حبيب غلوم يدعو الفنانين إلى التضامن مع الفنان الكويــــــــتي خالــد العقروبي
«ولد الديرة»: «الســـــرطان» أخفّ وطأة من التجاهل
«السرطان أخف وطأة من التجاهل وتخلي الأهل والأقارب ورفقاء الدرب عنك أثناء ذروة محنتك الصحية، لذلك في حال حدوث هذا الأمر، فما الدافع إذن لتقبل علاجاً كيمياوياً ونووياً، ومطاردة طبية لمهاجمة سرطان لا يرى الأطباء سبباً لاستقراره في كتفي بعد استئصاله من قدمي ورقبتي»، عبارات وصف بها الفنان الكويتي خالد العقروبي، المعروف بـ«ولد الديرة»، واقعه، في اتصال هاتفي مع «الإمارات اليوم» من تايلاند، عقب إبلاغه قرار وقف علاجه على نفقة وزارة الصحة الكويتية.
وتفصيلاً، أفاد «ولد الديرة» بأنه تم إخطاره من قبل إدارة المستشفى الأميركي التي يعالج به في تايلاند، بأن السفارة الكويتية هناك خاطبتها رسمياً بأنها غير مسؤولة عن كلفة علاجه، من الآن فصاعداً، مضيفاً «لا أعلم خلفيات هذا القرار الذي اتخذته وزارة الصحة الكويتية من دون الرجوع إلى حالتي الصحية، علماً بأن التقارير الطبية تؤكد أنني بحاجة إلى استئصال ورم سرطاني خبيث من كتفي، وأخضع حالياً لجلسات علاج كيمياوي على مدار ثلاث مرات أسبوعياً، ما يجعلني معظم الأيام في حال من الإعياء الشديد».
وأضاف «أنا أحرص الناس على الرجوع إلى ديرتي (الكويت) والجميع يعلم أنني كنت أمنّي النفس بقضاء شهر رمضان المبارك بين أهلي، لكن استفحال المرض وانتشار السرطان ومعاودة مهاجمته لي جعل الأطباء المعالجين يوصون باستمرار العلاج الكيمياوي والنووي حتى التجهيز للعملية الجراحية».
«ولد الدير» الذي تحدث بتأثر شديد أكد أن السفارة الكويتية في تايلاند نفسها لا تعلم بحيثيات القرار، مضيفاً «وعدتني السفارة بإرسال استفسار عن القرار الذي كان قد تم إصداره بالأساس بناء على توصية من رئيس مجلس الوزراء الكويتي، لكن ما يعنيني الآن ما إذا كانت هناك إحاطة بالفعل بوضعي الصحي، ام أن الأمر لا يتعدى كونه سوء تفاهم!».
واعتذر «ولد الديرة» عن الخوض في تفاصيل تتعلق بإنتاج الدراما الخليجية أخيراً، مشيراً إلى أن حالته الصحية لا تسمح له بمزيد من المتابعة، فضلاً عن اختلاف التوقيت بين تايلاند ومختلف الدول الخليجية».
على الرغم من ذلك عبر الفنان الكويتي عن أمله في أن يسمح له القدر مرة ثانية بالوقوف على خشبة المسرح، ومقابلة جمهوره وجهاً لوجه، مضيفاً «تراكم لدي الكثير من الخبرات الحياتية في تجربة المرض والغربة التي أعيشها حالياً، وتعلمت أن الألم أيضاً يشارك في إنضاج تجربة الفنان، وليست الموهبة والممارسة فقط، وتوصلت أيضاً إلى قناعة بأن التوقف عن ممارسة الفن بالنسبة للفنان الحقيقي، يعادل في خطورته التوقف عن الأكسجين أو تناول الطعام والشراب، لدى أي إنسان متعلق بالحياة».
