عن قرب
المنصوري ترشد السياح إلى قيم الإمارات
رغم أن المرشد السياحي هو واجهة بلده أمام زائريه من مختلف الجنسيات، إلا أن المرشد الإماراتي لايزال نادراً، في ظل غياب واضح لشباب الإمارات عن هذا المجال الحيوي للدولة، وغياب أكثر وضوحاً للفتاة الإماراتية.
هذا الغياب بدأت تبدده أخيراً بعض الوجوه الإماراتية، التي نجحت في طرق أبواب هذه المهنة، من بينها مضحية المنصوري التي تحمل «رخصة الإرشاد السياحي» من هيئة أبوظبي للسياحة، فقد التحقت فيها بعدد من الدورات المتخصصة في هذا المجال، كما تدرس حالياً إدارة السفر والسياحة في معهد الجزيرة للعلوم والتكنولوجيا.
تؤمن المنصوري بأهمية توطين مهنة الإرشاد السياحي، فالإماراتي الذي تربى على هذه الأرض، ونشأ وتشرب بعادات وتقاليد المجتمع الإماراتي، هو أكثر قدرة على تعريف السائح بالبلد، بأسلوب يختلف كثيراً عن أسلوب المرشد السياحي من جنسية أخرى، والذي يعتمد على مجموعة من المعلومات التي اطلع عليها وحفظها، دون أن يعايشها أو يختبرها عن قرب ويعرف تفاصيلها وأسرارها، فيكون مثل من يحفظ معلومات ويلقيها على مسامع السائحين دون أي تفاعل أو تشويق.
وقالت المنصوري لـ«الإمارات اليوم» إن هناك عوامل عدة شجعتها على اختيار العمل في الإرشاد السياحي، أبرزها الاهتمام الكبير الذي توليه الإمارات في الوقت الحالي بمجال السياحة وتنشيطها، وإدراكها لأهمية وجود العنصر الإماراتي في هذا المجال. وأضافت «كثير من السائحين يفاجأ عندما يرى أمامه فتاة ترتدي العباءة والشيلة، وفي الوقت نفسه متعلمة وتمارس عملها بمهارة، وتستطيع التحدث بأكثر من لغة بطلاقة، إذ يعتقد الآخرون أن الفتاة التي ترتدي الشيلة والعباءة هي فتاة معزولة عن المجتمع وغير متعلمة».
وطالبت المنصوري شركات السياحة العاملة في الدولة بالعمل المستمر على مراجعة وتحديث معلومات المرشدين السياحيين لديها لتصحيحها وتطويرها، «فهناك مرشدون من جنسيات مختلفة يكتفون بالحصول على معلومات محدودة ولا يسعون إلى تحديثها، والبعض يقدم للسياح معلومات غير دقيقة، مثلما أخبر أحد المرشدين السياحيين من يرافقهم من سائحين بأن الغترة البيضاء يرتديها فقط الشخص غير المتزوج، بينما يرتدي المتزوج الغترة الملونة، وهو أمر غير صحيح، وهذا مثال بسيط للأخطاء التي تحدث، كما أن الشخص غير العربي غالباً ما يعجز عن تقديم صورة واضحة عن عادات وتقاليد الأسرة الإماراتية، والثياب المختلفة التي يرتديها أهل الدولة في حياتهم اليومية، أو في المناسبات مثل العرس وليلة الحناء وغيرها».
وأرجعت المنصوري عدم إقبال الشباب الإماراتي على العمل في الإرشاد السياحي، إلى عدم تعريف الشباب بهذا المجال، وطبيعة العمل فيه، وكيفية دخوله، والجهات المعتمدة لتدريسه. بينما أرجعت ندرة وجود الفتاة الإماراتية في هذا الميدان إلى قيود العادات والتقاليد، وخجل الفتاة الإماراتية من التعامل يومياً مع وفود عدة من جنسيات مختلفة، إذ يتطلب العمل أن ترافق مجموعة تراوح ما بين 30 و40 سائحاً، وقد تضطر للظهور معهم في صور تذكارية، أو تضطر للعمل فترة طويلة، إضافة إلى صعوبات أخرى، ولأن الفكرة السائدة عن العمل السياحي تنحصر لدى الكثيرين في العمل في فندق، فإن الأمر غير جذاب للشباب ولا يجد قبولاً لدى الأسر.
وقالت: «أشعر بسعادة وفخر كبيرين وأنا أمارس عملي، وأقف بين السائحين لأتحدث عن بلدي وما يتميز به، خصوصاً عندما أتحدث عن سيرة الوالد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، والجهود التي قام بها من أجل إنشاء الدولة وتنميتها، حتى أصبحت تتمتع بمكانة متميزة بين دول العالم». موضحة أن مسجد الشيخ زايد والقرية التراثية على كاسر الأمواج، وقصر الإمارات، وعالم فيراري وجزيرة السعديات تعد من أهم المعالم السياحية التي تحرص على تعريف السائحين بها، بالإضافة إلى مهرجان الظفرة ومهرجان التمور اللذين يقامان في المنطقة الغربية، ويمثلان عامل جذب كبيراً للمنطقة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news