«أحلام مؤجلة» يلامس الفن الشعبي
35 لوحة من أعمال الفنان التشكيلي السوري الطيب عامر في معرضه الذي ينظمه غاليري فانديما بفندق كيمبينسكي في دبي، بعنوان «أحلام مؤجلة» تلامس الفن الشعبي من خلال الشكل واللون وإضافة عبارات بخط عربي إليها. وارتأى الفنان أن يمزج بين الأسلوب الشرقي والبعد الصوفي من خلال المدرسة التعبيرية التجريدية. وتتناول أعماله تفاصيل من المجتمع والثقافة والاحلام التي قرر تأجيلها ليس لصعوبة تحقيقها، بل لتظل أملا يمنح التفاؤل والتحفيز.
وقال عامر المولود في سورية عام ،1971 واصفاً مجموعة الاعمال في معرضه الذي يستمر حتى الثالث من أكتوبر المقبل، «تعكس لوحاتي حالة التواصل ما بين الواقع والحلم، فكلاهما توأمان للروح. تمثل الأحلام الأمل والحافز، تلك هي أحلامي المؤجلة، ولكن ليس لفترة طويلة».
الأشكال التعبيرية التي ترجمها عامر بلغة تشكيلية تتمتع ببساطة تشريحية ظاهرياً، لكنها تخفي تعقيدات قابلة للتفكيك والتحليل بأكثر من اتجاه. وبالإضافة إلى ذلك نجد كثيراً من الرموز، مثل العيون والقلوب وبعض الخربشات الطفولية، ليرصد في النهاية موضوعات معاشة لها علاقة بالحياة وقلقها وأحلامها وأزماتها. ويبحر الفنان بأعماله إلى المتلقي مقترباً إلى حدود كبيرة من الفن الشعبي، خصوصاً في إدخاله عبارات وأدعية، بدت خارج النص البصري، لكن اللوحة، عموماً، تبقى مقصداً لإثارة الخيال، فوجوه عامر لها وقعها في الذاكرة، فنحن على تماس معها بشكل مستمر وتلفت انتباهنا دائماً، لأننا نحتاج بشكل عام إلى طريقة ما نعبر من خلالها عن مشاعرنا.
«الاحلام المؤجلة»، حسب أعمال عامر الحاصل على ماجستير في الفنون الجميلة من جامعة دمشق، ما هي إلا محاولة للبحث عن عناصر الزمان والمكان من خلال مشاهد حقيقية تم تجريدها، والنتيجة التي أراد الفنان الوصول إليها هي بقاء الامل ضمن إطار قصص لا تنتهي. فاللوحات تدمج بين التعبيرية التجريدية والأسلوب الشرقي. وقد لجأ في رسم لوحاته المستلهمة من الأحلام والحياة المحيطة به، مع ما تتضمنه من مظاهر حسية وفكرية، إلى التجريب في اللوحة. واستخدم اللون عنصراً لخلق انطباعات يريد أن يوصلها من خلال التخيل.