ينطلق اليوم وسط استعداد لافت

«الإمارات للآداب»..130 مبدعاً من 27 دولة

«طيران الإمــارات للآداب» يســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــعى إلى لقـاءات استثنائية بين الأدباء وقرائهم واجتذاب مشاركات جماهيرية أوسع. تصوير: أشوك فيرما

ما بين ندوة الثقافة والعلوم في منطقة الممزر التي تشهد فعاليات حفل الافتتاح بوقائعه الصباحية والمسائية، وفندق انتركونتننتال في فيستفال سيتي، يعيش المهتمون بالفعل الثقافي والأدبي في دبي فعاليات الدورة الثالثة لمهرجان طيران الإمارات للآداب، الذي ينطلق اليوم ويستمر حتى 12 من مارس الجاري، بمشاركة 130 أديباً من 27 دولة، يشاركون في 130 فعالية أيضاً.

وفي تحول لافت في قدرة الأحداث الثقافية على اجتذاب شرائح واسعة من الجمهور، أعلنت اللجنة المنظمة للمهرجان، أن تذاكر جلسات وفعاليات مهرجان طيران الإمارات للآداب قد نفدت في عدد من فعالياتها، فضلاً عن أن مستوى مبيعاتها نفسه قد تصاعد بشكل واضح، وبصفة خاصة الأمسية الاحتفالية الأولى التي تعقد اليوم، بالإضافة إلى فعاليتين من البرنامج الرئيس، هما الغداء الأدبي الأول، وجلسة مايكل موربورغو للأطفال، فضلاً عن أن تحديد قيم مادية للتذاكر في حد ذاته يعد تحولاً جديداً في علاقة الجمهور بالفعاليات الثقافية، إذ تتباين أسعار التذاكر وصولاً إلى 300 درهم للتذكرة الواحدة في بعض الفعاليات.

تقاليد السينما

استعانت اللجنة المنظمة لمهرجان طيران الإمارات للآداب، في ما يتعلق بحضور الجمهور مختلف فعالياته، بتقاليد أقرب للمتبعة في صالات السينما المختلفة، إذ خصصت أسعاراً بعينها ليس فقط بناء على مدى توقع إقبال الجمهور للفعالية، بل أيضاً موقع الكرسي الذي يختاره كل فرد، وهو ما حدا باللجنة المنظمة للمهرجان إلى إصدار بيان نادر في صيغته، في ما يتعلق بالفعاليات الثقافية جاء فيه: «يبلغ سعر تذكرة حضور إحدى جلسات البرنامج الرئيس للكبار 65 درهماً إماراتياً، وتذكرة الجلسات الخاصة بالأطفال 39 درهماً، و30 درهماً لتذاكر الجلسات (تحت المجهر)، الصفوف الرئيسة 200 درهم. كما يراوح سعر التذكرة لورش العمل للكبار ما بين 120 و300 درهم، وسعر التذكرة لورشة العمل للأطفال بين 50 و150 درهماً».

وعلى الرغم من ذلك يبقى المهرجان بالنسبة للكثيرين من المهتمين بالشأن الثقافي محطة سنوية مهمة، ليس في ما يتعلق بلقاءات بينية بين الأدباء والمبدعين بعضهم بعضاً، بل أيضاً توفير لقاء نادر ربما بين القراء وكتابهم المفضلين، لا سيما مع اتساع قاعدة انتخاب ضيوف المهرجان في نحو 19 جنساً أدبياً مختلفاً بما في ذلك إتاحة الفرصة لعقد مناظرات وورش تدريبية ذات قيمة تعليمية.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي عُقد أمس في ندوة الثقافة والعلوم بدبي، للكشف عن تفاصيل دورة المهرجان الثالثة التي تقام تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بحضور مديرة المهرجان، إيزابيل أبوالهول، ونائب الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات، موريس فلاناغان، وعدد من الأدباء المشاركين في فعاليات المهرجان، وهم الإماراتيون رئيس تحرير جريدة البيان ظاعن شاهين، والكاتبة مها قرقاش، والمخرج والمؤلف السينمائي علي مصطفى، بالإضافة إلى كل من الأديبة النيوزيلاندية مارغريت فان جيدرمالسن، التي تقيم في الأردن، وكاتب الروايات البوليسية المقيم في مدينة القدس ملت ريس.

