رحابنة وباليه وحكواتي
«أبوظبي 2011» ثقافــة بلا حدود
تحولت أبوظبي إلى قبلة ثقافية بكل ما تعنيه هذه الكلمة. ولعل ما يحدث في أبوظبي من حراك ثقافي وإبداعي، بات غير متوافر في مكان عربي آخر. وعلى مدى الأيام المنصرمة عاشت أبوظبي فعاليات على درجة من الأهمية، ضمن أنشطة «مهرجان أبوظبي 2011». واختتمت أمس، فعاليات قاعة زها حديد، حيث أحيا الموسيقار اللبناني أسامة الرحباني أمسية عرض من خلالها روائعه الموسيقية وتجلياته الخاصة الشعرية والموسيقية، إضافة إلى روائع من مكتبة الأدب العربي لأبي الطيب المتنبي وأبي فراس الحمداني، وجبران خليل جبران.
وقالت مُؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون هدى الخميس كانو إن «وجود أسامة الرحباني في أبوظبي يمثل إضافة فنية ذات قيمة رفيعة إلى مهرجان أبوظبي ،2011 فأسامة له فلسفته الخاصة في تأليف الموسيقى، إذ يستطيع المستمع أن يميز ألحانه بسهولة فهي على تفردها لم تغادر مبدأ الارتقاء بالذائقة الموسيقية والوفاء للمستمع العربي في ما يتنفسه من ألحان كما الماء والهواء».
وقاد أسامة الرحباني أمسيته عزفاً على البيانو بينما أتحف الحضور أداء كل من السوبرانو هبة طوجي والتينور وديع أبي رعد في مقطوعات متنوعة بدءاً من العزف المنفرد على البيانو وأغنيات من شعر أبي الطيب المتنبي وأبي فراس الحمداني، وأغنيات من تأليف وألحان أسامة ومنصور الرحباني، واختتمت الأمسية بالجزءين الأول والثاني من مقطوعته «المحبة» وهي كلمات جبران خليل جبران، والتي لحن أسامة جزءها الأول بينما أعاد توزيع موسيقى بيتهوفن لجزئها الثاني.
باليه
تستضيف أبوظبي مع بداية عطلة نهاية الأسبوع من الأول وحتى الثالث من أبريل المقبل، نخبة من نجوم الباليه من مسرح الباليه الأميركي ومسرح البولشوي ومارينسكي والأوركسترا الوطنية الروسية ونجم موسيقى الجاز آل جارو الحائز سبع جوائز غرامي، في حفلات متلاحقة وتنطلق تلك العروض الفنية المهمة مع بدء عطلة نهاية الأسبوع مساء الجمعة الأول من أبريل في مسرح فندق قصر الإمارات، إذ يقدم نجما مسرح الباليه الأميركي ماكسيم بليوسيركوفسكي وإيرينا دفوروفينكو أمسية للباليه بمشاركة مجموعة مختارة من نجوم مسارح البولشوي ومارينسكي، وهي فرصة نادرة لا تتكرر، لتقدم معاً عرضاً فريداً من نوعه، يتضمن باليه بحيرة البجع والأميرة النائمة وروميو وجولييت، ويرافق عرض الباليه موسيقى الأوركسترا الوطنية الروسية، بقيادة فاليري أوفسيانيكوف.
أما يوم السبت، الثاني من أبريل، فيقدم الحاصل على جائزة غرامي، عازف البيانو برونفمان مع الأوركسترا الوطنية الروسية بقيادة المايسترو الايطالي نيكولا لويزوتي، روائع موسيقى «برامز»، وتحتفي هذه الأمسية الكلاسيكية بثلاثة من عمالقة الألحان في التاريخ: يوهانس برامز وبيتهوفن وفيردي، وتتضمن المقاطع التي سيتم عزفها، السيمفونية الخامسة لبيتهوفن.
وتختتم عطلة نهاية الأسبوع يوم الأحد الثالث من أبريل، ليفتتح الأسبوع الثالث من أيام مهرجان «أبوظبي 2011» بمغني الجاز آل جارو، ليشارك الحضور إبداعاته في حفل «جذور الجاز»، وهو يعد أحد أهم مغنّي الجاز بين أبناء جيله، إذ حصل على جائزة غرامي سبع مرات، كما يعتبر صاحب بصمة خاصة بأدائه الارتجالي على المسرح.
حكواتي
كان المهرجان نظم جولة «الحكواتي» الذي قدم عروضه في كل من غياثي ومدينة زايد والمرفأ بدعم من مهرجان أبوظبي لإحياء فن رواية القصص، إذ استعرض الحكواتي ومجموعته من الموهوبين أداءهم أمام جمهور عريض في المنطقة الغربية في عرض مسرحي يروي القصة الشرقية الأشهر والأكثر إبهاراً وسحراً «علي بابا والأربعون حرامي».
وجاب الحكواتي، مستلهماً أفكاره من قصص «ألف ليلة وليلة» إمارات الدولة، وشهدت عروضه إقبالاً جماهيرياً حاشداً، ولقد أضيفت إلى هذا الفن الشرقي المميز اللمسات الإبداعية والمؤثرات الرائعة، إذ يظهر الحكواتي وهو يقرأ من كتاب عتيق، بينما تدب الحياة حوله في شخوص القصة التي يرويها في حركات تعبيرية وحوارات متبادلة في إطار أدائي مدهش.
وقال الحكواتي أحمد يوسف «إنه لشرف عظيم لي وللفرقة التي تؤدي معي أن نكون هنا وسط جمهور مهرجان أبوظبي 2011 من أبناء المنطقة الغربية بعدما قدمنا وضمن فعاليات مهرجان أبوظبي في السنين السابقة هذا العمل المسرحي الذي يستمد من التراث المحلي سحره وجمالياته في الإمارات الشمالية كلها والعاصمة أبوظبي»، وأضاف أن «هذا الحدث الفريد من نوعه الذي يحتفي بأحد أكثر الفنون شهرة على مستوى الشرق كافة والعالم أيضاً، وهو بالفعل إحياء عملي لتراث الفنون الشعبية لدولة».
واحتفى المهرجان بفن إلقاء القصص بأشكال مختلفة ومن ثقافات متنوعة، فقد شاركت أيضاً راوية القصص الأميركية مارغريت وولفسون ومجموعة لقاء الثقافات بتقديم سلسلة من الندوات وورش العمل عبر إمارات الدولة لمناقشة الطريقة الساحرة لفن إلقاء القصص وتاريخ هذا الفن العريق في مختلف البلدان والثقافات، إذ قدمت وولفسون عرضها على مسرح أبوظبي مصحوبة بالملحن مايكل تشينغ في أمسية تحت عنوان «المشاركة بالقصص، رواية الحكايات»، والتي تدمج الموسيقى برواية القصص مع المشاهد الجذابة، إذ يبدأ العرض بالقصة اليابانية «أوراشيما تارو» ثم ينتقل إلى عرض تمثيلي من الميثولوجيا اليونانية يتحدث عن الحب والانتقام والفقدان.
وكما هي الحال في القصص العربية العريقة، مثل عنترة وعبلة، ومجنون ليلى، ألهمت الأسطورة اليونانية الكثير من الأعمال العظيمة في الأدب والفنون التشكيلية والموسيقى.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news