«غريبة» أنور الخطيب تمرّ باتحاد الكتاب
على الرغم من أن الأمسية كانت مخصصة لقراءات من ديوانه الذي صدر اخيرا «مري كالغريبة بي»؛ إلا ان الشاعر أنور الخطيب اختار ان يخرج قليلا عما هو مقرر للأمسية التي نظمها اتحاد كتاب الإمارات مساء أول من أمس في أبوظبي، وأن يحيي الثورتين الشعبيتين في تونس ومصر، فقرأ قصيدتين من خارج الديوان، الاولى تحية إلى مفجر الثورة التونسية محمد البوعزيزي وإلى كل الشهداء الذين سقطوا في سبيل الحرية، كما اوضح، والثانية تحية إلى شعب مصر وثورة 25 يناير، بعنوان «حديث صحيح لبهية».
وقرأ الخطيب قصائد من ديوانه الجديد، الذي اعتمد فيه، وفقا للكاتب زياد محافظة الذي قدم للأمسية، معادلة «الكتابة مقابل الوجع»، ليعيد تشكيل هويته الشعرية من جديد، عبر تقنية موسيقية تتيح للمفردة التجول في النص بحرية، «فهو يلتقط العادي واليومي من حياتنا، ويعيد تخميره بلغة يغلفها الوجع».
وأشار محافظة إلى انه لا يمكن النظر إلى الديوان بمعزل عن أعمال الشاعر الأخرى، شعرية كانت أم نثرية، إذ قدم من قبل 10 روايات وثلاث مجموعات قصصية وديوانين، «فهو في جميع أعماله، يصر على الرهان على الآتي، ويحاول ان يؤثث بالكلمات فراغا مريبا يملأ المكان». موضحا انه «من أي مكان دخلت الديوان، الذي تتشابك فيه مشاعر مضطربة، لابد من غربة تقرصك، ووطن يناديك ومنفى يستدرجك، وأم تدعو لك، وشاعر ما لبث ينهض بعد كل خيبة، وامرأة يبني لها كل صباح هيكلا من الحب والوهم، ثم يحرقه بخورا لعينيها».
للأم اختار أنور الخطيب في الأمسية ان يبدأ القراءة، ليهدي قصيدة «سلام عليك» إلى «أمي وهي تعدنا واحدا واحدا للمنفى». معتذرا لها، وربما لجميع الأمهات عن العودة المتأخرة دوما، وعن اليدين الفارغتين إلا من الوجع، يقول:
«لا شيء معي لعينيك المغمضتين/ لا طبيب لا دواء لا كأس ماء/جئت لا أحمل شيئا/لا هدية ولا ابتسامة».
كما قرأ قصائد عدة، منها: «ذبحني»، و«تهمة الغاوين للغاوين»، و«آدم الغريب»، التي يبدو فيها باحثا عن أصل الحكاية والأشياء منذ بداياتها البعيدة. كما قرأ قصيدته التي تحمل عنوان الديوان «مري كالغريبة بي».