18 فائزاً من بين 1338 مشاركاً

نتائـج القـدس للقـصة: الجيل الجديد بخير

المشاركات التي تلقتها المسابقة دللت على مكانة القدس في أذهان الأجيال المتعاقبة. من المصدر

براهين جديدة على أن المجتمعات العربية، على الرغم مما تمر به، مازالت تحمل بداخلها ثمرة أمل في غد أفضل، وان الأجيال الجديدة ليست كما توصف دائماً بأنها انسلخت عن اوطانها وقضاياها، قدمتها مسابقة جائزة القدس للقصة القصيرة في دورتها الثانية لعام ،2010 واعلنت مساء أول من أمس في فندق هيلتون ابوظبي، حيث جاءت أكثر المشاركات التي تلقتها اللجنة الاجتماعية الفلسطينية في أبوظبي «البيارة»، وهي الجهة المنظمة للمسابقة، من الأطفال في عمر ،14 وهو ما اعتبره رئيس لجنة التحكيم، الكاتب الإماراتي علي أبوالريش، دليلاً على انه لا يمكن تعميم الرأي الذي يذهب اليه الكثيرون من اعتبار الجيل الجديد «جيل البلاي استيشن والإنترنت»، وانه لم يعد هناك مجال للإبداع والتعامل مع القلم لدى هذا الجيل.

وأشار أبوالريش إلى ان «الذهن العربي عندما يوضع على المحك، يستطيع غالباً إثبات ذاته وقدراته، وان يقول لا لكل من يحاول وصفه بالفشل»، وهو ما كشفت عنه المسابقة اذ ازاحت اللثام عن الكثير من المواهب الشابة التي تعتدّ بالقدس وتعتبر فلسطين عمقها التاريخي والثقافي والقومي.

أسماء الفائزين

 

فاز بالجائزة الأولى، في الفئة العمرية الأولى التي تضم المشاركين من 40 عاماً وما فوق، التونسي ابراهيم درغوثي، عن قصته «ما لم يقله الأصفهاني في كتاب الأغاني»، وفاز بالمرتبة الثانية ابراهيم راشد الدوسري من البحرين، عن قصة «البالونة الخضراء»، وفي المرتبة الثالثة جاء الأردني أحمد حمد النعيمي عن قصته «السيدات والخادم».

وفي الفئة الثانية التي تضم المشاركين دون الـ40 وحتى الـ26 عاماً، فاز بالمرتبة الأولى لحسن باكور بن عبدالسلام من المغرب، عن قصة «المصعد»، ومن مصر فاز عبدالمؤمن أحمد عبدالعال بالجائزة الثانية عن قصة «صيد جديد»، وشعبان كامل عطا هدية في المرتبة الثالثة عن قصة «الصبار».

من المغرب جاءت أيضاً الفائزة بالجائزة الأولى في الفئة العمرية الثالثة التي تراوح بين 17 و25 عاماً، وئام حسن المددي عن قصتها «الكلب»، ومن الإمارات احتلت هند سيف أحمد البار، المرتبة الثانية عن قصة «قبعة الزمن»، في حين جاءت المغربية خولة مصطفى بوخيمة في المرتبة الثالثة بقصة «وجهاً لوجه».

وفي الفئة الرابعة التي تراوح بين 13 و16 عاماً، احتلت فاطمة يعقوب الفارسي من الأردن، المرتبة الأولى بقصة «خيمة الرأس المقطوع»، والجائزة الثانية لبراءة فتحي حجي من فلسطين عن قصة «تحت الشفق الأحمر»، وذهبت الجائزة الثالثة للمصرية أميرة صلاح عبدالجواد عثمان مشالي، عن قصة «صرخة وحيد».

من الإمارات جاء الفائز بالمرتبة الأولى من الفئة العمرية الخامسة التي تراوح بين ستة و12 عاماً، وهو عبدالرحمن عبدالله حسن، عن قصة «ماهر الرسام»، وفي المرتبة الثانية تيماء يوسف ابراهيم من فلسطين عن قصتها «أحلام ضائعة». وفي المرتبة الثالثة حمزة محمد أحميتو من المغرب عن قصة «وجدت طريقي».

ومن المغرب فازت خديجة اويجاني بالمرتبة الأولى في القصة المكتوبة باللغة الإنجليزية، في حين حصل كل من رياض حسن مصاروة وسنابل راجي اسمر من فلسطين، على شهادتي تقدير.

