ندوة سينمائية تحاكم السبعينات

تحولت الجلسة الاولى لحلقة بحثية عن السينما المصرية في المجلس الاعلى للثقافة بالقاهرة أول من أمس، إلى ما يشبه المراجعة أو المحاكمة لمرحلة السبعينات وما تلاها على مستويات عدة ليس بينها السينما. ففي تناوله لافلام المخرج المصري توفيق صالح قال أستاذ الفلسفة حسن حنفي، إن «الخمسينات والستينات أثمرت فناً ثرياً في السينما والادب والمسرح والفنون التشكيلية بسبب ما وصفه بالروح التي أحدثتها ثورة يوليو 1952 في البلاد قبل أن تتحول الثورة إلى ثورة مضادة اعتبرها مستمرة الى الان». وأضاف أن تلك الروح «انطفأت بعد حرب أكتوبر 1973 لدرجة أن مصر فقدت بوصلتها ورؤيتها واسهاماتها». وتعقد الحلقة البحثية التي تستمر أربعة أيام تحت عنوان «السينما المصرية.. الثورة والقطاع العام.. 1952-1971» وتناقش تأثير ثورة 23 يوليو 1952 - التي أنهت العهد الملكي وحكم أسرة محمد علي للبلاد - في السينما. ومن المشاركين في حلقة البحث الناقد اللبناني ابراهيم العريس، ومن المصريين أستاذ الفلسفة صلاح قنصوة والشاعر أحمد عبدالمعطي حجازي والكاتب صلاح عيسى، ومن النقاد أحمد يوسف وعلي أبوشادي ومحسن ويفي ومجدي عبدالرحمن وفريدة مرعي والمخرجان محمد كامل القليوبي وهاشم النحاس.

وقال حنفي إن قراءته لأعمال توفيق صالح ليست بحثاً في السينما بقدر ما هي بحث عن الروح التي ألهمت المبدعين في ظل ثورة 1952 «قبل أن تنقلب الثورة على عقبيها وتصبح ثورة مضادة منذ منتصف السبعينات حتى الان». ويعد صالح من المخرجين البارزين رغم قلة أعماله ومنها فيلم «درب المهابيل» الذي شارك في كتابته الروائي الراحل نجيب محفوظ الحائز جائزة نوبل في الاداب و«المخدوعون» وهو انتاج سوري عن رواية الكاتب الفلسطيني الراحل غسان كنفاني «رجال في الشمس». وقال حنفي إن أفلام صالح «لها قضية تعنى بالأبعاد الاجتماعية وايقاظ الوعي ومساءلة الزعامة الشعبية. أفلامه تعبر عن نهوض مصر في تلك المرحلة».

تويتر