مؤلفات وأزمات
«مذكّرات حرب أكتوبر» وسجن «بطل»
تسبب كتاب ضم مذكرات رئيس أركان الجيش المصري في حرب أكتوبر 1973 الفريق سعد الدين الشاذلي، في أزمة في عهد النظام المصري السابق، إذ سجن الشاذلي بسبب كتابه الذي طبع خارج مصر. وكان المرحوم الشاذلي (1922 - 2011) قد اتهم في كتابه الذي بعنوان «مذكرات حرب أكتوبر» السادات باتخاذ قرارات خاطئة، رغماً عن جميع النصائح من المحيطين أثناء سير العمليات على الجبهة أدت إلى وأد النصر العسكري، والتسبب في الثغرة، وتضليل الشعب بإخفاء حقيقة الثغرة، وتدمير حائط الصواريخ، وحصار الجيش الثالث لنحو ثلاثة أشهر كانت تصلهم الإمدادات تحت إشراف الجيش الإسرائيلي. واتهم في تلك المذكرات الرئيس السادات بالتنازل عن النصر، وأنهى كتابه ببلاغ للنائب العام يتهم فيه الرئيس السادات بإساءة استعمال سلطاته.
وعارض الشاذلي معاهدة كامب ديفيد عام ،1978 واضطر بعد المعاهدة إلى ترك مصر لاجئاً سياسياً في الجزائر، حسب موسوعة ويكبييديا التي أضافت أن الشاذلي عاد عام 1992 إلى مصر بعد 14 عاماً قضاها في المنفى بالجزائر، وقبض عليه فور وصوله مطار القاهرة، وأجبر على قضاء مدة الحكم عليه بالسجن دون محاكمة رغم أن القانون المصري ينص على أن الأحكام القضائية الصادرة غيابياً لابد أن تخضع لمحاكمة أخرى. ووجهت للشاذلي تهمتان، نشر كتاب من دون موافقة مسبقة عليه، وافشاء أسرار عسكرية في كتابه. وأثناء وجوده بالسجن، نجح فريق المحامين المدافع عنه في الحصول على حكم قضائي صادر من أعلى محكمة مدنية وينص على أن الإدانة العسكرية السابقة غير قانونية، وأن الحكم العسكري الصادر ضده يعتبر مخالفاً للدستور. وأمرت المحكمة بالإفراج الفوري عنه. رغم ذلك، لم ينفذ هذا الحكم الأخير وقضى بقية مدة عقوبته في السجن، وخرج بعدها ليعيش بعيداً عن أي ظهور رسمي. يذكر أن الشاذلي ولد في قرية بدلتا النيل، بعد انضمامه إلى الأكاديمية العسكرية في القاهرة تمتّع بمهنة بارزة كجندي محترف.
وكان مؤسس وقائد أول فرقة قوات مظلية في مصر، وفي مايو 1971 عيّن رئيس هيئة أركان القوّات المسلّحة المصرية حتى .1973 ويوصف بأنه الرأس المدبر للهجوم المصري الناجح على خط الدفاع الإسرائيلي بارليف في حرب أكتوبر، ورحل في الـ10 من فبراير الماضي.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news