ندوة في أبوظبي طالبت بتوثيقها وتضمين المناهج معلومات عنها

3100 مبنى تاريخي مسجلة في الإمارات

دعا مشاركون في ندوة عن المباني التاريخية في الإمارات، وزارة التربية والتعليم إلى تضمين المناهج الدراسية موضوعات تعريفية بأهم الأماكن التاريخية والأثرية في الدولة.

وكشفت إحصاءات لجمعية التراث العمراني، أن عدد المباني التاريخية المسجلة في الإمارات، يبلغ 3100 مبنى..

توصيات

http://media.emaratalyoum.com/inline-images/266148.jpg

دعا المدير التنفيذي للمركز الثقافي الإعلامي لسمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، الشاعر حبيب الصايغ، المتحدثين إلى وضع توصيات محددة حول الأماكن التاريخية في الدولة والجهود اللازمة لتوثيقها والحفاظ عليها، على أن يتم نشر هذه التوصيات في وسائل الإعلام، ورفعها إلى الجهات المسؤولة. مشيراً إلى إمكانية تنظيم المركز مؤتمراً موسعاً حول هذا الموضوع في الفترة المقبلة. وعقب الندوة اتفق المشاركون على توصيات عدة ترفع قريباً إلى الجهات المعنية وهي:

دعوة وزارة التربية والتعليم إلى تضمين المناهج الوطنية موضوعات تعريفية بأهم الأماكن التاريخية والأثرية بالدولة، وأهم الأحداث أو الأسماء أو الشخصيات التي ارتبطت بهذه الأماكن، وشكلت جزءاً من تاريخها وأهميتها.

دعوة الجهات الرسمية وغير الرسمية المعنية لاستكمال حصر وتسجيل الأماكن التاريخية والأثرية وتوثيقها بالصوت والصورة، وإتاحة المعلومات المتجمعة عن ذلك للدارسين والباحثين ومن يطلبها من أفراد أو جهات.

وضع لافتات تعريفية باللغة العربية وبلغات أخرى للتعريف المختصر بالأماكن التاريخية والأثرية، وذلك في أماكن بارزة ومختلفة حتى يراها الزائرون، والعابرون للمكان أو الأثر، والمارون به.

تشكيل لجنة من ذوي الاختصاص لإجراء البحوث الرصينة التي تؤرخ للأماكن التاريخية والأثرية ومناطق وأحياء الدولة، ووضع ثبت تاريخي لها من أهم الوقائع أو الأحداث التي ارتبطت بها.

إنتاج برنامج / برامج متلفزة عن الأماكن المختلفة المشهورة، وغير المشهورة بالدولة، في إخراج مميز، يتضمن تفاصيل ومعلومات وافية عنها من حيث الموقع، والأهمية، وسر أو سبب التسمية، وغير ذلك ، بالاستعانة بنتاج اللجنة المشار إليها في التوصية السابقة.

دعوة وزارة التربية والتعليم، والتعليم العالي والبحث العلمي، والثقافة والشباب وتنمية المجتمع، والهيئات أو الجهات المعنية الأخرى؛ إلى تشجيع الباحثين من أبناء الدولة على التخصص في هذا الموضوع وتفريغهم لذلك وطباعة نتائج أبحاثهم وشراء نسبة من هذه المطبوعات تفي باحتياجاتهم وتشجعهم على مزيد من البحث.

إنتاج برنامج أو كتاب صوتي يضم أهم هذه الأماكن وأسماءها مع النطق الصحيح لها وذلك وفق اللهجة المستخدمة في المنطقة الواقعة في المكان، للتغلب على اختلافات الترجمات المختلفة للرحالة الأجانب أو الأطقم الأثرية الأجنبية العاملة بالدولة.

عقد مؤتمر أو ندوة موسعة لمزيد من البحث والدرس في الموضوع نفسه، تتناول محاور أخرى، ويدعى إليها مختصون آخرون، ونشر الأبحاث وأوراق العمل المقدمة، ورفد الجهات المعنية بها.

وتبنى المركز الثقافي الإعلامي لسمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة، هذه الفكرة، وسيعمل على تنفيذها.

وأوصت الندوة التي نظمها المركز الثقافي الإعلامي لسمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة، أول من أمس، في أبوظبي، بحضور المدير الفني للمركز الشاعر حبيب الصايغ، الى استكمال حصر وتسجيل الأماكن التاريخية والأثرية وتوثيقها بالصوت والصورة، ووضع لافتات تعريفية بلغات عدة، وتشجيع الباحثين من أبناء الدولة للتخصص في هذا الموضوع وتفريغهم لذلك، وطباعة نتائج أبحاثهم وشراء نسبة من هذه المطبوعات.

وطالبوا بإنتاج برنامج أو كتاب صوتي عن أهم الأماكن التاريخية والأثرية، مع النطق الصحيح لها وفق اللهجة المحلية، للتغلب على اختلافات الترجمات للرحالة الأجانب أو الأطقم الأثرية الأجنبية العاملة في الدولة.

إحصائية

كشفت إحصاءات غير رسمية قامت بها جمعية التراث العمراني، أن عدد المباني التاريخية التي قامت الجمعية بتسجيلها في الإمارات، يبلغ 3100 مبنى تاريخي، من بينها 600 في أبوظبي، و550 في دبي، و600 في الشارقة، و50 في عجمان، و150 في أم القيوين، و550 في الفجيرة، و600 مبنى تاريخي في رأس الخيمة.

