إلغاء حفــلات يربك خــارطــة العيد الفنية
تسبب إلغاء حفلين فنيين كانا من المقرر أن يجمعا ستة فنانين، هم حسين الجسمي وإليسا وعبادي الجوهر وفضل شاكر ورويدا عطية ومنى أمرشا، في أول وثالث أيام عيد الفطر المبارك، في إرباك شديد للخارطة الفنية لـ«العيد في دبي» سواء للفنانين أو الجمهور الذي جاء بعضهم من دول خليجية شقيقة خصيصاً لحضور هذه الحفلة، فضلاً عن أن المطربين المشاركين في الحدث فوتوا على أنفسهم فرصة تعاقدات أخرى في أحد أهم مواسم إحياء الحفلات الفنية على مدار العام.
وفيما قال منظم الحفل صاحب قناة «ميوزك بلاس» عبدالرزاق العبدالله لـ«الإمارات اليوم» إنه ارتأى تأجيل الحفل بعد تأخر مفاوضاته مع الفندق المستضيف للحدث ولأسباب تنظيمية أخرى، أكد مكتب «دبي لترويج الفعاليات» التي أعلنت عن الحفلين ضمن برنامجها «العيد في دبي»، في توضيح طلبته «الإمارات اليوم»، أنها لم تدخر جهداً في سبيل دعم إقامة الحدث في موعده المحدد قبل أن يُعلن متعهده إلغاءه.
وعلى الرغم من الضرر المباشر الذي عاد على الفنانين الستة إلا أن التعليقات التي صدرت عنهم اتسمت بالدبلوماسية والتماس العذر للمتعهد، إذ قال الفنان الإماراتي الوحيد في الحفلين الملغين، حسين الجسمي «الإلغاء أو حتى التأجيل يبقى أمراً تنظيمياً بحتاً، وليس فنياً، وبالتالي فإن حيثياته تظل محيطة فقط بالمتعهد، لكنني بكل تأكيد كنت متطلعاً للغناء أمام جمهوري في دبي، الذي أحرص دائماً على ألا أغيب عنه، لذلك سأسعى أن يكون الوجود المقبل في أقرب فرصة ممكنة، عوضاً عن هذا الحفل المُلغى».
إلغاءات متكررة بعيداً عن هوية المطربين الستة، الذين تأثروا بشكل مباشر بقرار إلغاء الحفلين الغنائيين المقررين أول وثالث أيام العيد في مينا السلام بدبي، طالب فنانون فضلوا عدم الإشارة إلى أسمائهم لأسباب تتعلق بطبيعة علاقتهم بالمتعهدين والجهات المنظمة، بوجود آلية ملزمة تضمن عدم تكرار إلغاء حفلات أو عروض فنية سبق الإعلان عنها، وبشكل خاص في المواسم المرتبطة برواجها، مؤكدين أن دائرة السياحة والترويج التجاري ومؤسسة دبي لتنظيم الفعاليات، يجب أن تكونا فاعلتين وأكثر تأثيراً لدى المتعهدين ضماناً لحقوق الجمهور والفنانين معاً. يذكر أنه بالإضافة إلى إلغاء حفل سابق لإليسا في يونيو الماضي، سبق أن ألغي العديد من الحفلات المعلن عنها سابقاً، كان أحدها متعلقاً بمسرحية «الطلاينة وصلوا» للفنان أحمد بدير، أثارت وقتها أزمة كبيرة بين المنظمين وحاملي تذاكرها. |
قرار صادم
الموقف ذاته رافق تعقيبات فضل شاكر ورويدا عطية وعبادي الجوهر بشكل خاص، فيما جاء قرار الإلغاء صادماً لإليسا وجمهورها على حد سواء نظراً لكونها المرة الثانية على التوالي التي يُلغى لها حفل فني في دبي، بعد أن تم إلغاء حفل فني كانت مقررة إقامته في فندق اتلانتس في شهر يونيو الماضي. ونفى العبدالله ما تردد عن أن دائرة السياحة والترويج التجاري قد رفضت منحه ترخيصاً بإقامة الحفل بسبب إدراجه على اللائحة السوداء لديها، قائلاً «الإشكالية الوحيدة أمامنا كان عنصر الوقت، فقد حصلنا على مبلغ مالي من مؤسسة دبي لتنظيم الفعاليات والترويج التجاري، لكن الميزانية العامة للحفل تتجاوز المليون دولار، لكن توقيع العقود مع المؤسسة لم يتم إلا في مساء الخميس الأخير قبل العيد، ونحن بدورنا أوصلناها إلى فندق المينا السياحي يوم الأحد، قبل أن يرفعها الأخير إلى دائرة السياحة والتسويق التجاري يوم الاثنين، ما يعني أن أمامنا أربعة أيام فقط لطرح وتسويق التذاكر وتفعيل الخطة الدعائية للحدث، لذلك ارتأيت إيقاف كل المساعي لإقامة الحفل في موعده حفاظاً على مصلحة جميع الأطراف المشاركة فيه، وتجنباً لخسائر مالية ثقيلة أتحسس وقوعها بفعل تجربتي الواسعة في هذا الإطار».
