يُعدّ لفيلم تستقبله دور العرض أوائل العام المقبل

جابر نغموش: دقت ســـاعة السينما

جابر نغموش: اكتشفت السينما متأخراً. تصوير: أسامة أبوغانم

في مفاجأة قد تُغير الكثير في علاقة الجمهور المحلي والخليجي بالسينما الإماراتية، قرر الفنان جابر نغموش خوض غمار أول تجربة سينمائية له، عبر فيلم من المتوقع أن يبدأ تصويره خلال شهر ديسمبر المقبل، ليكون جاهزاً للعرض مطلع العام القادم، وكشف نغموش الذي تعد أعماله الدرامية التي يتم عرضها، خصوصاً خلال شهر رمضان، قبلة المشاهدين، أنه أضحى مقتنعاً أكثر من اي وقت مضى بأن «ساعة الدراما السينمائية قد دقت»، وقال نغموش «لا يمكن أن يزيد تقلص الممثلين المخضرمين عن ساحة الدراما السينمائية، والاكتفاء بما تحقق على الساحتين التلفزيونية والمسرحية، فالمشهد يشير بقوة إلى أن الأعمال السينمائية أصبحت خير رسول ليس في ما يتعلق بما وصل إليه الفنان الإماراتي فقط، من الناحية الفنية، بل أيضاً للواقع الاجتماعي والاقتصادي والثقافي في الدولة، لا سيما في ظل تنامي المشاركة في مهرجانات إقليمية ودولية، والأهم من ذلك تنوع جمهور دور السينما».

تطوّر لا تحوّل

رفض الفنان الإماراتي جابر نغموش، وصف انفتاحه المرتقب على الدراما السينمائية، بعد عقود من تألقه في الدراما المسرحية والتلفزيونية، بالتحول الذي تأخر طويلاً، على الرغم من اعترافه بأن اكتشافه السينما مجالاً لإبداعه تأخر كثيراً، مضيفاً «لا يمكن أن ننكر أن العنصر الأهم في العملية الإبداعية هو الجمهور، فإذا كان ذلك الأخير قد هجر قالباً ما، وهو المسرح، فمن حق الفنان بل من واجبه، أن يلتمس القالب الأكثر جذباً للجمهور من أجل الوصول إليه، وهو ما جعل الدراما خلال المرحلة الماضية، الأكثر جذباً للفنان الإماراتي عموماً».

وأضاف «المتتبع المشهد الفني حالياً، سيجد أن الدراما السينمائية هي النوع التمثيلي الأكثر حظوة باهتمام الجمهور والنقاد والأوساط العالمية أيضاً، ما يعني أن السينما في ظل الانفتاح على المهرجانات الإقليمية والعالمية أضحت سفيراً فوق العادة للمجتمع، لذلك فإن الاهتمام بها في هذه المرحلة هو تطور مطلوب، وليس تحوراً أو تراجعاً عن قناعة».

ووعد نغموش، المعروف عنه تكتمه الشديد وتحفظه، بالكشف عن مشروعات قبل إنجازها بأن يكون الفيلم الجديد على قدر توقع الجمهور من بطل أحد أشهر الأعمال المحلية «حاير طاير»، مضيفاً «الإطلالة السينمائية تظل مختلفة، والفنان الإماراتي قادر على تحقيق إنجازات مع شاشتها الذهبية، ابعد كثيراً مما تحقق في نظيرتها التلفزيونية»، موجهاً دعوة لزملاء جيله بالتفاتة إلى «الفن السابع».

نغموش أشار إلى أنه يشعر بالارتياح لوصوله إلى قرار الاشتراك في عمل سينمائي بشروط تجارية، موجه لجمهور دور السينما لأول مرة، وأوضح أن أمامه عدداً من السيناريوهات المختلفة التي تدور جميعها في قالب اجتماعي كوميدي، واوشك أن يستقر بالفعل على أحدها، تمهيداً للدخول في مرحلة الإنتاج، رافضاً الإشارة إلى أسماء الممثلين والمخرج في تلك المرحلة، باستثناء صديقه سلطان النيادي، مضيفاً «منذ فترة ليست بالقصيرة ونحن نعمل في ظل شراكة إبداعية ستستمر في الفيلم الجديد».

