تراجع الحفلات الغنائية شكل فرصة ذهبية للأعمال المسرحية
«أبوالفنون» يستعيد بريقه في العيد
بعد أن قدم المسرحيون خلال عيد الفطر الماضي، موسماً مسرحياً مميزاً من خلال ست مسرحيات جماهيرية توزعت على إمارات الدولة، واصلوا خلال عيد الأضحى المبارك مزاحمتهم على إيجاد موطئ قدم لهم في الفعاليات الفنية التي تُقدم للجمهور، بعدد من المسرحيات التي تفاوت نصيبها في إقبال الجمهور تبعاً لعوامل عدة، أبرزها هوية النجوم المحليين المشاركين فيها، وأيضاً استعداد الجهة المنتجة لها خصوصاً في ما يتعلق بعنصر الدعاية.
وشكل غياب الحفلات الغنائية، أو ندرتها، فرصة ذهبية خلال إجازة عيد الأضحى المبارك لأعمال مسرحية، فحققت «عجيب غريب» لمؤلفها جمال سالم حضوراً جماهيرياً كبيراً أثناء عرضها للمرة الأولى في دبي على مسرح ندوة الثقافة والعلوم بالممزر، ولقي أبطالها أحمد الجسمي ومرعي الحليان وملاك الخالدي وصوغة ونصر حماد ومنصور الفيلي وموسى البقيش وسعيد بتيجة ومروة راتب وأمل محمد احتفاء مهماً من الجمهور، وحققوا عنصر المفاجأة في عمل فني مسرحي مستمد فكرته من «السيت كوم» الإماراتي الأشهر الذي عُرض في جزأين على مدار الموسمين الرمضانيين السابقين على شاشة سما دبي، في مؤشر دال ربما خليجياً وعربياً أيضاً على أن الجمهور ينحاز إلى الأعمال التي يملك بعض المعلومات عنها، وأن المسلسلات وحتى الأفلام الناجحة قابلة لإعادة صياغة في قالب فني جديد يستثير الجمهور، تماماً كما تحوز الأعمال الدرامية لسير ذاتية معروفة بشغف الجمهور، لاسيما أن أسعار تذاكرها تنوعت لفئات كثيرة وتفاوتت أسعارها من 50 درهماً إلى 400 درهم.
الجسمي وفنان العرب رغم أن صاحب قناة «ميوزيك بلاس عبدالرزاق العبدالله برر إلغاء الحفل الفني الذي كان مقرراً أن يجمع حسين الجسمي بأليسا، خلال عيد الفطر الماضي، بتأجيله إلى عيد الأضحى، لتوفير قدر أكبر من الدعاية والاستعداد له، نافياً حينها أنباء عن خلافات تنظيمية مع «إم بي سي» بشأنه، إلا أن الحفل المؤجل لم يتم، ورفض العبدالله الإدلاء بتصريحات عن أسباب هذا الإلغاء، في الوقت الذي يستعد فيه الجسمي لإحياء حفل جماهيري الخميس المقبل في دبي بـ«برج ستيبس»، الذي استضاف ثالث أيام العيد حفلة لفنان العرب محمد عبده. وحسب الجهة المنظمة للحفل، فإن الحفل الذي استمر قرابة ثلاث ساعات حضره أكثر من 2400 شخص، تفاوتت أسعار بطاقات دخولهم ما بين 50-300 درهم، إذ لقيت البطاقات ذات المقابل الأقل إقبالاً كبيراً من الشباب الذين توافدوا من مختلف دول الخليج وبشكل خاص السعودية والكويت. اللوحات الجمالية التي تمازج فيها اللحن حركة الماء في نافورة كبرى راقصة شكلت خلفية مميزة لحضور حفل فنان العرب، الذي قدم مجموعة مازجت أيضاً بين قديمه وجديده، قبل أن يختتم أهم الحفلات الغنائية التي استضافتها دبي خلال إجازة عيد الأضحى. |
«شقة» شبابية
الاحتفاء ذاته لم يكن حاضراً بالقدر نفسه أمام مسرحية شبابية تم التخطيط لها في رأس ثلاثة من الشباب الذين اعتادوا العمل معاً كل منهم في حقل مختلف، وهو الإخراج بالنسبة لمروان عبدالله، والتأليف لطلال محمود ومجال التمثيل لحسن يوسف، وهي مسرحية «شقة مفروشة» التي جمعتهم هذه المرة ممثلين، لكن سرعة إنجاز المسرحية خلال خمسة أيام فقط قبل العيد، أفقدها فرصا مهمة للترويج والدعاية لها، ومن ثم الحضور الجماهيري، فضلاً عن الاستيعاب الكامل للممثلين لأدوارهم، إذ ضمت المسرحية بالإضافة إلى الثلاثي الذي اعتاد اقتناص جوائز مهرجان دبي لمسرح الشباب، الممثل رائد الدالاتي الذي تم تكريمه في دورتي المهرجان السابقتين كأفضل موهبة عربية، وعبدالله الباهتي، وأحمد شاهين، وهو الموهبة التي لقيت إشادة نقدية وجماهيرية أثناء تجسيدها شخصية غاندي في مسرحية «راح ملح»، ما يعني أن المسرحية هي بشكل أو بآخر نتاج مزيد من التواصل بين المواهب المسرحية الشابة كإحدى ثمار مهرجان دبي لمسرح الشباب الذي تنظمه سنوياً هيئة دبي للثقافة والفنون.
