الموسى: مشروع الشارقة الثقافي يراهن على الثوابت

محمد دياب الموسى خلال الأمسية. تصوير أسامة أبوغانم

لم تعد الشارقة عاصمة الثقافة فقط، بل تخطت ذلك لتصبح العاصمة الإسلامية بحلول ،2014 وليس غريباً أن تحقق الإمارة الباسمة ما هي عليه الآن من مجد ثقافي وأدبي وفكري، لاسيما في وجود حاكم هو كاتب ومؤلف ومسرحي ومعلم. ويعد المشروع الثقافي الذي حرصت الشارقة على تبنيه وتنفيذه، الذي انطلق من الثوابت العربية والإسلامية، تطوراً للحركة الثقافية في الشارقة ليشمل مشروعات التنمية الثقافية والحفاظ على التراث الثقافي والتفاعل الإيجابي مع الثقافات الأخرى، وتفعيل وسائط الثقافة بين الفئات المختلفة من خلال المتاحف والمراكز والمرافق الثقافية والعلمية والفنية. وقال المستشار التربوي في ديوان صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الدكتور محمد ذياب الموسى، إن «الثقافة كانت ولاتزال أحد أهم المصادر التي توليها الشارقة اهتماماً بالغاً، وتبلور ذلك من خلال تشييد المتاحف والمكتبات وافتتاح الأندية الثقافية والعلمية ومشروعات الشباب واطلاق مؤسسة جائزة الشارقة للثقافة العربية، إضافة إلى تبني العديد من المؤتمرات الثقافية والأسابيع الأدبية والمحاضرات والندوات الفكرية والإشراف على قاعة إفريقيا، التي تعد أول قاعة لتنظيم الفعاليات الثقافية في الإمارات».

ولم تتوقف عجلة التطور الثقافي عند هذا الحد بل تعدته لتصل إلى دعم الفنون الشعبية والفرق المسرحية والعروض الفنية والتشكيلية، ولم يغفل المشروع الثقافي عن الحفاظ على الموروث الشعبي والتراث المحلي من خلال إحياء التراث الوطني وانشاء متاحف علمية وتخصصية ولجان التنقيب عن الآثار، وركزت مسيرة الثقافة على الطفل العربي من خلال تنظيم مهرجانات ثقافية ومكتبات و30 مركزاً ثقافياً للأطفال والفتيات والناشئة، ورعاية الطفل ومهرجان الطفل السنوي. ولفت الموسى في أمسية «الحركة الثقافية وجهود حاكم الشارقة»، التي نظمت أول من أمس، إلى أن «المجال الثقافي ارتبط بالشارقة وحاكمها، منذ سنوات، فكانت أول مدرسة نظامية في الدولة مقرها الشارقة في عام ،1953 وأول مدرسة صناعية وأول إذاعة في الساحل، واستمر الاهتمام بالثقافة من خلال تأسيس دائرة الثقافة والاعلام ومؤسسة الشارقة للإعلام ومؤسسة الشارقة للإبداع الفكري، وانشاء منطقة الفنون في ساحة الشويهين، وتنظيم معرض الشارقة الكتاب سنوياً، واستضافة بينالي الشارقة كل عامين، واطلاق نحو 15 جائزة محلية وعربية وعالمية في جميع التخصصات». وذكر أن «الشارقة احتضنت المبدعين والمثقفين في مجالات الأدب والفن والمسرح، من خلال اطلاق الموسم الثقافي السنوي ومعرض الكتاب المعاصر وتأسيس النادي الثقافي العربي ولجنة التنسيق الثقافي الذي يضم الجهات المعنية بالثقافة، إضافة إلى احتواء ودعم الفنانين عبر اطلاق معارض الفنون التشكيلية منها المعرض العام لجمعية الإمارات للفنون التشكيلية وأيام الشارقة المسرحية». ويعد المستشار التربوي في ديوان صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، محمد ذياب الموسى، من واضعي حجر الأساس في بناء التعليم النظامي في الدولة، فقد عاصر مراحل تطور بناء المؤسسات التعليمية في عهودها المختلفة، فقد ولد في قرية «كفر عانة» الفلسطينية عام ،1933 وتلقى فيها علومه الابتدائية، قبل أن يتوجه للدراسة في الكلية العربية بالقدس، التي كانت أهم وأكبر مدرسة ثانوية في فلسطين، وكان يقتصر القبول فيها على الطلاب المتميزين. وتوجه الموسى إلى الكويت للعمل في التدريس عام ،1951 قبل أن ينتقل إلى العمل في الإمارات عام .1954

تويتر