المنتدون شدّدوا على أهمية دعم الفنان الإماراتي. من المصدر

دوة تؤكد أهمية رعــــاية المواهب و«التفرغ الإبداعــي» ودعم التشكيليين

نظمت مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، أول من أمس، ندوة حوارية تحت عنوان «أصداء الفن الإماراتي» بمشاركة أربعة من رواد الفن التشكيلي في الإمارات، والمهتمين بمنجزه خلال أكثر من ربع قرن، وهم جلال لقمان، عبدالرحيم شريف، وابتسام عبدالعزيز وباتريسيا ميلنـز، وحضور حشد كبير من المهتمين بالفن التشكيلي من فنانين وطلاب وإعلاميين، في قصر الإمارات في أبوظبي.

واستهلت مؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون هدى الخميس كانو، الندوة بكلمة شكرت فيها الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي، على دعمه غير المحدود للمجموعة، كما هنأت شركة التطوير والاستثمار السياحي بالنجاح الكبير الذي يحققه معرض «فن أبوظبي» في دوراته المتعاقبة، خصوصاً لجهة كونه نافذةً على المنجز الإبداعي المحلي، الذي تعكسه المشاركة المتزايدة للفنانين الإماراتيين وقاعات العرض المحلية، إلى جانب أجنحة عرض قاعات الفنون العالمية الكبرى، شاكرةً للقائمين على المعرض احتضانهم جناح مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون فيه.

«أبوظبي للثقافة والفنون»

تأسست مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون برعاية ورئاسة الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي، عام 1996 مؤسسة نفع عام، انطلاقاً من إيمانها بأهمية العمل الثقافي في خدمة المجتمع، وتسعى مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون إلى احتضان وصقل المهارات الفنية، التعليمية، الثقافية، الإبداعية والارتقاء بالوسائل التعليمية لما فيه خير المجتمع، وبما ينسجم مع الرؤية الثقافية للعاصمة أبوظبي.

يندرج ضمن إطار سلسلة البرامج، المبادرات والفعاليات المتنوّعة التي تقدمها مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، مهرجان أبوظبي، المهرجان الدولي للرسوم المتحركة والشريط المصور، وبرنامج «القيادات الإعلامية الشابة». وتقدم مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون برامج أكاديمية تربوية وتعليمية لصقل المهارات والمواهب الواعدة في دولة الإمارات العربية المتحدة، بالتعاون مع المنظمات والمؤسسات الناشطة في هذا المجال والأكاديميات والمدارس والجامعات، مستعينة بخبراء رائدين على الصعيدين المحلي والعالمي في شتّى الميادين.

وأشارت هدى كانو إلى أن مبادرة «رواق الفن الإماراتي» التي أطلقتها مجموعة أبوظبي «هي جزء من استراتيجية طويلة الأمد للمجموعة يمثّل حاضنةً للفن التشكيلي الإماراتي عبر كونه توثيقاً للمنجز، ومورداً للإبداع الإماراتي، ماضياً وحاضراً ومستقبلاً، يمكننا من التعرف إلى قصة الإبداع لدى كل فنان إماراتي، ويتيح لنا التعريف به والاحتفاء بتجربته».

وتناول المشاركون في الندوة الحوارية جوانب من تجاربهم الشخصية في علاقتهم بالفن وكيفية اتجاههم إلى التعبير عن أنفسهم بأدواته الجمالية، وصولاً إلى المكانة التي يمثلونها اليوم في مشهد الفن التشكيلي الإماراتي والتحديات التي واجهتهم خلال مسيرتهم.