شاهين من جانبه تحدث من الموقع ذاته الذي شهد الكشف عن عودته إلى فن «الزهيريات» الشعري، بعد أن قام بتطويره عبر قصائد شهدت جدلاً فنياً ونقدياً العام الماضي، مؤكداً تحفزه للقاء جمهور القصيد للعام الثاني على التوالي، في إحدى أمسيات المهرجان التي تقرر لها غداً الأربعاء، في حين علمت «الإمارات اليوم» أن ثمة مفاجأة شعرية باتت مختمرة في مخيلة، وأوراق شاهين قد تفاجأ بها حضور الحفل الافتتاحي للمهرجان المقرر اليوم في ندوة الثقافة والعلوم. وقال شاهين إن المهرجان «يشكل فرصة حقيقية بالنسبة للأدباء المحليين والعرب، لمد جسور الحوار بين الأدباء العالميين، وإجراء حوار معمق معهم، في إطار تركيز الإمارات عموماً ودبي خصوصاً على إعمال مفهوم التعددية الثقافية، وهو مفهوم ليس غريباً على الإمارات، لأنه يعكس الواقع على الأرض بالفعل». وأضاف شاهين أن «أدباء الإمارات حريصون على ألا يقتصر دورهم على دور المضيف، بل يتعداه أيضاً إلى دور المشارك، وتقديم المساهمة الفاعلة من خلال تعريفهم بهوية بلدهم وإيصالها للآخرين، والتأكيد على كونها هوية ذات مكونات ومفردات مدينية، لكنها لم تنقطع عن منابعها العربية والإسلامية، مضافاً إلى ذلك إثراؤها بالعديد من التجليات الحضارية الأخرى من جميع أنحاء العالم». وشدد شاهين على أن الأدباء والمبدعين من الإمارات يهتمون بالأشكال التقليدية للإبداع، وفي مقدمها الشعر الذي يعكس امتداداً يعود لآلاف من الأعوام، كما أنهم أيضاً أبناء عصرهم ويحرصون على الاستعانة بأدوات وأساليب إبداعية حديثة في مقدمها الوسائط البصرية، ومن هنا تأتي الأهمية الاستثنائية لإبداع الإمارات في مجال السينما. في ذات الإطار قال المدير التنفيذي للمشاريع بهيئة دبي للثقافة والفنون «دبي للثقافة» سعيد النابودة، إن «الإقبال الكبير لحضور فعاليات المهرجان هذا العام يؤكد مدى قوة وانتشار الثقافة الأدبية في إمارة دبي. ومن خلال وضع منهاج لجمهور المهرجان للتفاعل مع هذه الكوكبة من الأدباء العالميين، فإن المهرجان يكمّل هدف هيئة دبي للثقافة والفنون في تعزيز الحوار بين الثقافات وتشجيع المواهب المحلية. كما أن الزيادة من دعم الهيئة للمهرجان هذا العام، بالإضافة إلى التنوع في فعاليات المهرجان، قد أدّيا إلى اهتمام كبير وغير مسبوق من قبل الجمهور، ما سيجعل من دورة هذا العام الدورة الأفضل لمهرجان طيران الإمارات للآداب حتى الآن».

من جانبها قالت مديرة المهرجان إيزابيل أبوالهول إن «استجابة جمهور المهرجان هذا العام في ما يتعلق بالبرنامج والمبيعات جاءت كبيرة وواسعة، وشهد الموقع الإلكتروني للمهرجان ومحال المجرودي حركة بيع كبيرة وسريعة، منذ لحظة طرح تذاكر المهرجان للبيع».

وأضافت: «هناك شعور حقيقي من الإثارة والترقب للدورة الحالية على وجه الخصوص، انعكس على حضور العديد من الأدباء أنفسهم إلى دبي في وقت مبكر، وإصرارهم على تلبية دعوة المهرجان، فضلاً عن تنامي عدد الإقبال على حجز تذاكر مختلف الفعاليات بشكل غير مسبوق، ما يؤشر إلى أننا بالفعل بصدد دورة استثنائية، لاسيما أن المهرجان يوفر فرصة نادرة للقاءات مباشرة بين المبدعين في مختلف أنحاء العالم وقرائهم».

تويتر