فاطمة البقالي.. فنانة الخط العربي

تمثل المواطنة فاطمة البقالي ظاهرة فنية فريدة، إذ تجيد فن صياغة وتجسيد أشكال ومعاني الحروف العربية، التي أهّلتها أخيراً إلى الفوز بإجازة في فن الخط العربي عن خطي الثلث والنسخ، لتكون بذلك أول خليجية تزاول مهنة تدريس فن الخط العربي باعتراف رسمي.

بدأت البقالي مسيرتها الفنية في مجال فن الخط العربي منذ 16 عاماً، إذ تتلمذت على يد أكبر الخطاطين داخل وخارج الدولة، وكرست 10 سنوات لتعلم مهارات بمراكز متخصصة في الدولة، حصلت خلالها على شهادة في خطوط الرقعة والديواني والجلي الديواني والفارسي بدرجة امتياز. وخصصت السنوات الست الأخرى لدراسة فنونه، ولجأت إلى الجمع ما بين الخط والزخرفة الإسلامية والتذهيب في تركيا، التي تزخر بأعلام الخط العربي، وفنون العمارة الإسلامية التي تبرز أشكال الخط المختلفة، وذلك من خلال دورات صيفية مكثفة قدمها أبرز أعلام الخط العربي على مستوى العالم، الأستاذ حسين جلبي، الذي خط مسجد قباء في المدينة المنورة.

وكانت فكرة التحاق البقالي بالدورات الخارجية نابعة من اقتراح صاحب السمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي حاكم إمارة الشارقة، الذي أمر بإرسال مواهب فن الخط العربي إلى تركيا.

حازت البقالي التي تشغل منصب مسؤولة مركز دبي لفن الخط العربي، المركز الأول في مسابقة الخط العربي لمركز الإبداع الحديث في العام ،2001 وجائزة العويس كأفضل عمل فني للشباب (الخط العربي) لأربع دورات (2002 - 2003 - 2005 -2008)، والجائزة الرمزية (خط الديواني) في المسابقة الدولية السابعة باسم الخطاط هاشم البغدادي. وشاركت البقالي في ورش عمل ومعارض ومهرجانات متخصصة محلية ودولية، منها معرض الخط العربي المعاصر «حروف ودلالات» في مدينة ماينز ـ ألمانيا في العام ،2002 ومهرجان الفنون العربية في الصين في العام ،2006 ومعرض فن الخط في تركيا، ومعرض فني تحت رعاية وزارة الثقافة، وسفارة دولة الإمارات العربية المتحدة بولاية واشنطن في أميركا في العام ،2007 وأخيراً في معرض نساء خطاطات على مستوى العالم، في إسطنبول، في الخامس من يونيو الماضي.

وتعد البقالي التي قامت بتنسيق معرض دبي الدولي لفن الخط العربي لأربع دورات متتالية (2005-2008)، حصولها في العام ،2008 على إجازة في فن الخط العربي عن خطي الثلث والنسخ، أبرز إنجاز حققته في مسيرتها الفنية التي بدأت أولى خطواتها منذ 16 عاماً، إذ أهلتها لتكون أول خليجية تزاول مهنة تدريس فن الخط العربي بشكلٍ رسمي، وقد تُوّج الإنجاز أخيراً في حفلٍ رسمي كبير أقيم خلال يونيو الماضي في تركيا، بحضور رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان وحرمه أمينة أردوغان التي سلمتها الإجازة، وسط حضور إعلامي كثيف.