القوافل الثقافية.. وعـي وترفيه لأبناء المناطـق البعيـدة
تحت شعار «مجتمعنا أمانة» حطت أول من أمس القافلة الثقافية الثانية لعام ،2011 من مبادرة القوافل الثقافية التي تنظمها وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، رحالها في منطقة الطيبة والخليبية التابعة لإمارة الفجيرة. وقدمت القافلة العديد من النشاطات والفعاليات والخيم التي تجمع بين الترفيه والتثقيف، إذ تحرص من خلال التواصل الاجتماعي مع أبناء المناطق البعيدة على تقديم التوعية المجتمعية بقالب ترفيهي خفيف. وتشمل النشاطات ما يقارب 85 فعالية، بمشاركة اكثر من 90 جهة من الوزارات والهيئات الاتحادية والمحلية والخاصة.
خيمة صحية إلى جانب الخيم الثقافية والترفيهية، قدمت خيمة هيئة الهلال الأحمر، العديد من الإرشادات والفحوص الطبية المجانية للسكري وضغط الدم. ولفت مدير هيئة الهلال الأحمر في الفجيرة، سهيل راشد القاضي، إلى أن هيئة الهلال الاحمر، تعد شريكاً استراتيجياً لوزارة الشباب وتنمية المجتمع، وكانت موجودة في كل الفعاليات السابقة. وشدد على انهم يقدمون الفحوص الطبية، منها فحوص ضغط الدم، والتهاب الكبد، والسكري، بالإضافة الى تقديم بعض الاجهزة التي تساعد المرأة على القيام بالكشف الذاتي عن سرطان الثدي. وأكد أن اختيار الفحوص يعود الى أنها من الأمراض التي بدأت تنتشر في الآونة الأخيرة. وشدد على ان أهم ما يميز وجود الهلال الأحمر هو التوجه للفئات المحدودة الدخل، وكذلك لنشر التوعية لكبار السن حول كيفية التعاطي مع أمراض الشيخوخة. |
وتقسم الخيم المشاركة في القافلة الى أربعة أقسام، تضم الخيمة الأولى الجهات المشاركة، وفيها أجنحة خاصة بالمؤسسات الحكومية المشاركة، ومنها الشرطة ودائرة السياحة. فيما الخيمة الثانية ترتبط بالشق التراثي، وتقدم فيها النساء بعض الأكلات التراثية، كاللقيمات، إلى جانب عملهن في بعض الحرف التراثية كالحياكة في السدو. أما الخيمة الثالثة، فهي مخصصة للأطفال، وتضم ورش رسم ومسابقات خاصة بالأطفال، إلى جانب معارض أعمال يدوية. فيما الخيمة الرابعة كانت للهلال الأحمر، وشملت التوعية الصحية وقدمت بعض الفحوص والارشادات حول العديد من الامراض كالسكري وضغط الدم. وقدم على المسرح في اليوم الأول الكثير من العروض الغنائية، كانت أولها مع أوبريت السبع إمارات لطالبات مدرسة بنات الفجيرة، ثم تلا ذلك جلسات شعر خاص، وبعض المحاضرات التوعوية التي قدمتها الشرطة، حول المخدرات، ثم محاضرة حول كيفية تدوير النفايات، بينما كان ختام اليوم الأول مع حفل غنائي.
نجاح
وقال مدير إدارة الاتصال الحكومي في وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، خليفة بوعميم، إن «القاعدة الاساسية التي اعتمدت لاختيار الفعاليات التي ستقدم، أتت بعد دراسة اللجان المتخصصة للمناطقة، إذ حددوا المناطق البعيدة واختاروا المنطقة وما يناسبها من فعاليات». وشدد على أن فكرة القوافل تقوم على الذهاب للمناطق البعيدة، «ففي العام الماضي قمنا بخمس قوافل ثقافية، في مناطق بعيدة في الفجيرة وعجمان، وفي هذا العام بدأنا في المنطقة الغربية، واليوم في الفجيرة»، لافتاً الى أن القوافل تستهدف كل الأعمار ومختلف شرائح المجتمع، وقد تمكنت من تحقيق النجاح المميز بجهد كل العاملين بها والمشاركين فيها.
