ضمن اتفاقية تشمل مؤلفات الأديب حمد خليفة بوشهاب

«أبوظبي للثقافة» تصدر «إطلالة على ماضي الإمارات»

خلال المؤتمر الصحافي الخاص بإطلاق الكتاب في بيت الشعر في أبوظبي. من المصدر

أطلقت أكاديمية الشعر التابعة لهيئة أبوظبي للثقافة والتراث، ظهر أمس، كتاب «إطلالة على ماضي الإمارات» للأديب الراحل حمد خليفة بوشهاب، ضمن اتفاقية امتلاك حقوق النشر «المؤلف» التي سبق أن وقعتها الهيئة من خلال أكاديمية الشعر ممثلة بمديرها سلطان العميمي، مع ورثة الشاعر الراحل لطباعة جميع مؤلفاته، ونشرها وترجمتها وتوزيعها. وهي الاتفاقية التي تمتد لخمس سنوات، يتم خلالها إصدار جميع الاعمال التي لم يتسن للأديب الراحل إصدارها، ضمن جدول زمني وبمعدل يراوح بين أربعة وخمسة كتب في السنة، لافتاً إلى إصدار الأكاديمية منذ أن تمّ توقيع الاتفاقية كتاب (وقفات) الذي ضمّ مجموعة من المقالات النثرية للأديب الراحل، صدرت حتى الآن منه طبعتان في أقل من سنة، وهو أمر يندر حدوثه في الدول العربية حالياً.

وأوضح مدير أكاديمية الشعر سلطان العميمي، أن الكتاب تم طرحه في الاسواق، ومن المقرر عرضه في معرض أبوظبي الدولي للكتاب. كما ستتم ترجمته للغة الانجليزية كخطوة أولى، مع إمكانية ترجمته إلى لغات أخرى في ما بعد. مشيراً إلى أن هيئة أبوظبي للثقافة والتراث ممثلة في أكاديمية الشعر، عندما وقعت مع ورثة الأديب الراحل اتفاقية الحصول على حقوق الملكية الفكرية والنشر والطباعة لأعماله، كانت تدرك تماماً حجم القيمة الأدبية والفكرية والتاريخية لهذه الإصدارات، المنشورة التي لم تنشر، خصوصاً أنها تؤرّخ لجانب مهم من جوانب المجتمع الإماراتي وتاريخه، وتحديداً الجانبين الأدبي والاجتماعي، اللذين يعتبران جزءاً مهماً من الهوية المحلية الأصيلة للدولة بجميع إماراتها وبيئاتها.

معلومات جديدة

أرجع العميمي عدم الاستعانة بالصور التوضيحية في الكتاب لتوضيح بعض المفردات التراثية الواردة به، إلى حرص الاكاديمية على نشر المادة التي تركها بوشهاب في مخطوطاته كما هي دون تغيير أو إضافات كبيرة. وأضاف «عرف عن بوشهاب الدقة الشديدة في كل ما يصدر عنه من كتابات وأعمال، كما كان يعتمد في معظم اعماله على المادة المكتوبة، بينما لم يكن للصورة وجود كبير فيها، لذا حرصنا على ان يخرج الكتاب بالطابع والأسلوب نفسيهما».

وأشار العميمي خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد ظهر أمس في فندق انتركونتينتال أبوظبي، بحضور خليفة حمد بوشهاب نجل الاديب الراحل، إلى ان «إطلالة على ماضي الإمارات» يعتبر من الكتب ذات القيمة الأدبية والتاريخية في مجالها، «فمادته تقدم مختصراً مفيداً في ماضي الإمارات من جوانب أدبية واجتماعية واقتصادية وتاريخية وسياسية. استند المؤلف في سردها وتحليلها إلى ثقافته الواسعة في تاريخ الإمارات ومعايشته لمختلف المراحل التي مر بها المجتمع. كما أنه يقدم ما يؤكد وحدة جذور قبائل الإمارات، وصلات القربى والنسب بينهم، وهي مادة قلما تطرقت إليها الكتب التي تحدثت عن تاريخ الإمارات وسكانها». موضحاً ان الاديب الراحل أنجز جزءاً كبيراً من الكتاب في النصف الثاني من سنة ،1989 ثم أضاف إليه في السنوات التي تلتها إضافات أخرى، ولم يتسنّ له إصداره في صورة كتاب، فبقيت مخطوطاً محفوظاً في مكتبته الخاصة مع مخطوطات كتب أخرى لم تصدر.

وحدة الجذور

أفاد مدير أكاديمية الشعر بأن الكتاب يضم معلومات عن تاريخ الإمارات لم يسبق أن تناولها أي كتاب من قبل، وذلك في الفصل المعنون بـ«الفئات التي يتكون منها مجتمع الإمارات»، والذي يقدم فيه المؤلف ما يؤكد وحدة جذور قبائل الإمارات والأسر الحاكمة في إماراتها السبع، إذ نجد أمامنا للمرة الأولى شبكة حميمة متداخلة من قرابات النسب والمصاهرة القديمة والجديدة بين أصحاب السمو حكام الإمارات وعائلاتهم وأبنائهم وبناتهم، وثّقها المؤلف بأسماء الآباء والأبناء وأسماء الأمهات والزوجات والبنات اللاتي شكّلن رابطاً وثيقاً، ولم تكن بادية لأعيننا قبل هذا الكتاب. علاوة على صلات النسب والمصاهرة بينهم وبين عائلات المجتمع عامة، ويعتبر هذا التلاحم والتقارب الذي كان من نتيجته الحتمية قيام اتحاد دولة الإمارات بقيادة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وإخوانه حكام الإمارات في الثاني من ديسمبر عام ،1971 تتويجاً لهذا التلاحم والتقارب بينهم في وحدة الماضي والحاضر والمستقبل.

مضيفاً أن الكتاب ضم أيضاً معلومات مهمة جدّاً عن شجرة عائلات حكام الإمارات، وأخرى عن أنظمة الحكم والقضاء والتعليم، في كل إمارة على حدة، مع ذكر أسماء أشهر الأعلام في هذه المجالات. كما خصص المؤلف فصلاً للحياة الاقتصادية في الماضي، وتوسّع في حديثه عن الغوص وقوانينه وأعرافه وأسماء الهيرات البحرية وتجارة اللؤلؤ وأهم التجار في الإمارات، معززاً ذلك باستشهادات شعرية مهمة وأحداث عديدة عن عالم الغوص. كما خصّص المؤلف أيضاً فصلاً لمجتمع حياة البادية والفنون الشعبية والشعرية، التي كانت تمارس فيه، ولم يغفل المؤلف في نهاية الكتاب أن يشير إلى المصادر التي استقى منها مادته ومعلوماته، مشيراً إلى أن «المعلومات التي وردت في هذا الكتاب نُشِرَت وفق ما ورد في المخطوطة التي تركها الأديب الراحل، فقد توقف تطوّر هذه المعلومات وتجديدها عند وفاة المؤلف سنة ،2002 إذ تغيرت أسماء حكام الإمارات بعد وفاته، لكننا أبقينا على ما أورده المؤلف لأنّه يمثل الزمن الذي دوّن فيه الشاعر عمله هذا بأحداثه وأسماء أعلامه».

تويتر