«كراهيات منفلتة».. ممنوع من التوزيع

أفاد مؤلف كتاب «كراهيات منفلتة.. قراءة في مصير الكراهيات العريقة» البحريني الدكتور نادر كاظم، بأن هيئة شؤون الإعلام البحرينية صادرت كتابه، وأمرت بمنع توزيعه في المكتبات، مضيفاً لصحيفة «الوسط» البحرينية أن «الكتاب تم منعه لكني لم أتسلم أي شيء رسمي يبين سبب المنع».

ويتناول الكتاب الصادر أخيراً، عن الدار العربية للعلوم ناشرون في بيروت، حسب المؤلف، أموراً حساسة، ويؤكد فكرة أن تقدم الزمن لم يمنع الكراهيات، التي ازدادت مع زوال عزلة الجماعات، وتقدم الاتصالات، إذ صارت أخبار الكراهيات وحوادثها تنتقل بسرعة فائقة، ويسوق كاظم نماذج عدة لهذه الكراهيات المنفلتة من دول مختلفة، منها البحرين والسعودية والهند ومصر والسودان، ويقول «هذا الانتصار (على الكراهية) لم يتحقق كما بشرت به اليوتوبيا، والعداوات والتناحرات والكراهيات والأحقاد العنيدة لم تختف، بل مازالت الكراهيات المنفلتة الى اليوم قادرة على الاستفزاز والجرح والايذاء، بل انها ازدادت قدرة على ذلك مع زوال عزلة الجماعات.. وتقدم الاتصالات بحيث صارت اخبار الكراهيات وحوادثها تنتقل بسرعة فائقة، وكأن التسهيل اللامتناهي لوسائل المواصلات الذي ابتدعته البرجوازية، وراهن عليه الماركسيون في ما بعد قد بدأ يفعل فعله ولكن بطريقة عكسية».

وذكر كاظم أنه لا يعرف سبباً لمصادرة «كراهيات منفلتة» الصادر أخيراً، عن الدار العربية للعلوم ناشرون في بيروت، مشيراً إلى ان هيئة الإعلام البحرينية ألغت فعاليات تدشين الكتاب، ولم تذكر سبباً واضحاً يبرر ذلك. وكان مقرراً أن يتم طرح الكتاب في معرض للكتاب تقيمه مؤسسة الأيام للنشر، وفق المؤلف الذي أكد أن قرارات الإلغاء جاءت في شكل شفهي بين المؤسسة المسؤولة عن المعرض، وهيئة الإعلام، والتي تضمنت أيضاً إلغاء المحاضرة المقامة على هامش المعرض عن الكتاب، وقال كاظم للصحيفة ذاتها إن «التبرير الوحيد الذى سمعته كان عن إلغاء المحاضرة، إذ تعللوا بأن ذلك يدخل ضمن الترويج العلني لكتاب، وهو أمر ممنوع».

يذكر أن كاظم يشغل منصب أستاذ الدراسات الثقافية بجامعة البحرين، ويشرف على إدارة مجلة «العلوم الإنسانية»، ومجلة «ثقافات» البحرينية، وصدر له «الهوية والسرد.. دراسات في النظرية والنقد الثقافي»، و«المقامات والتلقي»، و«طبائع الاستملاك.. قراءة في أمراض الحالة البحرينية»، و«تمثيلات الآخر»، و«استعمالات الذاكرة»، و«خارج الجماعة»، إضافة إلى كثير من الدراسات المنشورة في دوريات عربية.

تويتر