شباب الإمارات يحصدون جوائز «الإعـــلام الخليجي»
المشاركة لمجرد نيل شرف الحضور في نسخته الأولى لم يكن الهدف بالنسبة للمشاركين في المنتدى الإعلامي الشبابي الخليجي بالنسبة لعدد كبير من الموهوبين والإعلاميين، جمعتهم المنافسة على جوائز في الأفلام القصيرة، والمسامع الإذاعية، وتصميم الشعارات، فضلاً عن مهتمين بالشأن الإعلامي رأوا أن الاستماع إلى مطالب الشباب أنفسهم ومناقشتهم، هو السبيل الأمثل لاستيعاب طاقاتهم وتوجيهها، ما جعل الفعالية التي احتضنها فندق مونارك بدبي على مدار ثلاثة أيام اختتمت مساء أول من أمس، تشكل ظاهرة فريدة من نوعها في الجمع بين الصيغة الرسمية ممثلة في مسؤولين من مختلف دول مجلس التعاون، وشباب من الإعلاميين والموهوبين، فضلاً عن أسماء مهمة في مجال الإعلام والدراما والفنون.
المسابقة التي رافقت أعمال المنتدى كشفت وعياً كبيراً لدى الشباب بقضايا واقعهم، فضلاً عن الانشغال بالقضايا الوطنية، لاسيما أن الدورة الأولى أقيمت تحت شعار «حب الوطن»، ما ألهب مخيلة المبدعين المشاركين، بأعمال حظيت بإشادات كبيرة من أعضاء لجنة التحكيم في مختلف فئات المسابقة.
وفازت الإمارات بالمركز الأول في فئة الأفلام القصيرة بفيلم «مستقبلي» للمبدع سعيد جمعوه، وايضاً بالمركز الأول في فئة المسامع الإذاعية، بعنوان «فقرة إذاعية» لنورة البلوشي، بالإضافة إلى «إمارات السلام» لعلي الكثيري، وجائزة أفضل تحقيق عبر عمل بعنوان «الوطن ينتظر منا الكثير» لميسون آل علي، حيث تصدر الشباب الإماراتي جوائز المنتدى، ليشكلوا مع أقرانهم في مختلف دول الخليج لوحة إبداعية تتطلع لغد المبدع المهموم بقضايا وطنه، والمتطلع بشغف إلى مستقبلها.
التظاهرة التي أقيمت تحت رعاية سموّ الشيخ ماجد بن محمد بن راشد آل مكتوم رئيس هيئة الثقافة والفنون بدبي، ونظمتها الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة ناقشت الكثير من القضايا الإعلامية من وجهة نظر الشباب أنفسهم، فضلاً عن الكثير من المتخصصين في حقول الإعلام والفن والثقافة، شهد بعضها تجاذبات في وجهات النظر، لكنها اتفقت على أن هناك خطورة بالغة من تزايد الرسائل السلبية الموجهة عبر الإعلام المرئي بشكل أكبر، لاسيما بعض الإنتاج الدرامي الهابط، والبرامج الشبابية التي لا تراعي القيم المجتمعية، فضلاً عن خطورة تغييب دور الإعلاميين الخليجيين الشباب عن المؤسسات الإعلامية.
وكان ذلك بعد ثلاثة أيام حفلت بالعديد من الفعاليات التي تضمنت عدداً من الندوات وورش العمل التي حضرها إلى جانب الاعلاميين الشباب من مختلف دول مجلس التعاون الخليجي، نخبة من الاعلاميين والفنانين والمهتمين بمجال الاعلام عموماً.
واشار المنتدى إلى ضرورة إنشاء رابطة الإعلاميين الشباب على مستوى دول الخليج، والبحث عن مقر لها في إحدى دول المجلس، وتكون تحت إشراف اللجنة الشبابية بالأمانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي .
وتم التوجيه في التوصيات بضرورة إنشاء صفحة الكترونية للمنتدى في مواقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك، تويتر، يوتيوب»، لأعضاء المنتدى لمناقشة وتبادل الأفكار والإعلان عن الأحداث على مستوى الخليج.
