يروّج الفن العربي للمقتنين الشباب في الإمارات

مزاد «أيام» يدخل فئة الأعمال القيّمة

المزاد يقدّم أعمالاً قيّمة بأسعار منطقية. تصوير: أسامة أبوغانم

أكد وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع عبد الرحمن العويس، لـ«الإمارات اليوم»، أن الأعمال التي قدمت في المزاد السادس الذي نظمه غاليري «أيام» في دبي أول من أمس، «كانت مميزة على مستويين، كون المزاد كان مقسماً الى فئتين الأولى هي فئة المقتنين الشباب، والثانية فئة الأعمال المهمة»، ولفت الى أن «وجود مزاد عربي في دبي، يشكل منافسة عربية لمزادات عالمية، وقد خطى غاليري «أيام» خطوة رائدة في هذا الموضوع، لأنه قدم أعمالاً راقية»، أما في ما يتعلق باحتضان دبي لمزادات عالمية مهمة، فلفت الى أننا «نشهد اليوم دخول لاعب عربي في الموضوع، وهذا سيعزز التفاعل العربي والاجنبي مع الفن العربي، وهذه ميزة دبي التي تحتضن كل الأفكار المتقدمة والجريئة». ولفت الوزير العويس الى أن «أهمية المزاد تكمن في أن هناك مقتنين عرباً يشجعون الفنانين العرب، وكذلك هناك تشجيع للشباب باقتناء أعمالهم، وهذه خطوة غير موجودة في المزادات العالمية». أما لجهة الاستثمار في الفن، فأكد العويس أن «معظم الموجودين مستثمرون في الفن، ولكن في الوقت نفسه يعرفون قيمة ما يشترون». ولفت الى أنه يحب اقتناء اللوحات منذ أكثر من 20 سنة، وبالتالي اليوم بات الحصول على لوحات جيدة أسهل، مستبعداً أن يعرض لوحاته التي يقتنيها للبيع. واعتبر أن على صالة العرض التي تعرض لوحات لأي فنان، أن تقدمه بطريقة صحيحة، فالمعارض «يجب أن تقدم للفنان الترويج والدعم، من خلال العقود وتوفير الكتب، إذ إن الكثير من صالات المعارض في العالم العربي للأسف لا تصرف بطريقة صحيحة على الفنانين».

شباب

بدأ المزاد السادس الذي يقيمه «غاليري أيام» في الغاليري نفسه، بفئة المقتنين الشباب، وقد عرض في هذه الفئة 34 عملاً لفنانين تتنوع جنسياتهم بين لبنان وسورية ومصر والعراق وفلسطين وعمل ايراني واحد. وقد غلبت على الاعمال الوجوه، لاسيما في أعمال السوريين قيس سلمان ومهند عربي، واللبناني أسامة بعلبكي الذي يعرف برسمه لنفسه. هذا الى جانب أعمال نحتية، ومنها منحوتة الفنان العراقي احمد البحريني التي تجسد شكل العجلات، بالإضافة الى الكولاج الذي يعرف بها الفلسطيني عبدالرحمن الكنتاني الذي صور شكل امرأة تحيك بسنارتها من خلال مادة ألواح الزينكو المثبتة على الخشب.

وكانت اللوحات ذات الرؤية التجريدية، أو التي تبرز جمالية التقاء الألوان في العمل الفني، أكثر جذباً للمزايدة. ويمكن القول إن معظم أعمال هذه الفئة كانت متنوعة الخامات، بين الزيتي والاكرليك، وكذلك المطبوعة على الألمنيوم.

وقد راوحت الاسعار المعروضة في هذه الجلسة بين 9000 درهم و33 الف درهم، فيما بيعت معظم اللوحات بمبالغ تقترب من 18 ألف درهم، بينما بيع عمل اللبناني نديم كرم، «طير الجنة»، بأعلى سعر في هذه الفئة (40 ألف درهم)، وهو منحوتة تجسد طيراً ومصنوعة من الأزرار.

شروط المزايدة

توضع عادةً في المزادات أسعار تقريبية للّوحات، إذ غالباً ما تبدأ المزايدة بسعر أقل من السعر التقريبي الموضوع على اللوحة، ثم تبدأ المزايدة بسعر يرتبط بالسعر التقريبي الأولي. وعندما يكون سعر اللوحة بين 3600 درهم و20 الفاً، وتتصاعد المزايدة من 700 درهم الى 2000 ثم 3000 درهم. أما عندما يكون سعر اللوحة بين 36 الفاً و70 الفاً فتكون المزايدة عليها 3600 درهم في كل مرة، في حين تصل قيمة المزايدة الى 30 ألف درهم، عندما تراوح قيمة اللوحة بين 70 الف درهم و180 الفاً، وأخيراً عندما تفوق قيمة أي لوحة 360 ألف درهم، تكون المزايدة عليها 36 ألفاً في كل مرة.

قيمة

الجلسة الثانية من المزاد التي ضمت 37 عملاً، فكانت متميزة لجهة الأعمال المهمة التي شملتها، وأبرزها مجموعة رئيس الوزراء السوري السابق عبدالرؤوف الكسم، التي شملت 10 لوحات لفنانين سوريين. وقد تميزت هذه المجموعة، بكونها تعكس ملامح من الحياة السورية، بطبيعتها القروية، وكذلك ناسها، وذلك من خلال اعمال لفاتح المدرس وتوفيق طارق وناصر شوره، بالإضافة الى لوحات لمحمود حماد وأسعد عربي ولؤي كيالي. الى جانب هذه الاعمال شملت هذه الفئة الكثير من اللوحات التي تبرز الاكتظاظ والحالات البشرية المتنوعة، بالإضافة الى منحوتات تجسد القوة. وقد راوحت أسعار هذه اللوحات بين 26 الف و147 ألف درهم، فيما بيعت أقل لوحة بسعر 20 ألف درهم، بينما كانت أغلى لوحة في هذه الجلسة، هي لوحة اللبنانية هوغيته الخوري كلاند ابنة الرئيس اللبناني الاول بشارة الخوري، وبيعت بسعر 165 ألف درهم.

وقال مدير أيام غاليري، خالد سماوي، لـ«الإمارات اليوم»، إن «خطوة وجود فئتين في المزاد، أتت بناءً على طلب الناس في دبي، وذلك بعد نجاح تجربة مزاد المقتنين الشباب الذي أقيم أكثر من مرة، إذ اعتبروا أنه من الممكن جلب أفضل الأعمال للمزايدة عليها»، ولفت الى أنه كان خائفاً من التجربة كونها أول مرة تتم، لكن اللوحات بيعت بأسعار مميزة. وأكد أن «الفن المتميز الذي يعرض بسعر معقول دائماً له سوق»، بينما الصعوبة الوحيدة بالنسبة له هي «العثور على الفن المتميز بأسعار منطقية». واعتبر أن دعم الفنانين العرب هو الهدف الأساسي للغاليري، حيث بدأ ذلك مع الفن السوري، ثم انتقل الدعم الى الفنانين اللبنانيين، واليوم في مصر. وأكد أن عرض المجموعة الخاصة التي قدمت في المزاد، والخاصة برئيس الوزراء السابق الدكتور عبدالرؤوف الكسم، «أتى بناءً على طلب الكسم الخاص، وأشكره على المخاطرة، لأنه كان يمكن ان يبيع لوحاته في مزادات عالمية، ولكنه فضّل بيعها معنا، والمجموعة التي عرضت وهي 10 لوحات لا تشكل إلا ما يقارب ثلث الأعمال التي يملكها».

تويتر