هيفاء حسين تتوسط أمل محمد وفاطمة الحوسني في مشهد من «نوح الحمام». من المصدر

أحمد الجسمي: أزمة نــــــصوص تحاصـر شركـات الإنتـــــاج

قال الفنان الإماراتي أحمد الجسمي إن «الأزمة الحالية لشركات الإنتاج الفني الخليجية ليست ناجمة عن تداعيات الأزمة المالية العالمية، لكنها ناتجة عن ندرة شديدة في النصوص الدرامية الجيدة، التي تنطبق عليها المعايير الفنية التي يطالب بها المشاهدون»، خصوصاً في شهر رمضان الذي يشهد أكبر منافسة في استقطاب المسلسلات الجيدة، بين مختلف الفضائيات الخليجية والعربية.

وفي وقت لم يتضح فيه مدى تأثير ثورتي تونس ومصر الشعبيتين، والأحداث التي تشهدها المنطقة العربية في انتاج المسلسلات العربية، خصوصاً المصرية، سواء من جهة مواعيد إنجازها، أو التعديل في أفكار بعضها، كشف الجسمي لـ«الإمارات اليوم» بصفته صاحب شركة «جرناس» للانتاج الفني، التي تنفذ عادة مسلسلات حصرية لقنوات مؤسسة دبي للإعلام، عن انتهائه من تصوير مسلسلين من المنتظر عرضهما على شاشتي «دبي» و«سما دبي»، خلال شهر رمضان المقبل، هما «متعب القلب» و«نوح الحمام».

ثنائية متجدّدة

يبدو أن قصص الحب تعود مجدداً إلى واجهة الدراما الرمضانية، بعدما ضج المشاهد لسنوات من مشاهد عنف ورصد لمجتمعات مهمشة، فيما سيطرت الأعمال التراثية والتاريخية على مساحات كبيرة من أوقات ذروة المشاهدة في سنوات أخرى.

وعبر ثنائية فنية تكررت في مسلسلات أخرى، منها «نجمة الخليج»، يعود الفنانان الإماراتي محمد العامري والبحرينية هيفاء حسين للعمل المشترك مجدداً في قصة حب في مسلسل «نوح الحمام»، على شاشة سما دبي. فيما تُنسج أكثر من حكاية عشق عبر مسلسل رومانسي آخر هو «متعب القلب»، على شاشة قناة دبي خلال شهر رمضان تتمحور إحداها بين الكويتي محمود بوشهري ومواطنته هيا عبدالسلام.

غياب الأعمال التراثية والتاريخية حتى إشعار آخر عن إنتاج الجسمي وبعض شركات الإنتاج الأخرى هذا العام، برره احمد الجسمي بتوجهات القنوات الفضائية عموما، «شركات الإنتاج لا يمكن أن تعمل بعيداً عن تنسيق مسبق مع المؤسسات الإعلامية التي تتوقع عرض أعمالها على شاشاتها، وهو أيضاً أمر يرتبط بتوقعات المشاهد ورغباته». من جهة أخرى، برر مدير الإنتاج محمد حسين تكرار الاعتماد على جهود المخرج البحريني مصطفى رشيد، في معظم الأعمال التي تنفذها شركة «جرناس» للإنتاج الفني، بأن الأخير أصبح ينتمي وظيفياً للشركة، دون أن يوضح ما إذا كان الأخير مساهما فعليا في رأسمال الشركة.

وأضاف الجسمي الذي قدم خلال السنوات الخمس الأخيرة تجربة إنتاجية تعد الأكثر نضوجاً في الإمارات، ان «هناك محاولات لإنقاذ المسلسل الكوميدي الشهير (عجيب غريب)، الذي عُرض خلال العامين الماضيين»، مشيراً إلى أن غياب القرار الواضح حول المسلسل لا يعود إلى وجود قرار باستبعاده من الخارطة الرمضانية، بقدر ما يرجع إلى عدم جاهزية النص الذي يكتبه جمال سالم.

