نجوم يدخلون عالمها.. وتلفزيونات تزيد من جرعتها
«الكوميديا» رهان رابــح في رمضان
قد يكون لجوء معظم القنوات الفضائية العربية إلى عرض مسلسلات وأعمال كوميدية خلال أوقات متفاوتة في نهار وليل رمضان ظاهرة صحية ومطلوبة، بعد أن كانت الشكوى النقدية والجماهيرية دائماً هي غياب الجرعة الكوميدية أو تضاؤلها وانحسارها في كثير من الأحيان في أعمال ساذجة، لمصلحة مسلسلات تتناول في معظمها قضايا مهمشين أو خارجين على القانون وشرائح محدودة في المجتمع وفي أحسن الأحوال سيراً ذاتية لمشاهير تتسبب في سيل من الدعاوى القضائية بين جهات الإنتاج وورثة الراحلين.
الالتفات إلى الكوميديا في الدورة البرامجية الرمضانية محلياً بدأ بشكل جلي منذ العام الماضي وبشكل خاص على قناتي «دبي» و«سما دبي» اللتين قدما أكبر عدد من المسلسلات الكوميدية حينها، مقارنة على الأقل بالقنوات الفضائية الخليجية. القناتان طورتا هذا النهج بشكل ملحوظ هذا العام، واعتمدتا على التنويع فيه سواء في ما يتعلق بالمحتوى الدرامي أو طبيعة أبطاله، وأيضاً الزمن الدرامي، وهو ما جعل فنانة بقامة الإماراتية سميرة أحمد تفصح عن جوانب جديدة من طاقتها الفنية في مسلسل «أحلام سعيد» إلى جانب الموهبة الكوميدية الصاعدة التي اتكأت عليها في هذا العمل بشجاعة كبيرة من دون الالتفات إلى حداثة تجربته وهو الممثل الصاعد جمعة علي الذي يجسد دور سعيد كبطل محوري لمسلسل للمرة الأولى. إضافة إلى مشاركته للعام الثاني على التوالي في «السيت كوم» المحلي «عجيب غريب» الذي يُعرض جزؤه الثاني على تماس مع وقت الإفطار على قناة دبي في توقيت يبدو كأنه سيتحول إلى أحد الطقوس الدرامية المرتبطة بالدورة البرامجية الرمضانية على دبي الفضائية في حال اتجهت النية إلى الاستمرار في أجزاء المسلسل على شاكلة «طاش ما طاش» السعودي الذي يصل هذا العام إلى جزئه الـ.17
«نغموش» جديد قال رئيس مجلس إدارة «مسرح دبي الأهلي» يوسف بن غريب «لدينا خشبات كثيرة ونغموش وحيد»، في إشارة منه إلى معضلة غياب نجوم الكوميديا في الدراما المسرحية بشكل عام، قبل أن يقوم بن غريب بعدها بتولي إنتاج مسرحية كوميدية ببطل إماراتي هو الفنان جابر نغموش وفنانة عمانية هي أمينة عبدالرسول في تأكيد عملي على فكرة ندرة نجم الدراما الكوميدية محلياً. وعلى مدار سنوات طويلة كانت هناك صعوبة بالغة للبحث عن ضحكة محلية عبر الدراما التلفزيونية خارج عباءة نغموش رغم وجود ممثلين قديرين يقومون بأدوار كوميدية، ولكن بعيداً عن هالة النجومية التي أحاطت بنغموش، لاسيما بعد ارتباطه بـ«حاير طاير» بأجزائه المتعددة، قبل أن تفرز التجارب الجديدة للقنوات المحلية أعمالاً مهمة تخلت بعضها عن فكرة النجم الأوحد مثل «عجيب غريب» في جزأيه الأول والثاني على قناة دبي، معتمداً على عدد من النجوم أجادوا ومثلوا حلولاً ناجعة للرؤية الإخراجية في المواقف الكوميدية، فيما راهن بعضها على نجوم جدد بجرأة نادرة مثل «أحلام سعيد» الذي رسخ ميلاد «نغموش» جديد في ساحة الدراما الإماراتية إن جاز التعبير هو الصاعد جمعة علي، ولكن بشخصية وملامح فنية قطعاً مختلفين. |
تعويض
