9 رقصات كورية..احتفاءً بالإمارات
جسّد حفل «إيقاعات وحركات من كوريا»، الثقافة الكورية والثقافات الإقليمية الفريدة، الموجودة فيها، وعكس تنوع الفلكلور الكوري، الذي يجمع ما بين الأساطير الوطنية والشعبية التي أتت من شبه الجزيرة الكورية، وذلك من خلال رقصات قدمتها فرقة مقاطعة كيونغي للرقص الكوري، احتفالاً بالسنة الـ30 للعلاقات الدبلوماسية بين جمهورية كوريا والإمارات.
وشمل الحفل الذي نظمته القنصلية العامة لجمهورية كوريا في دبي، احتفالاً بالذكرى الـ30 للعلاقات الدبلوماسية بين جمهورية كوريا والإمارات، مساء أول من أمس على مسرح مركز المؤتمرات في جامعة زايد، تسع رقصات حملت كل واحدة منها عنواناً مختلفاً يحكي قصصها.
قصص وحكايات
رقصة السلام (يبيونغ - مو)، على الرغم من أنها ليست رقصة للحاشية الملكية، إلا أنها تؤدى بملابس ملكية لامعة للصلاة، من أجل الحكم بسلام للملك، ولمحصول جيد، وهذه الرقصة هي القيمة الثقافية غير المادية رقم 92 في كوريا.
ورقصة طاقم الضرب على الآلات الموسيقية الكورية (سامول نوري)، مأخوذة من رقص وموسيقى الفلاحين التي تؤدى خارج البيوت، وتؤدى هذه الموسيقى من قبل أربع آلات ضرب وهي الجرس الصغير (كوينغواري)، الجرس الكبير (جينغ)، وطلب الساعة الرملية (جانغو)، والطبل (بوك). تمتاز هذه الرقصة بالحيوية والحركات السريعة، والتي تظهر بوضوح الإيقاعات الدقيقة الحية المدفوعة بحماسة وانسجام ترتيب الآلات الموسيقية الأربع، الأشبه بالحوار المنسجم، الأمر الذي ظهر بارزاً في آلة (كوينغواري).
أما رقصة المروحة (بوتشي-تشوم)، فتعتبر الرقصة الكورية التقليدية الأكثر فرادة، إذ تحمل الراقصات في أيديهن مراوح، ويقمن بأداء العديد من النماذج والأشكال الجميلة بها. وتعد العناصر الأكثر روعة في هذه الرقصة هي الصوت الفريد الذي ينجم عن فتح الراقصات المراوح بشكل مفاجئ في وقت واحد، والخطوط الرشيقة والمتعرجة التي تولدها حركتها، والتي تتلاءم مع الخط المتعرج السفلي في اللباس الكوري التقليدي (أردان هانبوك)، هذا إلى جانب امتداد الذراعين مع حركة المراوح، فضلاً عن حركات الدوران السريع للراقصات والراقصين كذلك.
ورقصة الحب (سارانغ-غا)، هي شكل من أشكال الأغنية التقليدية (تشونهيانغ-غا)، وهي قصة الحب الشهيرة في كوريا، التي توارثتها الأجيال حكاية من الحكايات الشعبية، وتصف هذه الرقصة، التي تؤدى من قبل شخصين، قصة الحب العفيف بين (تشونهيانغ)، وخطيبها (مونغ ريونغ)، الذي ينتمي إلى طبقة اجتماعية مختلفة عنها.
في المقابل تروي رقصة القناع (تال-تشوم)، التي تنتمي إلى الحلقة الأخيرة من (رقصة الزوج والزوجة العجوزين)، بسخرية وهجاء لعلاقات مثلث الحب، الزوجة العجوز (ميال) تبحث عن زوجها (يونغام)، الذي انطلق منذ زمن بعيد في رحلة سياحية، وحين تمسك به أخيراً، تكتشف للأسف أنه مع خليلة شابة. وقد انحدرت هذه الرقصة التي تتألف من سبعة فصول، من السكان المحليين في (بونغسان)، من المنطقة الغربية الوسطى لشبه الجزيرة الكورية.
وتعود قصة رقصة الطبل إلى جزيرة جيندو (جيندو بوك-تشوم)، وإلى قرون ماضية، حيث عزفت موسيقاها بصفة أصلية جزءاً من الموسيقى الزراعية في جزيرة جيندو، حين كان الفلاحون يتجمعون في قراهم لعزف الطبول العديدة والمتنوعة، معبرين بذلك عن فرحهم وإثارتهم. وفيها تضرب الطبول بعصاتين، يتم التحكم بهما بشكلٍ تام، وتقرع بها الطبول بحماسة شديدة، تجذب انتباه الجمهور وتنال إعجابهم، والتي تتمركز حول القوة التي يملكها الرجل، والتي تمكنه من قرع الطبول بهذه الشدة.
في حين تمنح رقصة الساعة الرملية (جانغو-تشوم)، الرقصة النسائية الجميلة، من خلال حمل طبل الساعة الرملية على الكتفين، الجمهور مشاعر الترفيه والحيوية. وفيها ترتدي الراقصات لباس (الهانبوك)، وهي ملابس كورية تقليدية.
ومن خلال تتبع التاريخ، يمكن استنتاج أن ضرب الطبول، يستخدم وسيلة للتعبير عن العواطف الإنسانية الكثيفة، الأمر الذي يظهر جلياً في رقصة الطبول الخمسة (أوغو-مو)، التي تشارك فيها راقصات يضربن بتزامن واحد على الطبول، مكونات بذلك إيقاعات عديدة بطريقة متناغمة.
وتجمع رقصة الموسيقى الزراعية (نونغاك-مو)، بشكلٍ فريد، ما بين الرقص وموسيقى الفرق الجماعية الريفية. وفي الاصل كانت تستخدم كشكل من الترفيه التقليدي لجماعة المزارعين، وتشجيعهم على بذل الجهد، وذلك من خلال إيقاعات أدوات الموسيقى، التي تلعب بالنقر. وفي هذه الأيام تؤدى هذه الرقصة في الغالب على المسرح وليس خارج المباني.
بدايات
تأسست فرقة مقاطعة كيونغ للرقص الكوري، في العام ،1993 بهدف تطوير الرقصات الكورية التقليدية والثقافات الإقليمية الفريدة، وتشجيعها خارج البلاد، وقامت كذلك بجولات وطنية محلية وخارجية قدمت فيها العروض الكورية، وشاركت الجمهور الفرح والدموع، داخل وخارج كوريا، وقد قادت الجهود إلى ترويج الرقص الكوري التقليدي في جميع أنحاء العالم، وأنجزت أكثر من 1000 عرض سنوي، بما في ذلك العروض الفريدة المنتظمة التي تعبر عن جمال وأناقة الرقص الكوري الفريد.