رقصات صوفية في ثالث تعاون بين أكرم خان و«ثقافــة أبوظبي»

«الطريق العمودي» تــستلهم «ابن الرومي»

أكرم خان: «الطريق العمودي» تمثل خطوة جديدة في مشواري. من المصدر

قال مصمم الرقصات البريطاني من أصل هندي، أكرم خان، ان الأداء الجسدي الذي تعتمد عليه العروض التي يقدمها، يمثل لغة خاصة تصل إلى الجمهور من مختلف الجنسيات، مشيرًا الى ان «الطريق العمودي» رقصات تستلهم قصائد الشاعر ابن الرومي وفلسفته، لافتاً إلى ان معظم أعماله مستلهمة من معانٍ روحانية، وأفكار صوفية، تتم ترجمتها إلى عبر الرقصات والأداء الجسدي للراقصين، تصل من خلاله إلى الجمهور على اختلاف جنسياته ولغاته وثقافاته.

وأضاف «على الرغم مما تحمله أعمالي من طابع روحاني فلسفي، إلا أنني أسعى إلى ان تكون بسيطة ومعبرة من خلال استخدام صور خيالية حتى تصل إلى الجمهور، فتجاوب الجمهور مع العرض يمنحني شعوراً بالسعادة الغامرة».

ووصف خان عرض «الطريق العمودي» الذي يستضيفه المسرح الوطني في ابوظبي، مساء غد، ضمن فعاليات عروض المسرح العالمي التي تنظمها هيئة ابوظبي للثقافة والتراث، التي يتعاون معها خان للمرة الثالثة، بأنه يمثل خطوة جديدة في مشواره، مضيفاً ان «العمل مستمد من الأفكار الفلسفية والصوفية التي يتناولها وهي للفيلسوف الكبير ابن الرومي». وقال «دائماً هناك علاقة قوية بين الإنسان وبين السماء وهي علاقة عمودية، بخلاف علاقته بالآخرين من البشر، التي تسير في اتجاه أفقي».

واستطرد خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد، ظهر أمس، في جامعة نيويورك في ابوظبي «إنني أجد نفسي مشدوداً أكثر نحو أفق آني قوي، وهو مكان يتحرك فيه الوقت بسرعة فائقة لدرجة أن أنفاسنا تتسارع حتى نتمكن نحن البشر من البقاء على قيد الحياة. كما أنني أؤمن دائماً بأن في الزفير البطيء يكمن الإحساس بهذه الطاقة الروحية العميقة، خصوصاً في عالم يتحرك بسرعة وتتطور به التكنولوجيا والمعلومات»، مضيفاً «أميل إلى العمل بشكل مضاد لهذا التيار بحثاً عن معنى أن تكون متصلاً ليس روحياً فقط بل عمودياً أيضاً».

إنتاج مشترك

يمثل «الطريق العمودي» الجزء الثالث والأخير من ثلاثية التعاون التي شرعت فيها هيئة أبوظبي للثقافة والتراث مع المصمم أكرم خان في ،2009 اذ استضافت الهيئة خان وبينوش في «إن-آي» وهو حوار مسرحي راقص شفيف ومفعم بالأحاسيس بين رجل وامرأة، أما في العام الجاري فقدمت الهيئة�«الغنوص»، وهي مقطوعة منفردة تضرب جذورها في تراث خان من الكاثاك الهندية وتتفاعل مع الموسيقى العربية وموسيقى العالم.

ويأتي «الطريق العمودي» أحدث الأعمال المشتركة لأكرم خان في مجال الرقص المعاصر، ويمثل خطوة في طموحه لاكتشاف الروابط بين الثقافات وحقول المعرفة الخلاقة، ويجمع خان حشداً من المؤدين والفنانين من الشرق والغرب معاً، حيث يضم العرض طاقماً من المؤدين الاستثنائيين من آسيا وأوروبا والشرق الأوسط، ومع موسيقى معدة خصيصاً لهذا العمل من إبداع الملحن نيتين سوهني الذي طالما تعاون مع خان، يستلهم «الطريق العمودي» رؤيته من التراث الصوفي ومن كتابات الرومي. مستكشفاً الطبيعة المادية للإنسان وطقوسه وعواقب أفع�'له، ليمثل «الطريق العمودي» محطة تأمل في رحلة تمتد من الشدة إلى الراحة.

والعمل إنتاج مشترك بين هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، ومسرح كيرف في ليستر، وسدلرز ويلز في لندن، ومسرح المدينة في باريس، والمركز الوطني للفنون في أوتاوا، وميركيت دو لي فلور في برشلونة. بينما تم إنتاج العمل بتدريبات متواصلة في مسرح كيرف والهيئة الوطنية البريطانية للرقص في المنطقة الشرقية «دانس إيست» في إبسويتش، وبدعم من مجلس �'لفنون في إنجلترا.

العرض في ابوظبي هو الثالث عالمياً، بعدما عرض أولاً في 16 سبتمبر الماضي على مسرح كيرف، والثاني في لندن في الخامس من أكتوبر الماضي في مسرح سادلرز ويلز، تبلغ مدته نحو 70 دقيقة من دون فواصل زمنية، وهو من إعداد وأداء يولاليا أيغود فارو، كونستاندينا إيفتيميادو، صلاح البروجي، أحمد خميس، يانغ جين كيم، يان ـ تشينغ لين، أندريه بيتروفيتش، بول زيفكوفيتش، أمّا التصورات الإخراجية فهي للفنان العالمي أكرم خان، كيمي ناكانو، وجيسبر كونغشوغ.

عروض استثنائية

قال مدير إدارة الثقافة والفنون بالهيئة عبدالله العامري، ان «المسرح العالمي يستضيف هذه السنة خمس تجارب موسيقية استثنائية في العاصمة أبوظبي بعد ع�1ض أكثر من 13 عملاً أدائياً موسيقياً لثمانية فنانين عالميين، إلى جانب ما قدم وسيتم تقديمه خلال هذه السنة من ورشات عمل تدريبية وتثقيفية لتقديم أفضل الألوان العالمية المعاصرة من الرقص والموسيقى، خصوصاً أن هذه الفعاليات استطاعت أن تجذب أكثر من 40 ألف مشاهد لفعالياتها وحفلاتها».

وأضاف العامري «خلال السنتين السابقتين، استطاعت مبادرة المسرح العالمي أن تعبر المسافة لتصل قلوب الجمهور الذي رافقنا مستمتعاً بما نقدمه، وأعطانا الأمل والدافع للاسـتمرار، وذلك بفضل الإرث اللغوي الذي يتمتع به فنانو المسرح العالمي، والذي دفعنا إلى اكتشاف إيقاعات موسيقية مفعمة بالحيوية ومستوحاة من موروثات الشعوب كافة».

وأضاف «إننا في الموسم الثالث سنوحد الفعل الإبداعي العالمي بلغة الموسيقى كلغة مشتركة بين الشعوب من خلال أبرز نجوم الموسيقى وأكثرهم موهبة على مستوى العالم فجميعهم، ممن فازوا أو حصدوا جوائز عالمية كثيرة، لا ينبغي تفوي�* الفرصة في تجربة حية ومباشرة مع هؤلاء الفنانين، لتواصل هيئة أبوظبي للثقافة والتراث بذلك مبادرتها الفريدة والمتميزة في تقديم أفضل عروض الرقص والموسيقى العالمية المعاصرة، حيث تتطلع الهيئة دوماً إلى صنع تجارب فريدة يميزها تفاعل الفنانين مع الجمهور».

تويتر