وأوصى المنتدى بدعوة وسائل الإعلام بدول مجلس التعاون مع المؤسسات الشبابية لإقامة برنامج شبابي تلفزيوني أو إذاعي على الأقل يتم فيه مناقشة القضايا الشبابية من منظور شبابي متطور.
واشار المجتمعون إلى أهمية تفعيل دور مؤسسة البرامج المشتركة التابعة لدول مجلس التعاون الخليجي من خلال إقامة برامج جديدة تتناسب مع المتغيرات والتطورات، فضلا عن إقامة البرامج التوعوية على مستوى الأسرة والمجتمع حول الآثار الناجمة عن البث الفضائي على الأفكار والمبادئ وكيفية التعامل معها بتحقيق المصالح الوطنية العليا، مع الاستمرار في اقامة المنتدى بشكل سنوي ويكون بالتناوب بين دول المجلس، مع اجراء التطوير عليه بما يتناسب مع احتياجات الشباب ومتغيرات العصر.
جوائز
وفي فئة «البوستر» حصل على المركز الأول عمل بعنوان «تسمو» لمحمد الماس السويدي من قطر، تلاه في المركز الثاني عمل بعنوان «البحرين أنت الأمس والحاضر والمستقبل»، من البحرين للمشارك عقيل صادق الحجري، وفي المركز الثالث عمل بعنوان «تراب قطر» للقطري محمد الماس السويدي.
وفي فئة المسمع الإذاعي جاءت الإماراتية نورة البلوشي في المركز الأول بعمل بعنوان «فقرة إذاعية»، وفي المركز الثاني فاز عمل بعنوان «إمارات السلام» لعلي الكثير من الإمارات مناصفة مع عمل بعنوان «فرحان ديرتنا» للبحريني أحمد عبدالعزيز بوجيري، فيما جاء في المركز الثالث مناصفة «نحبج يا البحرين» و«نهواك يا البحرين» للمشاركين يارا عبدالرحمن العوضي، وأحمد عبدالعزيز بوجيري، وكلاهما من مملكة البحرين.
وفي فئة الفيلم القصير جاء فيلم بعنوان «مستقبلي» للإماراتي سعيد جمعة في المركز الأول، تلاه فيلم كويتي للمشارك عبدالرحمن عبدالكريم الخليفي، وفي المركز الثالث فيلم «نحن البحرين» للمشارك يوسف محمد الجفن، أما جائزة أفضل فكرة إبداعية ففاز بها خالد عوض الشهراني عن فكرته «أحبك يا وطني» من المملكة العربية السعودية، وفاز بجائزة أفضل جودة تنفيذ فيلم «لسان إصبع» الكويتي، فيما انفردت الإماراتية ميسون آل علي بجائزة أفضل تحقيق بعنوان «الوطن ينتظر منا الكثير».
استيعاب الإبداع
أشار الفنان أحمد الجسمي في إحدى مداخلاته ضمن اعمال المنتدى إلى أهمية الدراما التلفزيونية في التأثير في مختلف الشرائح المجتمعية عموماً، وفي فئة الشباب خصوصاً، لافتا إلى ضرورة أن يكون صانعو الدراما على تماس بمختلف قضايا واهتمامات المجتمع، خصوصاً تلك الفئة العمرية المهمة.
ودعا الجسمي الشباب إلى التعبير عن أنفسهم في الأشكال الإبداعية المختلفة، مضيفاً لـ«الإمارات اليوم»: «يبقى غياب الفعل الإبداعي في الدراما، عموماً، عن مشاركة الشباب، أمراً محفوفاً بمخاطر تغييبهم، ما يعني أنهم سيقعون فريسة لتأثيرات أخرى، قد تشكل خطورة على النسق القيمي للمجتمع، في حال عدم مشاركتهم الإبداعية، وممارسة سياسة الإقصاء وليس الاستيعاب مع رؤاهم وتصوراتهم الخاصة».