«وليمة لأعشاب البحر».. بطلة عام 2000
تعد رواية وليمة لأعشاب البحر للكاتب السوري حيدر حيدر بطلة عام 2000 في مصر، إذ إن الرواية التي أعيد طبعها في مصر بعد17 عاماً من صدورها للمرة الأولى، أثارت تظاهرات واعتراضات وحملات لم يتوقف صداها لزمن على صفحات الجرائد، وفي وزارة الثقافة المصرية، وفي مشيخة الأزهر وجامعته كذلك.
تعود بدايات أزمة الرواية حين نشر أحد الكتاب مقالاً، معترضاً فيه على نشر «وليمة لأعشاب البحر» التي وصفها بأنها «تمثل تحدياً للدين والأخلاق، وتدعو إلى الكفر والإلحاد»، تصاعد بعدها الجدل حول الرواية في الجرائد، إذ تضامن حشد من المثقفين مع صاحب الرواية وناشرها في إحدى السلاسل الثقافية في وزارة الثقافة المصرية.
ووصلت أزمة الرواية التي رمي مؤلفها بـ «الكفر والإلحاد» إلى جامعة الأزهر، فانتقد مجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر الشريف في تقرير له العمل، معتبراً أن فيه «خروجاً على الآداب العامة، وأنه ضد المقدسات الدينية»، مشيراً إلى ان «الرواية تحرض على الخروج عن الشريعة الاسلامية، وخرجت عن الآداب العامة ــ خروجا فادحاً ــ بالدعوة الى الجنس غير المشروع، وأدان التقرير تولي وزارة الثقافة نشر هذه الرواية» ووصلت الأصداء إلى طلبة الجامعة الذين تظاهروا مطالبين بمصادرة الرواية «المسيئة» ومحاسبة المسؤولين عن إعادة النشر. على الجانب الآخر، تضامن عدد كبير من المثقفين المصريين مع حيدر حيدر، وروايته، معلنين رفض الوصاية على الإبداع، واقتباس جمل على لسان شخوص الروايات لإدانة كاتبيها.
يشار إلى أحداث رواية «وليمة لأعشاب البحر» تدور حول مناضل شيوعي عراقي هرب إلى الجزائر، والتقى بمناضلة قديمة تعيش عصر انهيار الثورة، والخراب الذي لحق بالمناضلين هناك. أما حيدر حيدر فهو من مواليد عام 1936 في إحدى قرى محافظة طرطوس السورية، وله عدد من الأعمال الأدبية.