عن قرب

عبدالحميد أحمد.. شغف بالقصة وإدمان للصحافة

كتابات أحمد تظهر ميله واهتمامه الشديد بقضايا وطنه. الإمارات اليوم

يمثل الأديب والإعلامي عبدالحميد أحمد علامة فارقة، حفر اسمه بشكل عميق ومؤثر في مجالات عدة. وحين نتحدث عن الأدب، والصحافة، وعلم النفس، والتعليم، والشرطة في الإمارات، لابد من ذكر اسمه وتجربته المؤثرة في كل تلك المجالات. يترأس أحمد حالياً صحيفة الـ«غلف نيوز» بعد مشوار طويل قضاه في الحقل الإعلامي تولى فيه مناصب أساسية ومؤثرة. ولعل المتابع لحركة الصحافة في الإمارات لا يستطيع إلا التوقف عند زاويته الشهيرة «مع الناس» التي حظيت بشعبية كبيرة عند القراء، إضافة إلى كونه واحداً من مؤسسي القصة القصيرة، وله في هذا المجال مجموعة من الإصدارات المميزة .

ولد عبدالحميد أحمد في عام 1957 في دبي، وتحديداً في جميرا، وهو حاصل على شهادة البكالوريوس في علم النفس، إضافة إلى دبلوم من معهد المعلمين، إلا أن اكتشافه قدرته التعبيرية بدأت منذ الطفولة، ومع اكتشاف مدرسه موهبته وتشجيعه على تنميتها، كانت تلك دفعة الثقة الأولى التي أعانته على اقتحام عوالمه الداخلية، واكتشاف مكنوناته الإبداعية، مبتدئاً كتابة القصة هواية وشغفاً منذ بداية السبعينات، إذ ظهرت أعماله في كل من «أخبار دبي» وفي «الأهلي»، وعلى الرغم من اعتباره أحد أبرز الأسماء في عالم القصة في المنطقة، إلا أن قلقه وحرصه الشديد على تقديم الأفضل، كانا سبباً في قلة إصدارات مجموعاته القصصية، التي لولا قلقه الدائم لكانت شهدت ولادة إخوة كثر.

عمل عبدالحميد أحمد في شرطة دبي لفترة وجيزة، حتى ناداه عالم الصحافة عام ،1979 إذ بدأ محرراً، ثم مديراً للتحرير في مجلة «الأزمنة العربية» التي كانت تصدر في الشارقة، لينتقل بعد ذلك للعمل في جريدة الاتحاد محرراً، ثم رئيساً للقسم الاقتصادي، كما كان من مؤسسي الملحق الثقافي بها في تلك الفترة، ثم تحول إلى «البيان»، وأصبح كاتباً لزاوية يومية واسعة الانتشار ومقروءة على نطاق واسع اشتهر بها، وعُرف من خلالها كاتب زاوية ساخراً، فاستطاع عالم الصحافة أن يبعده ولو جزئياً عن الأدب، وكان ذلك سبباً في قلة إنتاجه الأدبي.

لطالما بينت كتاباته ميله واهتمامه الشديد بقضايا وطنه ومنطقته، منفعلاً بهمومها ومسخراً جزءاً كبيراً من جهود قلمه في هذا المجال، سواء من خلال مقالاته، أو من خلال أعماله القصصية التي بلغت مجموعاتها الثلاث 28 قصة، كما أعانته الحياة الصحافية اليومية السريعة على التحول إلى أحد أنشط الكتاب، وأكثرهم حركة ووجوداً بين اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، أو مؤسسة سلطان العويس التي عمل لفترة أميناً عاماً للجائزة الصادرة عنها، أو اتحاد الكتاب العرب، إضافة إلى قدرة حادة على إبصار وملاحظة دقيقة لواقع الحياة اليومية، وزواياها المختلفة.

قصص عبدالحميد أحمد غنية في شخوصها وأبعاد كل منها، إضافة إلى غنى في القضايا والتساؤلات التي تعين القارئ على التحول من مشاهد لخيالاته حول القصة، إلى مساهم فيها عبر استفزاز الأسئلة في رأس القارئ، وترك النهاية بين المفاجئة والمفتوحة، من دون أن يبتعد عن لمسته الساخرة والصادقة في آن واحد، إضافة إلى التنوع الشديد، والميل المستمر إلى الجدة، وعكس تغيرات المجتمع، من دون الابتعاد عن الشخصيات التي يحرك خيوطها بحنكة، تعين على الدخول إلى عوالم ومستويات القصة، من دون الابتعاد عن أسمائها، في محاولة دائمة للمزج بين الواقع والخيال المعتمد على الذاكرة، وفي مقدرة صادقة ونقية تعكس شخصيته البسيطة والقريبة من الناس.

تويتر