رئيس جامعة الحصن يكرم الشاعر حمزة قناوي. من المصدر

ندوة تؤكد ارتباط الأدب بالواقع

قال الشاعر المصري حمزة قناوي، إن خصائص الأدب العربي الحديث مرتبطة بالظرفية الحضارية التي ظهر فيها هذا الأدب، والصفات التي واكبت استعمالاته المختلفة داخل الزمن الثقافي الحديث بصفة عامة. موضحاً أن أهم هذه الخصائص المتمثلة في الأدب العربي الحديث، هي: التعبير عن حركة الواقع الثقافي وتفاعلات الإنسان الفكرية والعاطفية مع شروط هذا الواقع الاجتماعي بجميع مكوناته، والنبض الواقعي للأدب وارتباطه بآفاق تطور حياة الإنسان العربي وأمنياته وآماله التي يعبر عنها، وكذلك إحباطاته ونكساته التي يواجهها أو يشكو منها، إضافة إلى اختلاف طرق التعبير، مع الهيمنة الواضحة للشكل الروائي باعتباره أكثر الأنواع الأدبية تعبيراً عن حيوية الواقع الاجتماعي والارتباط بالإنسان في سائر حالاته المختلفة.

واعتبر قناوي في الندوة التي نظمها نادي القراءة بجامعة الحصن أول من أمس، حول الأدب العربي الحديث والأجناس الأدبية، أن الرواية صارت اليوم تحتل موقعاً متميزاً بين الأجناس الأدبية الأخرى، لكون الشعر محاصراً بعوامل تأخذ من انتشاره منها كونه فناً يحتاج إلى حساسية خاصة في الإبداع والتلقي لم تعد متوافرةً في ظل ضغوط العصر وإيقاعه وواقعية قضاياه وتعقدها. مشيراً إلى انحيازه لفن الشعر كقيمةٍ باقية، وأن هذا الزمن إن كان زمن الرواية فالشعر هو لكل زمن، ورأى أن القصيدة القيّمة ستبقى مع الزمن وإن لم تُتلَق بالشكل الذي تستحقه، أو لم تجد القارئ الذي يحتفي بها، لأن الفن يمتاز بتعديه لفكرتي الزمان والمكان، فهو مُتداول عبر الإنسانية والعصور.

وتناول قناوي خلال الندوة التي أدارها الدكتور محمد سعيد حسب النبي، الأستاذ بكلية التربية ورئيس نادي القراءة بالجامعة، عدداً من المحاور المرتبطة بهذا الطرح، حيث استعرض أسباب ظهور وتنوع الأجناس الأدبية، وأنماط الخطاب الأدبي في الأدب العربي الحديث، وخصائص ومميزات الأدب العربي الحديث، ونظرية الأجناس الأدبية. بينما تطرقت أسئلة الحضور إلى محاور إضافية مثل مقولة زمن الرواية، وتراجع الشعر أمام الأعمال السردية، ودور الإعلام وتحويل الأعمال الروائية إلى أعمال درامية مُشاهدة، وهو ما قاد المناقشات إلى طرح فكرة نظرية التلقي، وموت المؤلف ومشاركة القارئ في تأليف النص.

كما قام الشاعر بعد استعراض ورقته البحثية بإلقاء بعض قصائده العمودية والتفعيلية التي نالت استحسان الحضور. وفي نهاية الندوة قام رئيس الجامعة د.الصابوني ود. محمد سعيد حسب النبي رئيس نادي القراءة بتكريم الشاعر وتقديم شهادة تقدير له.

الأكثر مشاركة