وبحذر مدفوع بسياق المنافسة بين شركات الإنتاج الإماراتية والخليجية، اكد الجسمي استعداده لإنتاج مسلسلين آخرين في قالب اجتماعي معاصر، مفضلاً عدم الخوض في تفاصيلهما، فيما اشار إلى ان خطة تنفيذ الأعمال المرتبطة بالعرض خلال شهر رمضان تعتمد بالأساس على إنجازها قبل حلول الشهر، ما يجعله يتفادى إشكالات فنية متكررة تنتج دائماً عن الاستعجال في إنجاز المسلسلات، فضلاً عن الدخول في ذروة موسم التصوير وارتباط معظم الممثلين بأعمال متعددة، بعضها يتم تصويره في دول خليجية وعربية متعددة.

لم يمنع توجه الجسمي الى الإنتاج الفني من الاحتفاظ بأدوار في مسلسلات عدة، وحاز لقب «أفضل ممثل خليجي» في استفتاء مجلة «سيدتي» السعودية التي تصدر في دبي، وأصبح الآن أكثر ثقة بإمكانات شركته «جرناس» في إنتاج مسلسلات محلية وخليجية مهمة، رغم تأكيده أن «ثمة معضلة إنتاجية مهمة على المستوى الخليجي تتعلق بندرة مقومات الإنتاج الفني الجيدة، بدءاً من شركات الإنتاج نفسها، ومروراً بالمخرجين وكتاب السيناريو والممثلين ايضاً». وقال إنه انجز تماماً إنتاج مسلسل «متعب القلب»، الذي يشارك شخصياً في بطولته، إلى جانب كل من الكويتيين هيا عبدالسلام ومحمود بوشهري وشهد والسوري نضال نجم واللبنانية هند باز، ومن الإمارات جاسم الخراز وعبدالله الجابري وآلاء شاكر وجمال السميطي، والمسلسل من تأليف السوري وائل نجم، وإخراج البحريني جمعان الرويعي. وحول قصة العمل، أشار الجسمي إلى أن «متعب القلب» عمل اجتماعي رومانسي يسعى إلى تعقب نماذج من النسيج الاجتماعي الواقعي في الامارات، عبر سلسلة من العلاقات المتشابكة بين أفراد ينتمون إلى جنسيات عربية تربطهم مشاعر إنسانية، وتحرك خيوطها الأحداث التي تجمع بين صاحب شركة يمثل دوره الجسمي وابنته التي تعمل معه مديرة تنفيذية للشركة ويجسد دورها الفنانة هيا عبدالسلام التي تدخل في علاقة مع مخرج تلفزيوني يجسد دوره الفنان محمود بوشهري. وتتخلل الاحداث قصة حب بين شاب سوري وفتاة مصرية تقود إلى مفارقات متعددة، لافتاً إلى أن أحداث المسلسل جميعها تم تصويرها بين دبي والشارقة.

وعن مسلسل «نوح الحمام»، قال انه تم الانتهاء من تصويره ايضا، وهو من تأليف عيسى الحمر وإخراج مصطفى رشيد، وبطولة كل من هيفاء حسين ومحمد العامري وفاطمة الحوسني وظاعن جمعة وسيف الغانم وخالد البريكي وعبدالله صالح. ويدور أيضاً في قالب اجتماعي تتمحور حول عائلة القلاب ويمثلها سيف الغانم، الذي يعود بعد اربع سنوات من الغياب عن مجتمعه ليقلب جميع أوضاعه رأساً على عقب، بما فيها علاقة حب قوية بين شاب يدعى عيسى يقوم بدوره الفنان محمد العامري، وفتاة تجسد دورها الفنانة هيفاء حسين.

من جانبه، قال مدير إنتاج المسلسلين «متعب القلب»، و«نوح الحمام» الفنان الإماراتي محمد حسين، إن «العملين تم تنفيذ مشاهدهما بشكل متوازٍ تقريباً في ما يتعلق بالتوقيت الزمني، ودون أن يؤثر سير العمل في أحدهما بالآخر»، مضيفاً ان «الاحترافية التي يتمتع بها مخرجا العملين وطاقم التصوير، ووضوح رؤى تنفيذ كل عمل بشكل كامل قبل الشروع في تصوير المشاهد الأولى، فضلاً عن مميزات التصوير في وقت مبكر، بعيداً عن ضغط الموسم الرمضاني، كلها عوامل اسهمت في إنجاز التصوير على نحو مميز».

الأكثر مشاركة