نميرا سليم: الصور موجهة إلى الشباب لتكون مصدر إلهام للتحدي. تصوير: أشوك فيرما

نميرا سليم.. الفن المـــــــغامر

قدمت المغامرة الباكستانية نميرا سليم، معرضاً خاصاً بصورها في رحلاتها التي خاضتها إلى القطبين الشمالي والجنوبي، وكذلك إلى قمة ايفرست إلى جانب صور من التحضيرات الأولية التي تسبق رحلتها الى الفضاء، في فندق «ويستن» في دبي. وقدم المعرض الذي افتتح، أول من امس، تحت رعاية سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للطيران المدني، رئيس مجلس إدارة طيران ومجموعة الإمارات ورئيسها التنفيذي ورئيس مجلس إدارة مطارات دبي، مجموعة من الصور التي تختصر أبرز اللحظات التي عاشتها في هذه الاماكن الثلاثة، والتي يمكنها أن تجعل منها امرأة ملهمة في تجربتها الفريدة. وشمل المعرض صوراً عرضت أجمل لحظات عاشتها سليم في الأماكن الثلاثة التي قصدتها، إلى جانب فيلم وثائقي عن مغامراتها، إذ يصور مغامرة نميرا الفضائية على متن طائرة «فرجين غالاكتيك»، لتكون أول امرأة من دبي تزور الفضاء.

مغامرات

بدأت نميرا سليم مغامراتها في عام ،2007 إذ وصلت الى القطب الشمالي في هذا العام، وفي العام التالي وصلت إلى القطب الجنوبي، ثم حلقت فوق قمة ايفرست. وتحمل نميرا سليم لقب «سفيرة السلام العالمي»، ولهذا أنتجت فيلماً وثائقياً بعنوان «ما بعد القطبين»، تلقي فيه الضوء على الإنجازات التي حققتها بهدف إلهام الشباب وحثهم وتشجيعهم على الاستكشاف خارجاً عن أي حدود. الفيلم مصوّر في القطبين الشمالي والجنوبي وجبال الهملايا. تجدر الإشارة إلى أن سليم سبق وعرضت مجموعة أعمالها الفنية ومقتنياتها التي عملت عليها في موناكو، وتحمل اسم «علاقة روحية» في مؤتمرات نظمتها الأمم المتحدة ومنظمة اليونسكو «لتوجيه رسائل سلام» وعرضتها للمرة الأولى في دبي عام .2000 وستكون أول امرأة من دبي موجودة في الرحلة إلى الفضاء.

إلهام

قالت سليم عن تجاربها، إن «الكلمات عاجزة عن وصف الأمكنة المثيرة التي نادراً ما يزورها إنسان، لذلك استعملت وسائط أخرى، فصورت الفيلم والتقطت الصور لأشارك تجاربي المثيرة مع الناس، على أمل أن ألهم بها المجتمع المحلي الذي ترعرعت فيه». ونوهت الى إنه شرف كبير لها أن تنظم المعرض برعاية سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، الذي تبقى مغامرته في عالم الطيران مصدر إلهام ووحي بالنسبة إليها. وحول الاختلاف ما بين المغامرات التي خاضتها، قالت سليم «كنت أود أن أزور أعلى قمة في العالم، حيث يمكن رؤية النجوم وكأننا نلتقطها، ولكني فضلت زيارة اليابسة قبل، وزرت القطبين». وأشارت إلى أنها «عندما قررت زيارة ايفرست، وهي ليست متسلقة جيدة، اختارت السقوط المظلي، كونه يساعدها على بلوغ القمة، لكنها كانت التجربة الأولى في الهبوط المظلي والقفز الجوي. وأشارت سليم إلى أن التحدي الأصعب كان القفز المظلي، لأنه مع القطبين فإن التحدي يكون بالتعاطي مع الطقس البارد جداً، وكذلك ما يواجه المرء في الطريق، فيما في القفز كان هناك عامل الوقت والمناخ، فلم نكن متأكدين من قدرتنا على القفز، كما أن إحدى المسؤولات تعرضت لحادث أثناء القفز، وبالتالي لم يكن الأمر سهلاً». ونوهت سليم الى أنها تعمل في مجال الفن والإبداع، وتحب أن تضيف إلى أعمالها الابداعية التميز، وبالتالي فإن الرحلات التي قامت بها تساعدها على ذلك.

فضاء

وعن رحلتها المقبلة الى مركب الفضاء، أكدت أنها ستكون رحلة مميزة، كونها الأولى من نوعها في العصر الحالي، وهي تتيح للأفراد اختبار مفهوم الرحلات الفضائية. ولفتت إلى أن التدريبات جارية، وقد تم القيام برحلات افتراضية. واعتبرت ان هذه الرحلات تحتاج الى رعاية في أغلب الأحيان، لكنها دعمت من قبل أهلها. واعتبرت أن المرأة يمكنها القيام بهذه الرحلات، ولكن ليس المطلوب من كل النساء أن يكن مغامرات، بل من خلال مشاهدتي يمكنني أن أكون مثالاً لتحقيق الامنيات والأحلام والتحدي في الحياة. واعتبرت أن هدف المعرض الذي يستمر حتى 21 مايو (يختتم اليوم)، يكمن في استقطاب الطلاب من أبرز الجامعات والمدارس في دبي والإمارات المجاورة، وهو يلي حصولها على ميدالية التفوق من رئيس جمهورية الباكستان، دولة السيد آصف علي زرداري. وأكد السفير الباكستاني في الإمارات، الذي افتتح المعرض، جميل أحمد خان، أن «هذا النشاط الذي يمكن أن تقوم به امرأة في المنطقة عموماً، يؤدي رسالة واحدة الى المرأة والرجل على حد سواء، تتمحور في أهمية التطور في الحياة، والجرأة في المغامرة». ونوه إلى أن هذه العوامل تسهم في حل مشكلات العالم، وهذا ما أكدته الابحاث العالمية. وأشار إلى أن هذه الأدوار والمغامرات، كلها يمكن أن تسهم في حل مشكلات المجتمع، ومنها مثلاً التعنيف أو الارهاب، فكلها أمور تختفي مع وجود الابداع والمغامرة. واعتبر خان أن أعمالاً كهذه تجعل من الشخص ملهماً للمجتمع، فالمغامر يضع قلبه وروحه في مغامرة، ولهذا فإن الباكستان تفخر بها، وكذلك الإمارات، كونها مقيمة فيها.

الأكثر مشاركة