أحد الملامح التي رافقت المسرحية التي استضافتها خشبة مسرح دبي الأهلي هو إنفاق المسرحيين من ميزانيتهم الخاصة لإنتاج المسرحية، لاسيما أن عدم تقديم فكرة إقامتها في الوقت المناسب لم يوفر لها إمكانية إنتاجها من قبل ميزانية مسرح دبي الأهلي، ما جعل الممثلين مروان عبدالله وإبراهيم بن حيدر، يتكفلان بالجانب الإنفاقي، دون أن يتأكدا تماماً أن ما يتم صرفه سيعود بالضرورة في حال الموافقة على تمويل العمل من دبي الأهلي.
أحد رفقاء أسرة «شقة مفروشة» وهو الفنان والمذيع بإذاعة نور دبي إبراهيم أستادي كان مهموماً بتوفير دعاية ما للعمل، وقام بنفسه بالاتصال بوسائل الإعلام، في الوقت الذي تولى في برنامجه «صباح العيد» الترويج للعمل من خلال طرح أسئلة على المستمعين جوائزها تذاكر لحضور المسرحية، مثل الفائزون بها جانباً من الحضور، الذي كان قسطاً مهماً منه أيضاً أسر الفنانين المشاركين في العرض وأصدقاؤهم الذين اختاروا دعم أبنائهم وأصدقائهم بشراء بطاقات الدخول واحتلال مواقع في المسرح الذي يتسع لـ300 مشاهد.
ورغم عدم الجدوى الاقتصادية لـ«شقة مفروشة» بسبب عدم الإقبال الجماهيري على عرضها، إلا أن مجرد قدرة شباب المسرحيين على تنظيمها وإقامتها، ومرونة مسرح «دبي الأهلي» في قبول استضافتها خلال تلك الفترة القصيرة من التحضيرات، يؤشر إلى طاقات يمكن أن تكون أكثر إثماراً في حال توافر لها مزيد من الدعم والاحتضان والتنظيم الذي لايزال الشباب بحاجة إلى اكتسابه، لاسيما أن بعضهم مشغول في الأساس بالتمارين المسرحية لأعمال تشارك في مهرجان مسرح الطفل، العام المقبل.
«التوائم» الكويتية
في قصر الثقافة بالشارقة عُرضت مسرحيةأالأطفال أالكويتية «التوائمأ السبعة»أ، إذ وصل عدد الحضور فيها إلى أكثر من 2000 متفرج طوال فترة العرض، وحصدت المسرحية ردود فعل طيبة من قبل الأطفال وأهاليهم. كما أتم أتكريم أطاقم أالعمل أمن أقبل أمجموعة أمسارح أالشارقة.
وأأشادت هدى أحسين أبحسن أالتنظيم أوالاستقبال أالذي أحظيت أبه أمن أقبل أمجموعة أمسارح أالشارقة، وتمنت أن يكون هنالك تعاون مستقبلاً، وعروض متبادلة بين الإمارات والكويت.
يذكر أن مسرحية التوائم السبعة هي من تأليف عبدالكريم حسين وإخراج نجاة حسين، وبطولة الفنانة هدى حسين ومها محمد، منى البلوشي، نسرين، هند شاهين، أوس الشطي، محمد العلوي، أسامة الشطي، عبدالله الشامي، يوسف الوادي، حميد البلوشي إضافة إلى مجموعة من الاستعراضيين.
في المقابل غابت رغم ذلك أعمال كان يتوقع حضورها في هذا الموسم، وعلى رأسها مسرحية «حسون الملايين» التي يقوم ببطولتها الفنان جابر نغموش مع العمانية أمينة عبدالرسول، وسبق أن حققت حضوراً استثنائياً باختلاف توقيت ومكان عرضها، وكذلك شكل غياب الفنان مرعي الحليان وأحمد الأنصاري عبر مسرحية «أنا وزوجتي وأوباما» التي عرضت للمرة الأولى خلال عيد الفطر، مفاجأة غير سارة للباحثين عن مسرحية كوميدية محلية هادفة إلى قضاء بعض الأوقات الخاصة خلال الإجازة، بصحبة أبوالفنون، وهو الأمر الذي تكرر مع الفنان بلال عبدالله صاحب مسرحية «الجنرال بلوول».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news