ولفت الى ازدياد عدد المشاركين بشكل لافت، «ففي العام الماضي كان هناك ما يقارب 200 مشاركة في القوافل الخمس، بينما اليوم فاق عددهم 180 من أول قافلتين فقط، وهذا يدل على نجاح القوافل وتقبل الناس لها».
تراث
من جهته، قال المشارك في القرية، مسؤول فرق جمعية الفنون والثقافة والمسرح في الفجيرة، خميس عبدالله الخديم «حاولنا من خلال قرية التراث تقديم كل ما هو مرتبط بالزراعة، فقدمنا آلات ترتبط بالزراعة التقليدية التي لم تعد موجودة اليوم في الحراثة والري». وشدد على أن المشاركة في القافلة مهمة بالنسبة لهم لتعريف الجيل الجديد بكيفية عمل أجدادهم، وكيف كانت حياتهم في السابق. واعتبر أن المعرض التراثي يختصر ثقافة الشعوب ويقدم لمحة عامة عن أسلوب الحياة، والتاريخ الذي تعب عليه الأهالي، وكم كانت حياتهم متعبة وصعبة آنذاك. ولفت الى أن الزراعة اليوم باتت من المهن المريحة، كل شيء متوافر فيها، بينما في الماضي كانت مختلفة تماماً.
بينما لفت رئيس جمعية دبا الفجيرة لصيادين السمك، حسن علي حسن الضنحاني، الى أنه حاول من خلال المشاركة بالقرية التراثية إبراز أهمية الصدف الذي يستخرج من البحر، وكذلك بعض أنواع المرجان، التي تستخدم لقلع اللؤلؤ، وكذلك «القرقور» لصيد السمك، وهو من المعدات التقليدية القديمة. وشدد على أنه حرص على المشاركة بالأنواع التي يملكها، والتي هي مجمعة من أكثر من 30 سنة، معتبراً ان مهنة الغطس باتت من المهن غير الموجودة كثيراً في العصر الراهن، ولكنه يحاول غرسها في أولاده، فهي مهنة الآباء والاجداد، لاسيما أن الغطس اليوم بات أسهل مع معدات التنفس الحديثة.
واعتبر أن الوجود في القوافل التراثية، يعد من الأمور المهمة لنشر الوعي حول مهنة الصيد بأغراضها التراثية، وكذلك بكيفية الحياة التي كنا نعيشها، وأغاني الغوص وأهازيجها. واعتبر الضنحاني، ان الجمعية تعمل دائماً على حضور الفعاليات التي تحدث في الفجيرة، وكذلك في امارات أخرى، بهدف تقديم التوعية حول الصيد والغوص وكل ما يمكن استخراجه من كنوز من البحر.
من جهتها، قدمت أم ناصر، المشاركة في معرض للحرف اليدوية في خيمة الاطفال، بعض أعمالها الحرفية، وقالت «أستخدم الأشياء التراثية، كالتلي والخوص، وأحتفظ بالأشياء القديمة التي أراها أو أشتريها، وأجمعها في لوحات تراثية.
ولفتت الى أن المشاركة في القافلة مهم بالنسبة لها، فهو بمثابة تشجيع لعرض أفكارها.
واعتبرت أنها تعمل من خلال الأعمال اليدوية على إبراز الثقافة والهوية الإماراتية، وبالتالي هذه الاعمال تلفت أنظار الناس ولاسيما الأجانب، الذين يطلبون الكثير من الأعمال، فيعتبرونها تذكاراً من الدولة، وترمز الى الحضارة الإماراتية.
وأكدت أنها لن تحرص فقط على تقديم الأعمال اليدوية، بل ستقدم أيضاً في اليوم الثاني الأعمال المعاد تدويرها من الأشياء التي نستخدمها في حياتنا اليومية.