محمد خالد: الكتابة دون صدق خرز ملوّن
قال الكاتب محمد خالد إن «الصدق يعد الشرط الأساسي والأهم للكتابة، ومن دونه تصير الكتابة خرزاً ملوناً»، معرباً عن رفضه المقولة القديمة التي تقول ان أصدق الشعر أكذبه، معتبراً أن هذا الوصف «ينطبق على الشعراء المرتزقة والمنافقين الذين يقولون ما لا يؤمنون به».
وأوضح خالد ان حبه للغة العربية الأم قاده إلى الكتابة التي انحسرت ضمن ثلاثة أقانيم «فلسطين، والمرأة، والدين، وهو ما يمثل سكيناً بثلاث شفرات». وفي ما يخص المرأة؛ أعرب عن إيمانه القاطع بالمساواة التامة بين الرجل والمرأة من دون اي استثناءات أو ذرائع لتثبيت دونية حواء، فهي تستحق كل الوظائف العامة والخاصة في المجتمع، رافضاً التدليس الذكوري الموروث بأن دماغ المرأة أصغر من دماغ الرجل، وان بنيتها لا تصلح للكثير من الأعمال وغيرها.
وأشار خالد خلال المحاضرة التي قدمها، مساء أول من أمس، في اتحاد الكتاب في ابوظبي، ضمن أمسيات «كاتب وكتاب»، إلى الازدواجية التي يعيشها الرجل الشرقي في تعامله مع المرأة، إذ يطلب من صديقته او زميلته ما لا يقبله على أخته «كانت هذه الازدواجية سمة معظم شباب جيلنا في الخمسينات والستينات من القرن العشرين، ولاتزال».
وفي تطرقه للدين، حرص خالد على التفريق بين الدين الشعبي والدين السياسي، فالأول لا خوف منه لأنه دين الفطرة والمحبة والمساواة وتقبل الآخر، والتعايش مع الأديان الأخرى والمذاهب المتعددة. أما الدين السياسي فهو، بحسب تعريفه، «الاعتقاد بامتلاك الحقيقة، ومحاولة فرضها على الآخر». وقال «يجب الاعتراف بأن الإسلام السياسي قد نجح في استقطاب جزء كبير من الإسلام الشعبي، متفوقاً بذلك على الأحزاب العلمانية والقومية اليسارية والاشتراكية، وذلك برفعه شعاراً خالياً من المضمون هو (الإسلام هو الحل)، بهذا الشعار استهوى كثيراً من الجماهير، علما بأن الإسلام السياسي لم يقدم أي برنامج يتعلق بالسياسة أو الاجتماع أو التنمية أو الثقافة، وثبت فعلياً ان معظم دعاياتهم هي سفسطة غارقة في الماضي والأوهام»، على حد تعبيره.
وفي حديثه عن فلسطين التي شبهها بالأندلس، تحدث الكاتب الذي يقيم في الإمارات منذ عام ،1967 عن زيارته أخيراً لوطنه بعد غياب 35 عاماً، ومشاعره وهو يقف أمام بيت عائلته المهجور في حيفا. موضحاً «من المؤسف جدا غياب الوعي اللازم لإنجاز مرحلة التحرر الوطني الذي يتطلب تحالف العلماني والديني، هذا التحالف الذي حول فيتنام إلى جبهة موحدة، وهو الذي هزم الإمبراطوريتين الاستعماريتين الفرنسية والأميركية»، معتبراً ان إسرائيل باحتلالها فلسطين اعتقدت انها قتلت النمر، ولكن بعد 50 عاماً نهض أطفال فلسطين ليلقوا بالحجارة، خمس سنوات متواصلة ويكشفوا عنصرية إسرائيل أمام العالم، كما في المقولة المدهشة «قتلوا النمر ثم خافوا من جلده».