الثورة الشعبية في مصر فتحت الباب لمزيد من حرية الإبداع والكتابة. رويترز

ناشرون: كتب الثورة لم تصدر بعد

الثورة والثقافة؛ علاقة متبادلة لا تنفصل، ومن المنطقي ان تنعكس الثورات والأحداث السياسية والشعبية على الانتاج الادبي المعاصر لها؛ فهل كان لثورة «الياسمين» في تونس، وثورة «اللوتس» في مصر، أثرهما في الاصدارات التي تعرضها دور النشر المشاركة في المعرض. وهل طرحت الدور إصدارات حديثة حول الثورتين، أو سلطت الضوء على أعمال صدرت من قبل، لكنها تحمل أفكارا وموضوعات متعلقة بالاوضاع الحالية والتحولات الكبيرة التي تجري في الوطن العربي؟

وقال ناشرون مشاركون في معرض أبوظبي الدولي للكتاب الذي اختتم فعالياته مساء أمس، إنه «من الطبيعي ان يكون للحراك السياسي تأثير كبير في الإنتاج الفكري والأدبي في الوطن العربي، ولكن لن يظهر ذلك في الوقت الحالي لضيق الوقت».

عبدالرسول معلم، من دار الفكر، أشار إلى ان الوقت القصير الذي يفصل بين قيام ثورتي تونس ومصر وموعد إقامة معرض أبوظبي للكتاب لا يسمح بإصدار كتب ذات رؤية واضحة، وإذا صدر كتاب في تلك الفترة القصيرة فسيكون «مجرد صف كلام»، حسب وصفه. وقال: «نحرص على تقديم كتب تمثل مرجعاً للقارئ بما تضمه من معلومات حقيقية موثقة، وليس مجرد قصة سطحية».

واتفق محمد عيسى من مكتبة الإسكندرية مع الرأي السابق، قائلاً ان «ما حدث في العالم العربي خلال الفترة القصيرة الماضية هي أحداث غير مسبوقة، ولذا لا يجب ان تتم الكتابة عنها فقط وتناولها بالتحليل والدراسة، ولكن يجب ان تدرس في المناهج الدراسية أيضا، وهو ما تم الإعلان عنه في مصر لتطبيقه في الأعوام المقبلة».

وقال عماد العزوالي، من جناح اتحاد الناشرين التونسيين، ان «الثورة التونسية تمثل دافعا قويا للحبر الى أن يسيل، وهو ما ينطبق أيضاً على الثورة المصرية، ولذا هناك الكثير من الكتب، ولكنها مازالت تحت الطبع»، من بينها كتاب بعنوان «انها الثورة يا مولاي»، للمعارض التونسي المنصف المرزوقي، والذي أعلن عن ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة في تونس. ويتضمن الكتاب تحليلاً سياسيا للثورة وأجوائها، موضحاً انه لم يكن ممكناً في السابق إصدار كتب تتناول فساد الحكم أو انتقادات للسلطة، أو غيرها من الموضوعات التي كان التطرق إليها من المحظورات.

«من قبضة بن علي إلى ثورة الياسمين»، كان الكتاب الوحيد، وفق ما تمكنا من حصره، الذي طرح في المعرض، وصدر في فبراير الماضي عقب ثورة تونس الشعبية، ويتضمن مجموعة من الدراسات البحثية لـ13 باحثا متخصصا في الحركات الاسلامية، معظمهم تونسيون. والكتاب صادر عن مركز المسبار للدراسات والبحوث في دبي.

وأكد أحمد إحسان، من جناح مركز المسبار، ان «الكتاب يلقى رواجا كبيرا ليس فقط في معرض أبوظبي، ولكن في معرض الرياض أيضاً، لانه يواكب الأحداث الحالية في المنطقة».

وعن الكتب الأكثر مبيعاً، قال إن كتاب «المملكة من الداخل» لروبرت ليسي، وكتاب «سليمان العودة» الذي نفدت طبعتان منه في معرض الرياض للكتاب، و«الدنيا مرأة» والاثنان للكاتب والإعلامي تركي الدخيل، بالاضافة إلى «بيكاسو ستاربكس» لياسر حارب الذي يلقى انتشاراً واسعاً عبر موقعي «فيس بوك» و«تويتر»، وهو ما ينطبق أيضا على الكاتب السعودي عبدالله المعلوف «كخة يا بابا»، والذي يتضمن نقداً لقضايا وأوضاع اجتماعية عدة.

دار الشروق المصرية أيضاً حاولت مواكبة الأحداث، ولكن من خلال لمسات تحديثية على إصدارات سبقت ثورة يناير، مثل كتاب جلال أمين «مصر والمصريون في عهد مبارك 1981 -2011»، والذي تم تنقيحه، بحسب ما أوضح محمد خضر من الدار، والاشارة في مقدمته إلى ثورة 25 يناير. واحتلت الغلاف صورة لميدان التحرير وهو يعج بالثوار، ما يعطي إيحاءً بصدور الكتاب عقب الثورة وتناوله أحداثها. وهناك أيضا كتاب بلال فضل «السكان الأصليون لمصر»، والذي يحمل غلافه الخلفي مقاطع منه على تماس واضح مع ما حدث في الثورة الشعبية المصرية، رغم صدوره قبلها. ومن الكتب التي تعرضها الدار أيضاً وتحمل أفكار الثورة «مادة 112 كتاب دستوري - حركي - ساخر» لهيثم دبور، وكتاب «همام وإيزابيلا» لأسامة غريبة.

الأكثر مشاركة