كندة علوش:لا أستعجل الشهرة

قالت الفنانة السورية كندة علوش، إن نجاحها في مسلسل «أهل كايرو» لن يغير كثيراً في حساباتها الفنية، مؤكدة أنها لا تستعجل الشهرة، وأنها على استعداد لقبول دور لا يتجاوز الثلاثة مشاهد، اذا ما عرض عليها من جانب مخرجين تتطلع للعمل معهم مثل داود عبدالسيد ويسري نصرالله وأسامة فوزي وشريف عرفة، معبرة عن أملها ان تستمر في الوجود في الدراما السورية، ولا تجتذبها الأعمال المصرية بشكل كامل.

وكشفت علوش في حوارها مع «الإمارات اليوم» أثناء مهرجان ابوظبي السينمائي الدولي الذي اختتم اخيراً، انها تستعد لتصوير أول بطولة مطلقة تقوم بها من خلال فيلم «حكاية بنت» مع المخرج المصري وائل عبدالله، خلال الفترة المقبلة، مشيرة إلى ان هناك عملاً سينمائياً مصريا آخر ستشارك فيه، ولكنه بطولة جماعية لعدد من الفنانين. أما على مستوى الدراما التلفزيونية، فتلقت الفنانة السورية عدداً من النصوص اختارت منها مسلسلاً، ولكن لم يتم الاتفاق النهائي عليه.

الوقت مبكر

اعتبرت علوش، أن الوقت مبكر لقيامها بدور البطولة المطلقة في فيلم سينمائي، موضحة «لا استعجل الشهرة، وأرغب في ان أحصل على وقت كافٍ، ولكن تشجيع المخرج وائل عبدالله، وطبيعة الشخصية التي أؤديها في الفيلم، كان لهما تأثير كبير في قبولي هذا التحدي الجديد، خصوصاً أن الشخصية لفتاة ثرية، ولكنها تمر بظروف قاسية جداً، وتتعرض لضغوط نفسية كبيرة، في مراحل زمنية متعددة للشخصية. فمثل هذه الأدوار الممتدة زمنيا، والمركبة من حيث الحالات النفسية التي تمر بها مثل مشاعر السعادة حينا، او الاكتئاب او الرغبة في الانتقام، تعد تحديا كبيرا للفنان، وإغراء فنياً كبيراً».

وأضافت الفنانة التي حققت هذا العام شهرة واسعة من خلال مشاركتها في مسلسل «أهل كايرو» مع الفنان خالد الصاوي، أن إتقانها للهجة المصرية أمر ضروري وحق طبيعي للجمهور المصري، طالما قررت الاستمرار في المشاركة في الأعمال الفنية الدرامية، مشيرة إلى ان هدفها هو تقديم أعمال فنية جيدة بعيداً عن الابتذال والاستخفاف بعقل المشاهد وذائقته. وقالت «لا يهمني الحضور والانتشار والشهرة بقدر ما يهمني العمل الفني الجيد، وكل ما قدمته من أعمال في مشواري كان يحمل قضية او هدفاً، لكن في المقابل احرص أيضاً على ان يتم ذلك في إطار فني جيد جدا، لأنني لا أقدم خطابات سياسية».

«أولاد العم»

أعربت علوش عن اعتزازها بالدور الذي قدمته في الفيلم المصري «أولاد العم»، وهو دور صغير لفدائية فلسطينية، موضحة «(أولاد العم) بالنسبة لي تجربة مهمة جدا، خصوصاً أنها أتاحت لي فرصة العمل مع المخرج شريف عرفة الذي يعد من أهم المخرجين في السينما العربية. ورغم ان دوري في الفيلم كان صغيرا، لكنه لم يكن ثانويا او سنيدا، بل دور مؤثر في الأحداث وترك اثراً لدى الجمهور وهذا ما كان يهمني».

وتابعت «شخصية الفدائية الفلسطينية من الشخصيات التي أحبها جدا، وسبق أن قدمتها في أعمال أخرى، الطريف ان البعض لا يصدق ان صاحبة هذا الدور هي نفسها التي قامت ببطولة (أهل كايرو)، لان اللهجة والشكل تغيرا تماما، وهذا معناه انني امتلك القدرة على تقديم تركيبات وشخصيات مختلفة. من جانب آخر كان العمل مع كريم عبدالعزيز ومنى زكي، دافعا لي للتحدي وبذل مجهود أكبر لأكون على المستوى نفسه من التميز».

وأشارت علوش التي يتضمن رصيدها الفني 25 مسلسلاً وستة أفلام، إلى انه ليست هناك أدوار بعينها تحب ان تؤديها في أعمالها، مشيرة إلى ان دور صحافية الحوادث الذي قامت به في «أهل كايرو» لم يكن من الأدوار المحببة إليها من قبل، نظرا للنمطية التي يتم تقديمه بها، ورغم ذلك أصبح اهم دور قامت به في حياتها، لافتة إلى انها تسعى إلى تقديم دور مكتوب بعناية وبشكل جيد، خصوصاً الأدوار المركبة، التي تتضمن تنويعات في المشاعر.

وأضافت: «قد اسعى إلى تقديم دور شخصية تاريخية او فنانة مشهورة، دون الاهتمام بالكيفية التي تمت بها كتابة العمل فأفشل، وكثيراً ما شاهدنا اعمالا تناولت شخصيات تاريخية مهمة، وقام ببطولتها نجوم كبار، لكن عدم تماسك التركيبة الفنية للعمل أدى إلى سقوطه».

نجاح

اعترفت علوش بأنها لم تتوقع ان يلقى «أهل كايرو» النجاح الكبير الذي لقيه «فمنذ تلقيت السيناريو شعرت بأنّ بين يدي عملاً فنياً جيداً، من حيث الجدية وعمق الشخصيات، كما ان المخرج محمد علي يعد مثالاً للمخرجين الذين تحب التعامل معهم، فهو حساس جداً، ويخرج من الممثل كل ما لديه من طاقة. أيضا بطل العمل خالد الصاوي يعد من أقوى الفنانين على الساحة، فهو مدرسة فنية وإخراجية متميزة، لأنه مخرج مسرحي أيضا. وخلال التصوير كنت أتعجب من مدى إخلاصه وشغفه الاستثنائي بعمله، ولا شعوريا كان ينقل هذا الحماس إليّ حتى لا أبدو في المشاهد وكأنه يبتلعني».

وقالت «لم أتوقع هذا النجاح ولكنني كنت اشعر بأن العمل جيد، كان كل همي وتركيزي ان أؤدي دوري بشكل متميز وأن لا اخذل المخرج وفريق العمل، أكثر من فكرة تحقيق نجاح في مصر.

كذلك كان لدي تخوف من ان يتوه المسلسل في ظل منافسة شرسة بين أكثر من 70 عملاً آخر، تتنوع بين الكوميدي والاجتماعي، وعدد كبير من هذه الأعمال يضم نجوما يتمتعون باهتمام خاص من وسائل الإعلام والجمهور، بينما اعتمد «أهل كايرو» على فنانين حقيقيين ومتميزين، ولكن ليسوا نجوما». واستطردت علوش «كنت خائفة من ان تؤدي جدية النص وعمقه إلى انصراف الجمهور العادي عنه، خصوصاً ان جمهور دراما رمضان يميل للأعمال الخفيفة السهلة. هناك أيضاً أسباب أخرى جعلت نجاح المسلسل مفاجأة كبيرة لنا، من هذه الأسباب عدم توفير دعاية كافية له، وعدم عرضه على قنوات عربية مفتوحة».