مؤلفات وأزمات

«للجوع وجوه».. تكفير وترك أوطان

تعرضت الكاتبة وفاء البوعيسى لحملة انتقادات وتهديدات بسبب روايتها «للجوع وجوه أخرى»، ما اضطر المؤلفة إلى مغادرة بلدها ليبيا، واللجوء إلى هولندا منذ نحو سنتين ونصف السنة، وكانت قد أثيرت ضجة حول الرواية عقب صدورها، واتهم بعض أئمة المساجد في مدينة بنغازي الليبية الكاتبة بمعاداة الدين، والاعتداء على قيمه، وصدرت فتاوى تكفيرية بحقها.

وقالت البوعيسى عن الحال التي وصلت إليها بعد أقل من أسبوعين من خروج الرواية إلى النور «فجأة صار الناس يبصقون علي، والأصدقاء انفضوا من حولي، وعائلتي تقول إنني تسببت لهم بالفضحية»، ودافعت خلال ندوة عقدت يوم السبت الماضي في العاصمة البلجكية بروكسل عن «للجوع وجوه أخرى»، لكنها لا تخفي انها حاولت ان يمس قلمها المناطق «الحساسة والملتهبة» في مجتمعها، حسب وكالة الأنباء الفرنسية التي ذكرت أن الأزمات التي تعرضت لها الكاتبة بسبب روايتها أوصلتها «الى مطار هولندي مع حقيبة ملابسها، لتسلم نفسها للسلطات هناك، وتطلب اللجوء السياسي، قبل ان ترتب لها الجهات المعنية اجراءات لحمايتها، وتمنحها هوية تقول انها غير معروفة الجنسية وليس فيها اسمها الحقيقي». وتدور الرواية، التي صدرت ضمن منشورات مجلة المؤتمر بمركز الكتاب الأخضر في ليبيا، في عام ،2006 حول فتاة من أب ليبي وأم مصرية، تركتها الأم عند خالها في مدينة الإسكندرية أثناء زيارة لها لمصر، تصادف معها انقطاع كل أشكال العلاقات بين مصر وليبيا وانقطاعها سنوات طويلة عن أهلها، وتمزيق خالها جواز سفرها الليبي ومنحها الجنسية المصرية. وخلال تلك الفترة تعرضت الفتاة لكثير من المشكلات النفسية والاجتماعية، رغم إلحاقها بمدرسة أجنبية، ثم اختلاطها في علاقات مع بعض الشباب، ودخولها الكنيسة واعتناقها المسيحية، وتمسكها بها في داخلها على الرغم من محاولات الضغط عليه من أسرتها الليبية في ما بعد.

يذكر أن البوعيسى من مواليد مدينة بنغازي الليبية عام ،1973 وعملت محامية، وتعد «للجوع وجوه أخرى» اول إبداعاتها الروائية، بالإضافة إلى عملها الثاني «فرسان السعال» التي لم تسلم هي الأخرى من انتقادات، وأثيرت حولها أزمات عدة، نظراً لحساسية الموضوعات التي تناولتها.

تويتر