استجابة لتحقيق حول أرشيف المسرح الوطني
مدير مسارح الشارقـة: مقصرون ونتحمّل المسؤولية
أعلن مدير مجموعة مسارح الشارقة محمد بن جرش، مبادرة للتعاون مع مجلس إدارة مسرح الشارقة الوطني في ما يتعلق بمشروع «الأرشيف الرقمي»، الذي يتولى المسرح الوطني إعداده منذ مطلع العام الجاري، جاء ذلك عبر تصريح لـ«الإمارات اليوم»، استجابة للتحقيق الذي نشرته الصحيفة أخيرا، حول حاجة المشروع إلى مزيد من الدعم، باعتباره مشروعا مهما يؤرخ للحركة الثقافية في الدولة، خلال العقود الثلاثة الماضية.
وكان الممثل والمخرج الإماراتي أحمد الجسمي قد صرح بتبني إدارة المسرح الوطني فكرة تحويل المكتبة المرئية والمسموعة التي يملكها المسرح، وتشمل توثيقا لأغلب الفعاليات الثقافية التي حدثت في الدولة منذ 30 عاما، إلى التقنية الرقمية باستخدام الأقراص المدمجة، وذلك بعد ترميم المواد ومعالجة عيوبها، إلا أنه عبر في الوقت نفسه عن أسفه لضعف إمكانيات المسرح، في مقابل ما تحتاجه الفكرة الطموحة من تكلفة باهظة، لضمان الحصول على «أرشيف رقمي» بمواصفات عالمية. وتعليقا على ذلك قال مدير مجموعة مسارح الشارقة محمد بن جرش إنه «شرف للمجموعة أن تسعى للإسهام في إنجاز مثل هذا المشروع على أكمل وجه، إذ يأتي الحفاظ على تراث الحركة الثقافية والمسرحية في الإمارات بشكل عام ضمن الأهداف الأولى لنا، بل إنني أعتبر نفسي، كمسؤول عن مجموعة مسارح الشارقة، مقصرا أمام الرأي العام والجمهور في ما كشفه تحقيق (الإمارات اليوم)».
منجم ثقافي
وأكد بن جرش أن مشروع إعداد أرشيف لما يمتلكه المسرح الوطني من مواد مرئية أو مسموعة أو صور ليس مسألة سهلة، وينبغي التعامل معه بدقة وجدية متناهية، لكي يتم إنجازه على أعلى مستوى، وباستخدام أحدث التقنيات الرقمية، لافتا إلى أهمية تلك المواد من حيث التأريخ للماضي وتشكيل أساس حقيقي وقوي للحاضر. مضيفا أن «من ليس له ماض لن يكون له حاضر، وهذا الأرشيف يعد منجما ثقافيا يحتاج إلى رعاية وحسن استغلال»، مشيرا إلى ما يكتنزه من خبرات السنوات الماضية واحتياج شباب الحاضر إلى التعلم والاقتداء بهذه الخبرة. ويؤكد مدير مجموعة مسارح الشارقة أن مبادرته لتدعيم مشروع «الأرشيف الرقمي»، تأتي في إطار استراتيجية المجموعة ودورها الذي حدده المرسوم الأميري منذ إنشائها، وهو «نشر الوعي المسرحي بين أبناء المجتمع، والعمل على تنشيط الحراك الثقافي بصورة عامة»، وبالتالي «تصب أهمية الحفاظ على هذا الأرشيف في صميم أهدافنا، لأنه لا يخص المسرح فقط، كما يحتوي على مواد فنية نادرة، وغير متوافرة لدى مؤسسات أخرى».
رؤية شاملة
وتوضيحا لأهداف مجموعة مسارح الشارقة التي لايزال الجمهور في دولة الإمارات يكتشفها تدريجيا، قال مديرها محمد بن جرش «لدينا رؤية ثقافية شاملة تعمل من خلال استراتيجية واقعية وطموحة في آن واحد، وذلك من خلال خطط طويلة وقصيرة الأجل»، مشيرا إلى عمل المجموعة على مستويات عدة ما بين توعية الجمهور بأهمية المسرح ودوره في الحوار الحضاري والثقافي داخل الدولة، وتفعيل أنشطة المسرح عبر تشجيع الفرق المختلفة، ومساندة أفكارها ومشروعاتها المسرحية، إضافة إلى توسيع دائرة الحراك الثقافي والفني، من خلال التنويع في أشكال وخلفيات الفرق والأنشطة التي ترعاها المجموعة، «بدليل استضافة فرق غنائية ومسرحية من دول أخرى، لتأتي وتقدم فنها داخل الشارقة كشكل من أشكال الانفتاح على الآخر، وتوسيع دائرة نشاط المجموعة على المستويين المحلى والدولي». وأكد بن جرش جدية الرسالة الثقافية لمجموعة مسارح الشارقة، نافيا في الوقت نفسه أن تكون مملة أو غير جاذبة، وذلك عن طريق تقديم عروض مسرحية للطفل وعروض كوميدية وجادة، حيث تناسب كل الأذواق، وتوفر لأفراد المجتمع مع اختلاف أعمارهم وخلفياتهم عنصري الترفيه والتوعية، مشيرا إلى طموح المجموعة إلى أن «يكون لها دور تاريخي ينعكس على الأفراد جيلا بعد جيل، حيث يتذكرون كيف أسهمت المجموعة في صقل وتثقيف شخصياتهم».
خطوات عملية
وحول كيفية تفعيل الرؤية الشاملة لمجموعة مسارح الشارقة، قال بن جرش «رغم أن المجموعة لاتزال تخطو خطواتها الأولى، فإننا تمكنا خلال هذه الفترة القصيرة من تكوين قاعدة جماهيرية محلية، وإقامة عدد من الأنشطة الناجحة، وذلك عبر خطوات عملية متأنية تخلو من البهرجة الزائفة»، حيث تعمل المجموعة على لم شمل الفرق المسرحية والاجتماع بها بصورة دورية، لمناقشة ما لديهم من أفكار ومشروعات يمكن تنفيذها على أرض الواقع، كان آخرها مسرحية «عجيب غريب»، التي تقدم بها الفنان أحمد الجسمي وتحمست المجموعة لإعدادها وعرضها على الجمهور، خلال أيام عيد الفطر المبارك، على خشبة مسرح قصر الثقافة.
مضيفا أن هناك أيضا دعماً من مجموعة الشارقة المسرحية للفرقتين اللتين تستعدان للمشاركة في مهرجان المسرح الخليجي، وهما فرقة مسرح الشارقة الوطني، التي تقدم عملا من إخراج الفنان الإماراتي محمد العامري، وفرقة مسرح الفجيرة الوطني التي تقدم عملا من إخراج الفنان حسن رجب، أما الدعم فهو توفير قاعات عرض معهد الشارقة للفنون المسرحية، لاستغلالها في إنجاز «البروفات»، والاستعدادات اللازمة للمهرجان، ويقول بن جرش «لا يمكن أن تتوانى المجموعة في دعم كلتا الفرقتين لأنهما تعملان لتمثيل دولة الإمارات في فعالية دولية، وهذا هو الأهم»، مشيرا إلى حرص المجموعة على إعداد وتشجيع الكوادر الوطنية بشكل عام، وفي جميع الإمارات، لأنه «لا يجوز الحديث عن حراك ثقافي حقيقي من دون حيادية»، وشراكة بين مختلف الفنانين والمثقفين.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news