وفي حين يدور «عجيب غريب» الذي يُوصف بأنه أول «سيت كوم» إماراتي في قالب اجتماعي من خلال أسرة «عجيب الغش» الذي يؤدي دوره الفنان أحمد الجسمي، ويتطرق إلى تفاصيل يومية معتمداً على كوميديا الموقف التي تجمع أبطاله ملاك الخالدي ومرعي الحليان وأمل محمد ومروة راتب في بيئة معاصرة، فإن مسلسل «زمن طناف» الذي يقوم ببطولته الفنان القدير جابر نغموش يعود بزمنه الدرامي إلى بداية تأسيس دولة الاتحاد وأزمنة لاحقة، وهي فترة اعتاد الكتاب والمخرجون التعامل معها من خلال قوالب درامية بعيدة تماماً عن الالتفات إلى قدرة الدراما على جذب متابعة المشاهد، فضلاً عن أن هذا العمل الذي يعتبره البعض تعويضاً عن غياب المسلسل متعدد الأجزاء «حاير طاير» هذا العام يعتمد في المقام الأول على خصوصية طلة نغموش ونجوميته التي ينفرد بها في ساحة الكوميديا المحلية، في حين يقدم «أحلام سعيد» نجماً جديداً إلى الساحة نفسها، ليبقى الجزء الثاني من مسلسل «طماشة» الذي يشارك في بطولته أيضاً نغموش تأكيداً آخر على أن الأخير مازال متربعاً بانفراد تام على عرش الكوميديا الإماراتية، مع التأكيد على أن بطل «زمن طناف» لم تحل قدراته الفنية للوصول إلى ما هو أبعد من ذلك خليجياً على الأقل، بقدر ما أحاله ابتعاده المتعمد الذي يعرفه كل من اقترب منه عن وسائل الإعلام المختلفة التي باتت أدوات مهمة في صناعة النجوم.
وجوه
الظاهرة الأكثر بروزاً بشكل عام هذا الموسم، والتي تتماشى مع اتساع المساحة التي أفردتها الفضائيات للكوميديا هو دخول وجوه لم تكن معروفة بهذا اللون إلى ساحة الكوميديا مثل الفنانة التونسية هند صبري التي تقوم بدور البطولة المطلقة في مسلسل «عاوزة اتجوز»، صانعة لردات فعل نقدية وجماهيرية مبكرة حول القدرة الفنية لصبري التي قدمت نفسها بلون مخالف تماماً لما ظهرت عليه على مدار ارتباطها بالدراما المصرية سواء السينمائية أو التلفزيونية، وهو الأمر الذي تكرر أيضاً مع الفنانة المصرية سميرة أحمد التي تقدم دوراً كوميدياً صرفاً للمرة الأولى بعد نحو 50 عاماً من مشوارها مع التمثيل من خلال المسلسل الكوميدي «ماما في القسم»، ومعها الممثل القدير محمود ياسين، ليشكلا معاً ثنائياً كوميدياً مفاجئاً للجمهور، وتحريضاً ربما للكثير من الممثلين الذين لم يخوضوا تجارب كوميدية سابقة على كسر الحاجز النفسي لاقتحام هذا العالم.
عدوى
عدوى الكوميديا ومراهنة الفضائيات عليها تقف وراء استمرار المطربة المصرية مي كساب بالاعتماد في أدوارها التمثيلية على الأداء الكوميدي، إذ تجسد دور البطولة في مسلسل «العتبة الحمرا»، في حين يستمر الفنان المصري أشرف عبدالباقي في الجزء السابع من «راجل وست ستات»، لكن عبدالباقي يراهن هذا العام أيضاً على مسلسل جديد بعنوان «مش ألف ليلة وليلة»، فيما يعود أحمد آدم إلى الدراما التلفزيونية بمسلسل كوميدي أيضاً هو «الفوريجي» الذي أغرى المذيعة اللبنانية رزان مغربي إلى الانضمام إلى أسرته انجذاباً أيضاً لسحر الكوميديا الخاص جداً هذا العام. وإضافة إلى مسلسلات الأجزاء المتعددة التي استمرت هذا العام مثل المسلسل الكوميدي «حرمت يا بابا» الذي يجمع حسن حسني وميمي جمال وآخرين، فإن النجوم المرتبطين في الأساس بالأعمال الكوميدية مثل أحمد عيد الذي يقدم هذا العام «أزمة سكر» من خلال المسلسل الذي يقدم فيه شخصية شاب يدعى «سكر»، وأيضاً الفنان طلعت زكريا الذي يشارك في بطولة عملين هما «جوز ماما» و«حامد قلبه جامد» من المتوقع أن يقوم كل منهما برفع قيمة أجره في المسلسل الواحد عقب انتهاء الموسم الدرامي الحالي، بعد أن رفعت الفضائيات المختلفة بشكل عملي هذا العام شعار «لا دورات برامجية رمضانية من دون كوميديا».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news