وحول ما تردد عن اتجاه «إم بي سي» التي نوهت بنقل الحفلتين على الهواء مباشرة لجمهورها، لرفع دعوى قضائية تطالب فيها بالتعويض المادي، قال العبدالله «لم أوقع أي عقود ملزمة مع مجموعة (إم بي سي)، وكل ما جرى كان مجرد مراسلات ومسودات عقود لم أوافق عليها مبدئياً لأنها كانت تحوي بنوداً لا يخول لي تعاقدي مع الفنانين بالأساس على منحها، مثل حرية التصرف في توزيع نسخة الفيديو للحفل، وغيره». وبرر العبدالله عدم مطالبته بترضيات مادية من قبل الفنانين الذين فوت عليهم فرص عروض أخرى لإحياء ليالي العيد في التوقيت ذاته بقوله «خبراتي السابقة ايضاً علمتني ألا أوقع عقوداً مع الفنانين بشكل خاص إلا بعد حصولي على كل الموافقات اللازمة لإقامة الحفل، لذلك لم يتعد الأمر مع الفنانين الستة مرحلة مسودات العقود، فضلاً عن أن ما تم التوصل إليه معهم هو إخطارهم بتأجيل الحفل إلى اجازة عيد الأضحى وليس إلغاءه». من جانبه، جاء في تقرير صادر عن المركز الإعلامي لمؤسسة دبي للفعاليات والترويج التجاري، الجهة المنظمة لحدث «العيد في دبي» رداً على استيضاح طلبته «الإمارات اليوم» بشأن إلغاء الحدث، أن «المؤسسة تحرص دوماً على تنظيم أفضل الفعاليات والحفلات الفنية ضمن مهرجاناتها، سواء كانت خلال مهرجان دبي للتسوق أو «مفاجآت صيف دبي» أو حدث «العيد في دبي»، وذلك ضمن إطار سعيها لتوفير الفعاليات الترفيهية الراقية للمقيمين في دبي وزائريها، وبالتالي تحقيق أهدافها المتمثلة في تعزيز مكانة دبي وجهة سياحية رئيسة في المنطقة، وفي ما يخص حفلات عيد الفطر السعيد، لم تألُ المؤسسة جهداً في سبيل دعم إقامة تلك الحفلات، ولكن قرار الإلغاء جاء كلياً من جانب متعهد الحفل لأسباب تنظيمية محضة متعلقة به ولا علاقة للمؤسسة بهذا القرار إطلاقاً».
تبرير
في ما يتعلق بالبيان الرسمي الذي أصدرته «ميوزك بلاس»، فقد تضمن الإشارة إلى أن القناة باعتبارها الجهة المنظمة للحفلات الغنائية التي كان مقرراً أن تقام بقاعة أرينا بفندق ميناء السلام بدبي، قررت تأجيل الحفلات إلى عيد الأضحى المبارك المقبل. وبرر البيان قرار التأجيل الذي حرص على التأكيد أنه جاء قبل طرح التذاكر بالأسواق بسبب «ضيق الوقت المتاح لعمل الدعايات الإعلامية و الإعلانية للحفلات، التي تضمن لها النجاح الجماهيري الذي تعودت عليه الحفلات التي تنظمها قناة ميوزيك بلاس في جميع المناسبات والأعياد، وعلى الرغم من كل ما قدمته مؤسسة دبي للفعاليات والترويج التجاري التي وفرت الدعمين المادي والأدبي لإنجاح الحفلات، إلا أن الشركة المنظمة رأت أن قرار التأجيل هو القرار المناسب الذي يحافظ على سمعة جميع الأطراف المساهمة في الحفلات وعلى رأسهم النجوم الكبار المشاركون فيها وهم حسين الجسمي وعبادي الجوهر وفضل شاكر وإليسا ومنى أمرشا ورويدا عطية، النجوم اثنوا على قرار «ميوزيك بلاس» ووعدوا بالمشاركة في حفلات عيد الأضحى المقبل». يُذكر أن قرار إلغاء حفلات الفنانين الستة قد تسبب في احتجاب بعضهم عن جمهورهم في اجازة العيد، فيما اكتفى الإماراتي حسين الجسمي بإطلالة وحيدة جمعته بجمهوره في الكويت.