تقدير

وجّه نغموش تحية تقدير لجهود الشباب سواء على مستويي الإخراج والإنتاج، أو التمثيل، خلال المرحلة الماضية، وأضاف «لا يمكن أن تحدث الطفرة الحقيقية في مجال الدراما السينمائية من دون تكاتف كل الأطراف، وفي مقدمتهم الفنانون الذين يمتلكون حضوراً وعلاقة استثنائية بنوها لدى جمهورهم على مدار عقود، لذلك فإن كل زملائي ورفقاء الدرب مدعوون إلى إعادة التفكير في الواقع الذي أسهموا في تكريسه، وهو تقوقع الكثير من الأسماء الإماراتية المهمة في عالم الدراما على كل من المسرح والتلفزيون، متجاهلين تماماً حقيقة أن السينما أضحت اللغة الإبداعية للعصر».

الحوار مع نغموش، الذي قد يتجه إلى صمت وتركيز كبيرين، قبل أن يطالعك بما يدور في رأسه، لا يخلو دائماً من المكاشفة والمصارحة التي قد تتعدى حتى حدود الإجابة عن سؤال مباشر، من قبيل مدى تمتعه بمشاعر الرضا عن منجزه الدرامي، ليقول «لست آسفاً على شيء أكثر من ابتعـادي الاضطراري عن المسرح (ابـو الفنون)، لأسباب صحية، لذلك كان مؤثراً بالنسبة لي أن يتذكرني مهرجان المسرح الخليجي في دورته الأخيرة بتكريم مقدر، على الرغم من أن الفنان عموماً يظل تكريمه الحقيقي في احتفاء جمهوره به، الذي نكاد نطالعه يومياً من قبل جمهورنا الكريم».

أين تكمن العبقرية التمثيلية للفنان الإماراتي جابر نغموش تماماً؟ سؤال يجيب عنه بطل «حاير طاير» في أجزائه الستة، و«طماشة» بأجزائه الثلاثة، ببساطة وتلقائية «هي منة وفضل من الله»، من دون أن يكون مضطراً إلى الخوض في تفاصيل اعتادها النجوم تتعلق باحتكاكهم بمدارس مختلفة، وتلقيهم فرصاً استثنائية لصقل المهارة، معترفاً أن «حاير طاير» لا يمثل انعطافة في مشواره الفني الشخصي فحسب، بل في تاريخ الدراما الإماراتية والخليجية عموما، مضيفاً «الأعمال الكبرى دائماً ما تتوافر لها ظروف استثنائية، وهذا ما حدث مع «حاير طاير» بأجزائه المختلفة، حيث عاش أبطاله ومخرجه وجهة الإنتاج، والفنيون، حالة إبداع حقيقية تواصل معها المشاهد ولمس صدقها ، لذلك جاءت معظم حلقات المسلسل كأنها لوحات اجتماعية بحس كوميدي نعيش تفاصيلها معاً».

إشكالية

لم يُفرض على «حاير طاير» التوقف كقرار من خارج أسرته الفنية، لكن ما حدث أن هناك التزاماً بالصيغة التي نجح خلالها العمل في الوصول إلى الناس، وهو أمر يتوقف على السيناريو الذي غاب فغاب معه المسلسل، حسب نغموش، الذي يضيف «لابد من الاعتراف أن لدينا إشكالية كبيرة في النصوص الدرامية، وهو أمر يجب أن يكون حله هو الشاغل الأول للقائمين على شؤون الدراما المحلية بمختلف قوالبها، سواء المسرحية أو التلفزيونية، وحتى السينمائية».

وأضاف نغموش «النص الجيد هو جوهر أي عمل درامي، وفي حال محدودية الخيارات تزداد صعوبة مسؤولية الممثل الملتزم أمام جمهوره»، محدداً سقف عدد الأعمال التي يستطيع أن يؤديها سنوياً باثنين فقط، وأحياناً إلى مسلسل تلفزيوني وحيد، لافتاً إلى اختزال زمن التصوير الفعلي في الدولة بأشهر معينة لاسيما في ما يتعلق بالمسلسلات التي تعتمد بشكل أكبر على المشاهد الخارجية بسبب «ارتفاع درجة الحرارة صيفاً»، فضلاً عن حرصه على عدم وقوع المشاهدين في مصيدة الملل أو التشتت في المتابعة جراء تكرار ظهوره على الشاشة.

واعتبر نغموش أن مسلسل «طماشة» الذي سيعرض الجزء الثالث منه خلال شهر رمضان المقبل، على شاشة دبي الفضائية، هو الامتداد الفعلي لمسلسل «حاير طاير»، مضيفاً «فكرة المسلسلين قريبة جداً، فكلاهما يتتبع مواقف اجتماعية بسيطة ويقدمها في قالب كوميدي، وأعتقد أن جمهور (حاير طاير)، قد وجد بديلاً حقيقياً لمسلسله في (طماشة)، الذي يجدد نفسه على الرغم من ذلك سنوياً بموضوعات وحلول فنية مبتكرة».

تويتر