وتحدثت الفنانة التشكيلية باتريسيا ميلنـز المقيمة في الإمارات منذ أكثر من 29 عاماً عن تجربتها في الفن وشغفها بالفنون الإسلامية العربية، التي تعرفت إليها وإلى جمالياتها عبر إقامتها في الإمارات، ما أسهم في تطوير وصقل تجربتها لتصبح تجربة فنية متميزة وسيطة بين الفنون الأوروبية والفنون الإسلامية العربية، مشيرةً إلى أنه يجب تحفيز الأجيال الناشئة على الاهتمام بالفنون منذ الصغر، عبر عملية تركز على التعليم وتدريس الفنون بالتلقين البطيء والتجريب التفاعلي، وتطرّق عبدالرحيم شريف إلى أهمية دور التعليم في بناء شخصية محبة للفنون، واعية بأهميتها في الحياة، معتبراً أن التلفزيون ببرامجه الهادفة التي ترتكز على مضمون تثقيفي وتعليمي حول الفن، إضافةً إلى ورش العمل والندوات الحوارية والمحاضرات، والترجمة عن الكتب المتخصصة باللغات العالمية الأخرى، ونقل مضمونها إلى العربية، كلها أدوات تمكننا من الوصول إلى الأهداف التي ترسخ مكانة الفن في حياتنا، وتسهم في الارتقاء بمشهد الفن التشكيلي في الإمارات والمنطقة العربية. وأشاد الفنان التشكيلي جلال لقمان، بدور مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون في دعم الفنان الإماراتي، مثنياً على مبادرة «رواق الفن الإماراتي» التي تهدف إلى احتضان الفنانين الإماراتيين على امتداد الإمارات السبع ودعمهم، ورعاية طلاب الفنون الموهوبين وتزويدهم بالفرص لتطوير مسيرتهم المهنية وصقل مواهبهم، وأكّد أهمية أن يتم البناء من الجذور في عملية تعليم الصغار الفنون وتعويدهم على التعبير الفني عن حاجات النفس، كون المرء ينقاد إلى الفن انقياداً ولا يختاره، مستعرضاً من تجربته الشخصية كيف أن مفتشاً منتدباً قد لا ينتبه إلى موهبة طفل مبدع فيسهم في خنقها عبر لا مبالاته واستخفافه بهذه الموهبة التي تحتاج إلى تقدير واعتراف من قبل الآخرين، خصوصاً من قبل المعلمين والقائمين على العملية التربوية في المدارس والجامعات، متمنياً أن يأتي يومٌ يستطيع فيه أن يعرّف بنفسه على أن مهنته «فنان تشكيلي».

وأكدت الفنانة التشكيلية ابتسام عبدالعزيز أهمية العمل بقانون خاص بتفرغ المبدعين، معتبرةً أن التفرغ حقٌ للفنانين كما هو حق للاعبي كرة القدم المحترفين، لأن الفنان التشكيلي، وبحسب تجربة شخصية عاشتها هي، يعاني أكثر من غيره في حياته اليومية وعلاقته بالمجتمع ومسؤولياته تجاه الآخرين، ويضطر للتضحية بالعديد من الامتيازات الوظيفية والوقت والحوافر في سبيل الانشغال بفنه والإبداع فيه.

وفي مداخلته تعقيباً، اعتبر الفنان التشكيلي نجا مهداوي أن معرض «فن أبوظبي» يعكس حقيقة أن العاصمة الإماراتية أبوظبي باتت عاصمةً عالميةً للفنون، لما يحتويه من مشاركات عالمية مهمة لقاعات العرض وللفنانين على السواء، وما يمثله من نافذة للحوار مع الآخر والاطلاع على الفنون العالمية، يستفيد منها الفنان الإماراتي في امتلاك أدواته واختبار تجارب أقرانه من الفنانين العالميين، مشدداً على أهمية أن يرتكز الفنان الإماراتي على بيئته ليتخذها موضوعاً ومحفزاً على الإلهام، كون الإرث الفني هو الهوية التي يتفرد بها الفنان ويتميز بها الفن.

ورأى مهداوي أن على المدارس والجامعات المحلية تنظيم زيارات لطلابها إلى المعرض للاطلاع على الأعمال الفنية العالمية فيه، وبهذا يمكن أن يتم تحفيز الطلاب على توطيد علاقتهم بالفنون وبناء شخصية أكثر ميلاً إلى الفن عبر علاقة المحاكاة والاحتكاك المباشر مع العمل الفني وصاحبه.

كما أشار الفنان التشكيلي الإماراتي مطر بن لاحج في تعقيبه إلى أنه اكتشف من خلال عمله مع طلاب المدارس والأطفال في الإمارات أنّ لديهم مواهب فنية واعدة تحتاج فقط إلى الدعم والإيمان بها والجدية في التعاطي معها للأخذ بيد أصحابها وصولاً إلى صقلها وامتلاكهم المهارات الفنية العالية التي تتيح لهم المشاركة في بناء مستقبل الفن التشكيلي في الإمارات، مشدداً على أهمية دعم الفنان الإماراتي.

الأكثر مشاركة