«كلنا هذا الرجل»
في المقابل، دعا الفنان د. حبيب غلوم، الفنانين الخليجيين عموماً، والإماراتيين خصوصاً للتضامن مع «ولد الديرة»، معنوياً ومالياً، مضيفاً «لم يكن ولد الديرة يوماً محسوباً على الوسط الفني الكويتي فقط، بل هو عنصر فاعلً وفنان موهوب كفرد من أفراد الأسرة الفنية الخليجية، وإماراتياً شارك في عدد من الأعمال التي لاقت تجاوباً لافتاً، لذلك فإنه المطلوب الآن هو الوفاء بحقوق أحد الأفراد الأصيلين في تلك الأسرة». واضاف غلوم «بشكل صريح أدعو الفنانين الإماراتيين للتبرع من أجل استمرار علاج «ولد الديرة»، فقد اطلعت شخصياً ومعي وفد من الفنانين الإماراتيين على حالته الصحية، عندما قمنا وفداً مكلفاً من وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع بزيارة المرضى الإماراتيين المترددين على مستشفيات خارج الدولة لتلقي العلاج، وكانت حالته الصحية متدهورة للغاية، ومن خلال تواصلي معه فهو لايزال في مرحلة العلاج، ويترقب إجراء عملية جراحية عاجلة».
وأشار غلوم إلى أن «ولد الديرة» فعلياً أيضاً مرتبط من حيث النسب بالإمارات، مذكراً بأن نسبه يعود إلى أب كويتي، وأم إماراتية، وأنه امتهن الفن بالأساس متأثرا بعدد من أقاربه الإماراتيين، ومنهم الفنان والإعلامي جمال مطر.
وتحت شعار «كلنا هذا الرجل» طالب الفنان د. حبيب غلوم الفنانين الإماراتيين خصوصاً بالمساعدة المادية لاستكمال علاج الفنان الكويتي خالد العقروبي، مضيفاً «ما أسوأ ألا يجد أي فرد المال الكافي لاستثمار آخر شرايين النجاة التي تربطه بالحياة، عندها يكون قرار التخلي عن مساعدته أشبه بقرار قطع هذا الشريان الأخير».
ونفى غلوم صحة ما يتردد عن وجود تجاوزات تقف وراء هذا القرار، أو على الأقل استقرار الحالة الصحية لـ«ولد الديرة»، مضيفاً «الرجل بالفعل يصارع المرض اللعين بعزيمة وإصرار قلما امتلكهما مريض حالته متأخرة، كتلك التي طالعناها حينما قابلناه ضمن وفد إماراتي سافر خصيصاً للقاء المرضى الإماراتيين في تايلاند، لذلك على مسؤوليتي الشخصية، أطالب جميع الفنانين الإماراتيين بأن يهبوا لمساعدة (ولد الديرة)، فكلنا هذا الرجل».
وذكّر غلوم بعدد من الأعمال الجيدة التي شارك فيها «ولد الديرة»، مضيفاً «دعونا لا نتذكر صلته بالإمارات عن طريق والدته الإماراتية، ونستعيد أول مشهد استطاع الرجل أن ينتزع ضحكة أو ابتسامة من مشاهد وحيد منا، فنرد له هذا الموقف بوقوفنا بجانبه الآن، وهو يعيش مشاعر تخلي البعض عنه».
«الوفا والطيب»
وصف الفنان الكويتي حالته في الغربة مصارعاً المرض ببعض الأبيات الشعرية منها قوله :
مالت على الفن ان كان تقديره
على فراش الموت ومحد درى فيني
لك الله يا خالد يا ولد هالديره
شين المرض وصل لما شراييني
ضاع الوفا والطيب وانعدمت الغيرة
من ربعي والأصحاب محد درى فيني
وين الوزير اللي عرض علي خيره
خذاني لنص البير وقص الحبل فيني
وين الوزير اللي رافع مناخيره
حتى على النقال رافض يحاجيني
الموت يا يمه ما لي مفرّ منه
ودي قبل لا أموت إنك تشوفيني
وإن مت يا يمه دفنوني بالديره
وما بي الوزير فلان يعزي الأهل فيني
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news