«البرادعي وحلم الثورة»..كتاب يتسبّب في اعتقال ناشره

شكّل كتاب «البرادعي وحلم الثورة الخضراء» أزمة في عهد النظام المصري السابق، إذ اعتقلت السلطات ناشر الكتاب، بدعوى أن الكتاب يروج للرئيس السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي، ويدعمه في حملته للوصول إلى رئاسة مصر. وكان صاحب دار نشر «دوّن» أحمد مهنا فوجئ باقتحام رجال الأمن منزله ليلا ولم يجدوا أي شيء، وسألوه عن كتاب «البرادعي والثورة الخضراء»، والأسباب والكيفية التي تم بها نشر هذا الكتاب، ولم يجدوا نسخاً منه في بيته، فأخذوا مجموعة كتب مختلفة من مكتبته، ونزلوا بها، وفق تصريح شريك الناشر في الدار لصحيفة الشرق الأوسط، حين نشوب أزمة الكتاب في مطلع العام الماضي.

وانتقدت الشبكة العربية لحقوق الإنسان اعتقال مهنا دون توجيه تهم أو تقديم أسباب واضحة، ورأت في الخطوة «استمرارا للخروقات ضد حقوق الإنسان، ودليلاً على كم الأفواه المعترضة وتقييد حرية أنصار البرادعي». وأبدى مؤلف الكتاب كمال غبريال استغرابه من توقيف الناشر، مشيرا إلى أن مقالات كتابه نشرت في العديد من الصحف المصرية، وتتضمن نقدا للحكومة وللشعب المصري وثقافته، وتتضمن أيضا محاذير من أن يتسبب التفاف بعض القوميين والإسلاميين حول حركة البرادعي، في إجهاض مسيرته. ولا يركز الكتاب، في مجموعه، على البرادعي كإنسان، ولكن يتناول المجتمع المصري الذي بدأ جانب منه يلتفت الى حركة البرادعي ويتفاعل معها. وما يخص البرادعي لا يزيد على ثلث الكتاب، حسب المؤلف. ويتكون الكتاب من 18 مقالاً «هل نعشق الحرية، سنوات اللا حسم، مصر مجرورة بالفتحة، فى الطريق إلى دولة فاشلة، الوطن بين التنوع والتوحد، الثبات في عالم متغير، لعنة الدور الريادي، نعم للعرب لا للعروبة، إلى أين تتجه مصر، مصر وإعادة الهيكلة، مقاربة لمصر المستقبل، دعوة ترشيح البرادعي، ويوم يفرض الشعب إرادته، فرصة ذهبية للمشاركة، لحظة من فضلك يا د. البرادعي، طريق البرادعي عقبات وشراك، النظام المصري والشرعية التوافقية، والبرادعي والثورة الخضراء».