وأوضحت عضو مجلس إدارة الجمعية فرح إبراهيم البستكي لـ«الإمارات اليوم»، أن «هذه الأرقام لا تمثل دراسة رسمية، ماعدا ما يخص دبي، حيث تم التأكد من دقة الأرقام من بلدية دبي، ولكنها إحصاءات قام بها أعضاء الجمعية ضمن جهودهم لتسجيل وتوثيق المباني التاريخية في الدولة. مشيرة إلى ان نتائج الإحصاءات ليست نهائية، إذ مازالت الجمعية تعمل على توثيق المزيد من المباني.

وأشارت البستكي خلال الندوة إلى أنه لا توجد آلية أو معايير واضحة في التعامل مع المباني التاريخية، بما في ذلك عمر المبنى نفسه، حيث ترجع المباني التي شملتها الإحصاءات لفترة تراوح بين 30 و50 عاماً.

قلب الشارقة

استعرض مدير التراث والشؤون الثقافية في دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة عبدالعزيز المسلم، جانباً من ملامح المشروع التراثي الكبير «قلب الشارقة»، الذي تعمل الشارقة على انجازه من خلال هيئة «شروق»، ويهدف إلى الوصل بين الشارقة القديمة وميدان الرولة، وسيتم تنفيذه على مراحل عدة مستقبلية تمتد إلى 25 عاماً، ومن المقرر ان يتضمن العديد من المباني التاريخية من بينها بيت السركال بالإضافة إلى فندقين، على ان يتم افتتاح احدهما قريباً.

وأشار المسلم أن هناك قصوراً كبيراً في مجال الاهتمام بالمباني والأماكن التاريخية. داعياً وزارة التربية والتعليم إلى تضمين المناهج التعليمية في المدارس معلومات عن المباني التراثية، وأضاف «شاركت من قبل في ورشة عمل حول مناهج التربية الوطنية، وتمت خلالها مناقشة مشروع إدخال التراث الثقافي للدولة في المناهج الدراسية، ولكن للأسف لم يخرج المشروع للنور، على الرغم من ان العمل فيه كان يتم بمنهجية ووفق أسس تهدف إلى تنمية قدرات الطالب». داعياً إلى وضع قاعدة بيانات موحدة لأسماء المناطق والأماكن التاريخية خاصة باللغات الأجنبية، وان يتم وضع قواعد لكتابة هذه الأسماء حتى لا تتغير من شخص لآخر ومن لغة لأخرى.

وتناول المسلم في الورقة التي قدمها في الأمسية علاقة الإماراتيين بالمكان، معتبراً أن المكان هو الأكثر حضوراً لدى أهل الإمارات بسبب كثرة فترات الاغتراب التي عاشها الإماراتي في المراحل التاريخية المختلفة. وأشار إلى مقولة كانت سائدة قديماً مفادها أن العربي يسمي الأسماء باسمه، بينما يسمي غير العربي نفسه باسم المكان، ومع الوقت تراجعت هذه المقولة وأصبح هناك تبادل التسمية بين العربي والمكان، فحيناً يتسمى باسم المكان سواء مكان الولادة أو الوطن الثاني ويقصد به مكان انتقل إليه لفترة ثم عاد إلى وطنه، وفي حين آخر يطلق عليه اسمه، أو يستمد الاسم من المواسم التي يمر بها.

توثيق

قال الباحث أحمد محمد عبيد إن «المواقع الاثرية والتاريخية في الإمارات، قد تزيد على 17 ألف موقع، واستطاعت هيئة المساحة العسكرية توثيق ما يقرب من 13 ألف موقع»، داعياً الهيئات والجهات ذات الاختصاص إلى تفعيل جهودها في مجال توثيق رصد وترميم المواقع التاريخية في الدولة، وإتاحتها للجمهور والباحثين، حيث لا يتجاوز ما تم توثيقه من قبل هذه الجهات 5٪ او 6٪ من المواضع التاريخية. مشدداً على ضرورة تشكيل لجنة وطنية من وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، ووزارة التربية والتعليم، يتم انتقاء أعضائها بعناية فائقة ممن لديهم رصيد وحضور كافٍ على الساحة للاستفادة منه، ويعملون على دمج المعلومات التراثية والتاريخية عن الأماكن ضمن مناهج التعليم في الدولة، وأضاف «على الرغم من انني أعمل في مجال الثقافة والبحث والتراث منذ أكثر من 20 عاماً، ولي إصدارات تقارب الـ 50 كتاباً، إلا أنه لم يحدث أن استدعتني أي جهة للاستفادة مما لدي من معلومات، وهذه إحدى الآفات التي نعاني منها وعلينا التخلص منها تماماً». وقال عبيد إنه سيعمل خلال الفترة المقبلة على تنفيذ معجم جديد للمواضع المهجورة والأخرى المسكونة في الإمارات، مشيراً إلى أنه قام بإعداد معجم كبير وواسع جمع فيه ما أمكن من المفردات الدالة على المكان في الإمارات سواء في البر أو في البحر، ولكن يظل هناك الكثير الذي لم يتم انجازه.ئ

تويتر