وقد تفوقت الفتيات في عدد المشاركات بفارق بسيط، اذ بلغت مشاركاتهن 680 مقابل 658 للذكور، وتفوقت الفئة العمرية الثانية في عدد المشاركات بمعدل 350 مشاركة، تليها الفئة الرابعة من 13 الى17 عاماً بـ323 مشاركة.

وشدد أبوالريش خلال حفل اعلان نتائج المسابقة، على أهمية جائزة القدس للقصة القصيرة نظراً لمكانة مدينة القدس في قلوب الجميع، وعلى دور المقاومة الثقافية في تحفيز الوعي العربي للاهتمام بقضاياه العادلة، وقال «إن المستوى الراقي وقوة التعبير والأسلوب في معظم القصص المشاركة، في جميع الفئات، برهنا أن الوعي العربي لايزال بخير، وان الجيل الصاعد متمسك بهويته وثقافته العربية»، كما أعرب عن عميق شكره للجنة الاجتماعية الفلسطينية في أبوظبي «البيارة» لتبنيها جائزة القدس للقصة القصيرة، مُطالباً اللجنة بالاستمرار في تحمل المسؤولية الثقافية والعمل على تطوير هذه المسابقة.

وكانت نتائج مسابقة «جائزة القدس للقصة القصيرة ـ الدورة الثانية 2010»، قد أعلنت، مساء أول من أمس، خلال حفل تم تنظيمه في ابوظبي، اذ استأثرت المغرب بأعلى نسب المشاركات، بينما حصدت تونس الجائزة الكبرى بقصة «ما لم يقله الأصفهاني في كتاب الأغاني» للكاتب ابراهيم درغوثي، فيما تقاسمت الإمارات والمغرب صدارة عدد الفائزين بواقع أربعة فائزين من كل دولة. وكانت المسابقة قد شهدت تنافساً حاداً في الفترة الأخيرة نظراً لروعة وجمالية بعض القصص المؤهلة للنهائي، حسبما قالت لجنة التحكيم التي انتهجت مبدأ الفرز الأولي ثم الترشيح للتصفية النهائية، ومن ثم اختيار الفائزين. موضحة أن عملية اختيار 18 فائزاً من أصل 1338 مشاركاً شكلت مهمة صعبة تطلبت دقة وحرفية عاليتين في التحكيم.

من جانبه، أوضح رئيس اللجنة الاجتماعية الفلسطينية في ابوظبي، عمار الكردي، أن الهدف من هذه المسابقة هو تعزيز مفهوم المقاومة الثقافية لدى جيل الشباب العربي وربطه بمدينة المحبة والسلام التي تقبع تحت احتلال عنصري متعجرف، داعياً جميع المؤسسات الثقافية في العالم العربي إلى تشكيل سد منيع يحمي الشباب العربي من خطر المشروع الصهيوني الذي يسعى إلى زرع اليأس في نفوس ابنائه، مؤكداً أن مشاركة جيل الشباب بكثرة في مسابقة القدس هي خير دليل على تمسكه بعروبة القدس وبحقوقه الوطنية.

أأأوأعلن الكردي أن اللجنة قررت اعتماد الجائزة لتصبح سنوية، ولتكون الجائزة الأولى في مجال القصة القصيرة التي تحمل اسم «القدس»، وعن اطلاق الدورة الثالثة من «جائزة القدس للقصة القصيرة» للعام المقبل، موجهاً شكر اللجنة إلى دولة الإمارات قيادة وحكومة وشعباً على دعمها القضية الفلسطينية، ولكل من أسهم في انجاح هذه الدورة من سفارات ووزارات عربية، والى وسائل الإعلام المختلفة، والى لجنة تحكيم المسابقة التي رأسها الكاتب الإماراتي علي أبوالريش.

وتخلل الحفل عرض فيلم قصير عن المشاركين، وعرض حي لثلاثة مونولوغات من مشروع «مونولوغات غزة» الذي أنتجه مسرح «عشتار» في فلسطين خلال العام الجاري، اضافة الى وصلة فنية على آلة القانون الموسيقية قدمها الفنان بسام عبدالستار، ثم جرى تكريم لجنة التحكيم من قبل السفير الفلسطيني ورئيس اللجنة الاجتماعية الفلسطينية، وانتهاءً بإعلان النتائج وتكريم الحاضرين منهم.

تويتر