محمد العامري خلال المنتدى. من المصدر

العامري: الإخراج المسرحي صار «مشاعاً»

قال الفنان والمخرج المسرحي محمد العامري، إن «صفة المخرج المسرحي أصبحت مشاعاً».

وتحدث في منتدى الإثنين المسرحي الذي تنظمه إدارة المسرح في دائرة الثقافة والاعلام بالشارقة، أول من أمس، في سوق العرصة، حول التجارب الاخراجية الجديدة في المسرح الاماراتي، بحضور الامين العام للهيئة العربية للمسرح ورئيس جمعية المسرحيين الاماراتيين اسماعيل عبدالله، وعدد من المسرحيين والمهتمين والمختصين في المسرح.

وأكد ضرورة تنظيم الورش المعملية المستمرة لتطوير التجربة المسرحية الاماراتية، مشيراً إلى انه لاحظ نقصاً في هذا الجانب ووقوعاً في النمطية والتكرار في التجارب الاخراجية الشابة في معظمها، وبتنا نشاهد عروضا مسرحية لمجموعة من المخرجين لكنها تصل حداً من الشبه تبدو معه كأنها لمخرج واحد. وأضاف العامري ان فترة التسعينات شهدت تطوراً اخراجياً مهماً، تمثّل في تركيز بعض العروض على «السينوغرافيا» كعنصر أساسي في العرض لكن سرعان ما تحول الأمر إلى ما يشبه «الفيروس» وصارت كل العروض تعتمد الشيء ذاته. وأقرّ بأن تجربته لم تسلم من هذه الثغرة، ولكنه ظل يبحث عن اسلوب جديد يعتمد قراءة المورثات الشعبية وما تزخر به من حكايات وأساطير وأداءات سعياً إلى تجربة اخراجية مختلفة. وشدد العامري على التوجه إلى المختبرات المسرحية وترسيخ الممارسة العلمية والمعملية تمثيلاً وإخراجاً، مشيراً إلى عرض «الرهان» لعلي جمال الذي حاز جائزة الإخراج في الدورة الاخيرة لأيام الشارقة المسرحية، بوصفه نموذجاً لعمل مسرحي أنتج في اطار ورشة عمل. اختيارات علي جمال كانت دقيقة في مجملها وكان واضحاً أن العمل ثمرة ورشة.

واستغرب مخرج «حرب النعل»، «تساهل» بعض مسارح الدولة في إطلاق صفة مخرج مسرحي على كل من هب ودب، من دون مراعاة التجربة الفنية للشخص الموصوف، وقال إن «هناك حاجة إلى التصنيف بين المشتغلين بالمسرح وإرساء معايير محددة تضعها المؤسسات ذات الصلة حمايةً للمجال من الأدعياء والمتسللين».

وقال إسماعيل عبدالله، «ثمة سطوة ملحوظة للنص المسرحي، وهو يتجلى على الخشبة أكثر من الرؤية الإخراجية، صرنا نشاهد نصوصاً مسرحية على الخشبة بدلاً من حلول اخراجية». وأضاف «من المعيب أن نجد بعد كل هذه السنوات من التراكم المسرحي أن بعض المخرجين يتعثر في أمور بسيطة». وحمّل اسماعيل الجيل الشاب من المخرجين المسؤولية، مشيراً إلى انهم لا يقرأون وينقصهم الحرص على تطوير أدواتهم، وقال: «الاخراج صار للواهمين وليس الموهوبين».

دافع العامري عن الاخراج، وقال ان المخرج يواجه مشكلات عدة قبل تقديم عمله على الخشبة، بينها انصراف الممثلين إلى التلفزيون أو انشغالهم بوظائفهم الرسمية، ما يقلل من حضورهم إلى البروفات ومتابعة المراحل المختلفة لإنتاج العرض وبالنهاية يظهر ذلك واضحاً في الخشبة. وقدم الناقد صالح هويدي ملاحظة تعقيباً على طرح إسماعيل عبدالله، مشيراً إلى أن الإخراج أنقذ العديد من النصوص في الدورة الأخيرة من أيام الشارقة المسرحية إذ لم تكن سوى «مجرد حواديت وحكايات شعبية معروفة في أغلبها، ولكن الاخراج ارتقى بها وغطى ضعفها». وامتدح الدكتور محمد يوسف تجربة العامري الإخراجية ووصفه بالباحث المجتهد الذي يشقى كثيراً حتى يخرج عمله بالنضج اللازم.

الأكثر مشاركة