«سور جدة».. منع بأمر الرقابة
«سور جدة» رواية للكاتب السعودي سعيد الوهابي، صدرت العام الماضي عن دار الفارابي، وأثارت ضجة عقب نشرها، إذ تعرضت للمنع من قبل إدارة المطبوعات في فرع وزارة الثقافة والإعلام السعودية، حسب مؤلف العمل.
ورأت إدارة المطبوعات في مبرراتها أن «الرواية تمس الثوابت الدينية، والهوية الوطنية»، الأمر الذي نفاه الوهابي، مشيراً إلى أن المنع الذي تعرضت له روايته يناقض الوعود المقطوعة من قبل الحكومة بـ«عصر لا رقابة فيه». وقال ان «الرواية تتخذ من الواقع مسرحاً لها، ومهمة الروائي هي تصوير هذا الواقع لا تجميله، وأن زمن الثوابت والهويات المهترئة والمرتبكة قد ولى»، معرباً عن أسفه لأن «الرقابة لا تريد أن تتفهم هذا، وألا يتطور الأمر الى نواحٍ حقوقية»، على حد تعبير الوهابي لـ«ميدل إيست».
وأصدرت لجنة الحريات في رابطة الأدباء الكويتية بياناً تضامنياً مع الروائي السعودي، استنكرت فيه منع الرواية. وذكر البيان ان «الرقابة عندما تمنع وتصادر، وتقف أمام نشر هذا الكتاب، أو تلك الرواية، أوذاك الديوان، لا تدرك أن جمهور القرّاء اليوم أصبح على قدر كبير من النضوج الأدبي والثقافي والمعرفي، وأصبح يفهم كل ما يقدم له سواء الجيد أو الرديء، فلا يحتاج إلى حسيب أو رقيب». واعتبر البيان الذي نشر في جريدة القبس الكويتية أن التبريرات التي تستخدمها السلطات الرقابية تحت عنوان مس «الثوابت الدينية» أو «الهوية الوطنية» ما هي إلا تضييق رقابي يسعى الى القضاء على المثقفين والمبدعين، وخطر يهدد كل حياة إبداعية في عالمنا العربي.
يذكر أن الرواية (264 صفحة) تدور حول أربعة شخوص متداخلة، وتبحث في اللحظات الأكثر تأثيراً أو الأشد قسوة في حياتهم. الشخصية الأولى رجل يقارب الـ70 عاماً، عمل في منصب أمني حكومي حساس طوال 40 سنة من عمره، ويكشف عن جميع الأخطاء التي قام بها أو كان شاهداً عليها، فله ماضٍ غامض، وطلاسمه لا تنتهي. أما الشخصية الثانية فشاب يتعرض لمرحلة طفولة سيئة كما يتصورها هو، ويفاجأ بأنه ضحية حب لم ينجح، وحلم لا يعرفه، ما يضطره إلى الانتقال من مدينته الجنوبية إلى جدة، وهناك يلتقي بصديقه الوحيد. أما الشخصية الثالثة فطالب جامعي يتميز بدقة الملاحظة والتحليل الموضوعي للأشياء من حوله، شديد الذكاء بحيث إنه استطاع أن يصف ظاهرة المثلية في السعودية، يحاول معالجة حالته هو المثلية من خلال مقال يقول انه نشره في جامعة الملك عبدالعزيز أثناء سنته الأولى فيها. وتحكي الشخصية الرابعة عن تجربتها مع الموت ما جعل حياة صاحبها دوماً تتخذ مسارات لا يريدها، ويظل حائراً أمام النزاع التقليدي، قلبه وعقله: العلم أم الجهل؟.