«الزعيم يحلق شعره».. مصادرة ومجاملة
أثارت رواية «الزعيم يحلق شعره» التي رأى البعض أنها تسيء الى الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي جدلاً، خصوصا بعد مصادرتها في مصر مطلع العام الماضي. وكانت مباحث أمن الدولة في مصر قد ألقت القبض على ناشر الرواية صاحب دار «وعد» الجميلي أحمد، وصادرت نسخ العمل من الدار.
ويتناول الروائي المصري الراحل إدريس علي في «الزعيم يحلق شعره» أوضاعا اجتماعية وسياسية في «الجماهيرية» بين عامي 1976 و،1980 وهي الفترة التي قضاها الكاتب في ليبيا.
وقال إدريس علي ان الرواية تعتبر الجزء الثالث من سيرته الذاتية، وتعبر عن الفترة التي عاشها في ليبيا، حيث كانت العلاقات متوترة بينها وبين مصر، مضيفاً في حوار مع صحيفة «المصري اليوم» المستقلة عقب مصادرة روايته أنه اختلط بعدد كبير من الأسر الليبية وكتب تجربته هناك دون الاساءة للرئيس معمر القذافي أو إلى أي زعيم عربي، ولكنه انتقد أفكاره باعتبارها مطروحة للنقاش، واصفاً القذافي بأنه زعيم يثير الصخب على الساحة السياسية وأفكاره متناقضة، حسب الصحيفة ذاتها.
وعبرت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الانسان، في بيان عن استيائها من قرار مصادرة الرواية، مشيرة إلى أن واقعة اقتحام دار النشر «وعد» واعتقال صاحبها، بمثابة مجاملة وعربون للود من جهاز أمن الدولة للعقيد القذافي قبيل زيارة الرئيس (السابق) مبارك الى ليبيا في ذلك التوقيت، لافتة إلى عدم قانونية هذا الإجراء لأنه ليست هناك مواد في القانون تمنع انتقاد رؤساء الدول، وتضم الرواية 128 صفحة من القطع الصغير، وتشتمل على 14 فصلاً «التزوير والعار»، و«أديب بدرجة عامل تراحيل»، و«شركاء لا أجراء»، و«النهب المنظم»، و«زوجتك فى أحضان العمدة»، و«اجتماع موسع»، و«محاولة فاشلة لغسيل المخ»، و«الزعيم يحلق شعره»، و«رص البطمة»، و«فروخ الحجارة»، و«شمعة وسط الظلام الدامس»، و«حكاية العامل الصعيدي»، و«بدلة المساء والسهرة»، و«البيت لساكنه»، و«الزعيم يأمر بنسف مقام الشيخ».
يشار إلى أن الكاتب إدريس علي ولد عام 1940 في النوبة بجنوب مصر ورحل في نوفمبر الماضي، ومن أهم رواياته «دنقلة» و«النوبي»، و«انفجار جمجمة»، و«مشاهد من الجحيم».