«زينة» السعداوي.. حملة جديدة قديمة
كعادة الكثير من مؤلفاتها السابقة، أثارت رواية «زينة» للدكتورة نوال السعداوي جدلاً كبيراً بعد صدورها في عام ،2009 إذ رأى نقاد أن الكاتبة المصرية تصر على جرح حس القراء المحافظين بشكل فج، مشيرين إلى أن الرواية تعد بمثابة خطاب مقالي مباشر، بعيد عن التقنيات الفنية العالية.
فيما رأت السعداوي ان الهجوم الذي تتعرض له هو بسبب تعريتها في أعمالها، ومنها روايتها «زينة»، أحوال المجتمع المصري خصوصا، والعربي عموما، وتبنيها لقضايا الدفاع عن المرأة، والحريات العامة. من جانبه قال الناقد الدكتور صلاح فضل إن السعداوي «ترفع بها (برواية زينة) سقف حرية الابداع، وان كانت ـ كعادتها ـ تجرح حس القراء المحافظين»، مضيفا في مقال له بجريدة الأهرام المصرية أخيراً «انها تخطو خطوة اخرى جسورة في تحقيق مشروعها الطويل، لتحويل خطابها الايديولوجي الصادم إلى أعمال سردية، تجسد مبادئها، وتطرحها عبر نماذج مشبعة بروح الشك والتمرد والثورة، ترتطم دائماً بجدران السلطة المدنية والدينية، وتشتبك مع المؤسسات البطريركية في الاسرة والمجتمع في صراع عنيف، ينتهي إلى مجرد الحلم بالحرية والعدل، بديلاً للتحول التاريخي». وتهدي السعداوي روايتها إلى «أطفال الشوارع، دون أب أو أم، دون مدرسة ولا كنيسة ولا جامع، ثم يعيشون ويكبرون ويصبحون كواكب تقشع الظلام، تملأ الأرض بالضوء، وتغير العالم». يذكر أن نوال السعداوي كاتبة وروائية وطبيبة نفسية وناشطة في مجال حقوق المرأة، وتعرضت لحملات عدة من قبل كثيرين بسبب أفكارها، ولها أكثر من 40 كتاباً، ترجمت إلى 30 لغة، ومن بين أعمالها «سقوط الامام»، و«مذكراتي في سجن النساء»، وسبق لها أن سجنت في عهد الرئيس أنور السادات، وكانت أول امرأة تبدي رغبتها في الترشح لرئاسة الجمهورية لمنافسة الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك.