«الصيّاد» يكشف شروخ المجتمع الإيراني
تظهر على الشاشة لقطة مقربة مشوّشة تصاحبها موسيقى الروك، وهي تتضح بالتدريج كاشفة عن صورة فوتوغرافية من الايام الاولى للثورة الاسلامية في ايران عام ،1979 لشبان على دراجات نارية يوشكون على السير بها فوق علم أميركي على الارض. وتهيئ لقطات البداية المشاهد لاحداث فيلم «الصياد»، للمخرج رفيع بيتز، التي تدور حول رجل من سكان طهران يسعى بعد أن خاب أمله الى الانتقام لزوجته وطفله اللذين قتلا عرضاً عندما وقعا وسط اضطرابات الشوارع بعد انتخابات عام 2009 عن طريق قتل شرطيين بالرصاص على طريق سريع.
وقال بيتز الذي يعيش في برلين، وفاز فيلمه «صنم» بجائزة احسن فيلم في مهرجان باريس السينمائي عام ،2001 إنه لم يقصد على الاطلاق صناعة فيلم عن انتخابات 2009 التي أدت الى أعمال عنف في الشوارع بعد يومين فقط من مغادرة طاقم الفيلم لايران. واوضح انه اراد ان يلمس الشروخ العميقة التي تقسم مجتمعاً لم يشهد ثورة فحسب، بل شهد حرباً استمرت ثماني سنوات، وقيام دولة دينية جديدة يعتبرها المنتقدون «طغياناً آخر».
واضاف ان القسم الثاني من الفيلم الذي يهرب فيه البطل علي الى الجبال، والمطاردون خلفه، مستوحى من قصة قصيرة لبزرج علوي، وهو معارض يساري في عهد الشاه كانت الامال التي علقها على الثورة الاسلامية قصيرة العمر.
ولا يستنتج المشاهد الا من عبارات قليلة متناثرة او من نشرة أنباء موجزة تذاع في خلفية مشهد، ان الفيلم تدور أحداثه خلال انتخابات الرئاسة التي أدت الى تظاهرات ضخمة في المدن تحتج على فوز الرئيس محمود أحمدي نجاد. وتلمح غلبة اللون الاخضر على بعض المشاهد، حتى في ألوان صورة لامواج البحر على جدار غرفة نوم في فندق، الى المعارضة الايرانية التي كثيراً ما تشير الى نفسها باسم «الموجة الخضراء» واتخذت من اللون الاخضر شعاراً لها.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news