يُعرض في أبوظبي ودبي يومي الســــــبت والإثنين المقبلين
«صندوق الكاثـاك».. تحرّر من الأفكـار المألوفة
قالت الفنانة البريطانية من أصل هندي، سونيا صبري، إن عرض «صندوق الكاثاك» الذي تقدمه في أبوظبي مساء السبت المقبل، «يسعى لتقديم مفهوم جديد للاستعراض الذي تم استلهامه من التراث القديم في الهند وبلاد فارس». وأضافت ان العرض الذي تنظمه هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، بالتعاون مع المجلس الثقافي البريطاني، ضمن فعاليات الموسم الثالث من مهرجان «المسرح العالمي»، ويعرض مساء الاثنين المقبل في دبي، «يقوم على المزج بين فن الحكي والقص والشعر من جهة، وفنون الرقص والموسيقى والأداء الحركي بالجسد والوجه من جهة أخرى».
واعتبرت صبري ان العروض التي تقدمها مع فرقتها تمثل دعوة للتحرر من الأفكار المألوفة، كما تمثل حوارا متواصلا بين القديم والمعاصر، في شكل يتوافق مع روح العصر والشباب، بما يحقق التفاعل بين مختلف الثقافات والفنون القديمة والحديثة، مشيرة، خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد ظهر أمس في كليات التقنية للطالبات في أبوظبي، إلى الاعتماد على الأداء الحركي وقدرات الجسد على التعبير وتجاوز عوائق اللغة، ليصل إلى جمهور غفير من مختلف الجنسيات.
قدرات متفرّدة
أشارت صبري التي تعد واحدة من ألمع الراقصين ومصممي الرقصات في بريطانيا حاليا، وتجمع أعمالها بين الكاثاك الكلاسيكي، المنحدر من شمال الهند والاستكشافات الريادية في مجالات الرقص المعاصر، كما تعكس هذه الأعمال تقديرها للثقافتين الهندية والبريطانية، إلى ان الفترة الحالية تشهد انتشارا كبيرا للفنون التي تعتمد على التكنولوجيا الحديثة. وأضافت أن «الإنسان أكثر تعقيدا من مختلف الآلات، ويفوقها قدرة، لذا يجب ألا نحدد أنفسنا في إطار معين في ما نقدمه، ومن خلال الإعداد والحوارات المتواصلة نكتشف ان هناك الكثير الذي يمكن تقدمه لتعزيز العلاقات بين الثقافات، وينتج في النهاية فنوناً فريدة من نوعها، خصوصا عندما نستلهم الحركات والإيحاءات الجسدية المستمدة من التعاملات اليومية بين البشر، ونعمل على تطويرها وصياغتها في قالب فني جمالي».
ويعبر عرض «صندوق الكاثاك» عن الطاقة المتنوعة لبريطانيا الحديثة، ويشجع «صندوق الكاثاك» الجماهير على «التفكير خارج صندوق الأفكار المألوفة» عبر جمعه مزيجاً فريداً من أشكال الفن ودمجه بين الرشاقة والعنفوان، بحيث يصنع «صندوق الكاثاك» الموسيقى من دون آلات موسيقية، مستخدماً فقط قوة جسد الإنسان وصوته بالاعتماد على الاتجاهات الحضرية والتقاليد العالمية، فيما يخلق الراقصون الموسيقى ويخلق الموسيقيون الحركة، بينما يروي كل منهم حكايته الفردية الخاصة به عبر لغات منطوقة وغير منطوقة: الإيقاع والحركة والشعر والراب بالإنجليزية والهندية والبنجابية والأوردية.
جاذبية الرقص
قال مدير إدارة الثقافة والفنون في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، عبدالله العامري، إن «استضافة عرض سونيا صبري يأتي ضمن سعي الهيئة لتعريف المجتمع بهذا النوع من الفنون، الذي تتميز بأدائه الفنانة البريطانية، وبالرقص المعاصر عموما كونه واحدا من الفنون التي لا تعتمد على الإبهار»، مبينا ان العرض يعتمد على الفكر والأداء الإيمائي الذي يشكل لغة عالمية، ويؤسس مساحة تواصل إنساني وثقافي تتسع للجميع، ضمن إطار القيم الإنسانية المشتركة، مشيرا الى ما يمتلكه الرقص المعاصر من حيز كبير من انشغالات جيل الشباب.
وتابع العامري «حرصنا في استضافتنا هذا العرض العالمي الأول على الاستفادة من وجود الفنانة سونيا صبري وفرقتها، لتدريب شبابنا وطلابنا من خلال إقامة ورش عمل تهدف إلى تقريب وجهات النظر بين الشعوب، والانفتاح على الثقافات واحترام الآخر»، مشيرا الى ان الورش تشجع الطلاب على استكشاف قوة تأثير الفن، مستلهمين هذا التأثير العميق عبر موضوعات مختلفة حول «صندوق الكاثاك» والمفهوم المرتبط باستخدام أشكال هذا الفن بوصفها لغات إبداعية، للتعبير عن الذات الإنسانية الخلاقة، إلى جانب تعريف طلاب بيت العود وطلاب كليات التقنية العليا والجامعات وبعض المدارس عن قرب بهذا الفن والمزيج الرائع للموسيقى الآتي من بريطانيا، مضيفا أن «ورش العمل والنشاطات التعليمية الداعمة لمثل هذه الأعمال الأدائية ستقدم لكل حضورها الإلهام الإبداعي الحقيقي».
برنامج تعليمي
أوضحت مديرة الفنون في المجلس الثقافي البريطاني في الشرق الأوسط، هنّا هيندرسون، خلال المؤتمر، أن «المجلس الثقافي البريطاني» بالشراكة مع «هيئة أبوظبي للثقافة والتراث» سيقدمان برنامجا تعليميا خاصا يضم عدداً من حلقات العمل التي تنظمها شركة «سونيا صبري» لعدد من المدارس والكليات في أبوظبي، بهدف تعريف الطلاب والمبدعين والمهتمين بالفنون على الأبعاد الفريدة للعمل الاستعراضي «صندوق الكاثاك»، عبر استكشاف ثراء الشعر والحركة الإيقاعية المتناغمة. وقالت ان «رقصة الكاثاك الهندية الكلاسيكية تجمع بين البراعة الحركية والإيمائية والتعبيرية والموسيقية، وبين الكلمة المحكية واللوحة الدرامية والراقصة، وتحملنا على التفكير خارج الأُطر التقليدية»، مضيفة «تأتي هذه المبادرة في إطار التزامنا إزاء ثقافة الجيل الجديد وموسيقاه، واستضافتنا لحلقات العمل المختصة بالحركة الاستعراضية والتعبير عن الذات، ورعايتنا مشروعات الوسائط الاجتماعية التي تربط بين طلبة المملكة المتحدة ودولة الإمارات»، مؤكدة أن المبادرة تشكل تجربة ملهمة واستكشافية ومعرفية، في آنٍ معاً، لكل من يشاهد الاستعراض الراقص من طلاب وغيرهم. كما يختبر طلاب مركز المستقبل لذوي الإعاقات في أبوظبي، مع صبري، العناصر المختلفة الداخلة في هذه الرقصات، كالحركات الإيمائية للأيدي والأقدام واللوحات التعبيرية، التي تنتج عرضاً فنياً في ختام حلقة العمل. كما يناقش طلاب جامعة زايد الحركات الإيمائية والكلمات المحكية بأسلوب درامي، ومتابعة مشاهد من رقصات الفنانين ضمن عدد من العروض.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news