئة أبوظبي للثقافة والتراث تركيز جهودها في مجال ترميم المباني التاريخية في مدينة العين، جزءاً من عملها للحفاظ على التراث المادي في أبوظبي، إذ يوجد العديد من المباني التاريخية الطينية التي تحتاج لحماية عاجلة بسبب طبيعتها الهشة والتدهور الحاصل لها في كثير من الأحيان.
وقامت الهيئة بإطلاق برنامج ترميم الطوارئ في عام 2008 لتلبية الاحتياجات العاجلة لحفظ هذه المباني، وتقييم الأضرار واتخاذ تدابير فورية لمساعدتها على البقاء إلى أن يتم اتخاذ مزيد من تدابير الحفظ الأكثر شمولية. ومن بين هذه المشروعات المهمة التي تمّ إنجازها في العين ترميم كل من بيت حمد بن هادي الدرمكي، ومنزل عبدالله بن سالم في واحة القطارة، وتثبيت جدار حديقة من الطوب اللبن لتدعيم منزل خلفان وسيف الظاهري.
وأنهت الهيئة أخيراً أعمال ترميم بيت بن شهيل بالعين الذي يعد واحداً من المباني التاريخية التي تخضع لإشراف الهيئة ضمن مشروع ترميم الطوارئ للمباني التاريخية في أبوظبي، وتمّ بدء العمل في البيت في منتصف فبراير الماضي، إلى أن انتهت أعمال ترميمه في يونيو .2010
وقال مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث محمد خلف المزروعي، إن «إدارة الترميم في الهيئة تتولى مسؤولية البحث وإعداد سياسات التطوير لضمان تنفيذ نشاطات حماية المباني التاريخية وفق أرقى المعايير العالمية، وتشمل نشاطات الحفظ والحماية التراث الثقافي المادي في أبوظبي بما في ذلك المباني والمواقع والمقتنيات. وفي نطاق هذه المهام، يجري حالياً تنفيذ عدد من مشروعات الصون المهمة، مع التركيز على مواقع المباني التاريخية بصفة خاصة».
وتمت المباشرة بتنفيذ برنامج مكثف لإجراء أعمال الترميم العاجل بغرض توفير الحماية لمجموعة من المباني التاريخية التي تستلزم تدخلاً فورياً، وبما يكفل تحقيق السلامة لهذه المباني وتجنيبها المزيد من التدهور، إذ تمّ تطوير منهجيات العمل، وإجراءات الحفظ والحماية والشروع في أعمال التدعيم الأولي للهياكل.
ولا يكون الحفاظ على المبنى التراثي فقط بإضافة عناصر معمارية جديدة كالسقف والأبواب والنوافذ لاستكماله وإظهاره في أبهى صورة، إذ إن الحفاظ على القيم التاريخية والتراثية للمبنى يجب أن تراعي أهمية عدم تغيير حقائق وطبيعة المباني، وبالتالي وقف تدهور المبنى من دون أية إضافة للحفاظ على أصالة التراث.
ويقع بيت بن شهيل على الحافة الغربية لواحة العين، إذ يشرف على الطريق الفرعي للواحة إلى جانب متحف قصر العين، ويعتبر مثالاً نموذجياً للمباني الطينية والتاريخية في العين التي تمّ بناؤها من المادة الطينية والطوب الطيني، ويعكس البيت النظام المعماري التقليدي للمباني التاريخية داخل الواحات، ويعتبر أحد المباني القليلة ضمن واحة العين عكس واحة القطارة والجيمي التي لديها عدد كبير من هذه المباني، وقد تعرّض البيت للعزل والإهمال لمدة من الزمن ما جعله يعاني من مشكلات إنشائية عدة جعلته يشكل خطراً على المارة والمزارعين في المزارع المحيطة بالواحة.
ومن الخطوات الأولى التي تم تنفيذها هو دعم الحوائط العازلة والجدران التي بها شقوق خطرة بدعامات خشبية مؤقتة، ما ساعد على خلق بيئة عمل آمنة والتأكد من استقرار هذه الجدران أمام أي احتمالات تدهور في القريب العاجل. وتمّ تنفيذ هذه الخطوة بالتزامن مع تسييج المساحة أمام المبنى والمواجهة للطريق من أجل إيجاد منطقة آمنة أمام حركة السير، بعد ذلك تم القيام بالأعمال الحفرية اللازمة والتوثيقية لقواعد الجدران، من أجل تقييم حالتها ومعرفة مدى التدهور الحاصل بها، إذ ساعدت هذه المعلومات على إجراء ما يلزم لتدعيم القواعد وترميمها باستخدام المادة الطينية نفسها والطوب الطيني، إضافة إلى إعادة بناء زاوية المبنى الغربية لربط الجدران مع بعضها البعض وتدعيماً دائماً لها، وبعد ذلك فقد تمّ حقن الشقوق بالمادة الطينية لضمان ربطها ومنع أية احتمالات مستقبلية لاتساعها.
وتم تثبيت آلية لرصد ومتابعة الجدران، لقياس حركتها المحتملة والتي قد تتطلب خطوات طارئة مستقبلية إذا لزم الأمر، وكنتيجة لهذه التدخلات التي تمّ القيام بها، فإن البيت الآن مستقر ويمكن للمهتمين بالعمارة الطينية التقليدية زيارة البيت بسلام.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news