الرفاعي وجوديث غرير أعلنا في مؤتمر صحافي أمس عن الدورة البرامجية لمؤسسة الشارقة للفنون. تصوير: تشاندرا بالان

«الشارقة للفنون» تســــتقطب أعمالاً معاصرة

بحزمة متنوعة من البرامج والفعاليات والمعارض، أعلنت مؤسسة الشارقة للفنون عن دورتها البرامجية التي تستمر لأكثر من أربعة أشهر، تستقطب من خلالها طيفاً واسعاً من الفنون المعاصرة والبرامج الثقافية، لتفعيل الحراك الفني في المجتمع المحلي.

وقال مسؤول النشر والإعلام في مؤسسة الشارقة للفنون اسماعيل الرفاعي، في مؤتمر صحافي عقد أمس في متحف الشارقة للفنون، إن «الدورة البرامجية للمؤسسة ستضم مجموعة واسعة من المعارض الفنية منها معرض انزياح لاستكشاف فضاءات المدن والضواحي الذي افتتح أمس ويستمر حتى 14 يناير المقبل، ويضم مجموعة أعمال فنية من مقتنيات المؤسسة لـ10 فنانين معاصرين في الساحة الفنية منهم هالة العاني وقادر عطية وطارق الغصين وريكا نوغوشي وآخرون».

«اختفاءات سعاد حسني الثلاثة»

عرض فيلم «اختفاءات سعاد حسني الثلاثة»، للمخرجة اللبنانية رانية اسطفان، للمرة الأولى ضمن فعاليات «بينالي الشارقة» العاشر، وهو فيلم أنتج خصيصاً للبينالي.

ويحاول الفيلم تقديم سيرة ذاتية لسندريلا السينما المصرية سعاد حسني في عمل درامي سينمائي، ولكن دون الاستعانة بممثلين، بل بالاعتماد على عدد كبير من أفلام النجمة الراحلة (1943-2001) والتي بلغت أكثر من 80 فيلما، عبر أخذ مقاطع منها ثم إخضاعها لعملية مونتاج للحصول على فيلم يروي سيرتها، أو ما يشبه السيرة، بحيث تلعب دور البطولة فيه سعاد حسني نفسها.

وتبدو سعاد حسني في «اختفاءات سعاد حسني الثلاثة» (70 دقيقة) كأنها لعبت في حياتها كل الأدوار التي يمكن لممثل أن يجسدها، ما يؤكد مجددا أسطورية نجمة مصر الراحلة، وهو ما وصفته المخرجة بقولها «هل يمكن العثور على ممثلة أحسن من سعاد حسني لتلعب دورها»، مضيفة «الفيلم هو وجهة نظري الشخصية بسيرة سعاد حسني».

وتابع أن «الأعمال المعروضة في معرض (انزياح) هي من تقييم الشيخة حور القاسمي رئيس مؤسسة الشارقة للفنون، ويعتمد المعرض على التأمل وبحث سبل جديدة ومبتكرة في الاستشراق واستكشاف فضاءات في المدن والضواحي التي نتعرض لها في حياتنا اليومية».

ولفت إلى أن برنامج فعاليات المعارض الفنية يزدحم بالأعمال المعاصرة ومنها معرض «هذه الحالة» للفنان الألماني البريطاني تينو سيغال، والذي يعرض جزءا من تجربة جولة تطوف جنوب شرق أوروبا وايران والهند، وسيقدم سيغال عمل «هذه الحالة» بالاشتراك مع فريق محلي ومجموعة من الزائرين لمدة أربعة أيام ابتداء من بعد غد.

وعن أعمال سيغال، أكد الرفاعي أن «الفنان الذي درس الرقص والاقتصاد، يرفض خلق الاشياء المادية وتوثيق أعماله الفنية، خصوصاً أنه يبتكر أعمالا يمكن عرضها في المتاحف وصالات العرض والمعارض الفنية، كونها تتضمن ايماءات وأحاديث وأغاني يمكن اقتناؤها»، لافتاً إلى أن «معرض هذه الحالة يقوم على فكرة أن يواجه الزائر مجموعة مكونة من ستة أشخاص يخوضون حواراً عميقاً حول قضايا فلسفية، بوجود مترجمين فوريين للحوار».

ورش فنية

أفاد الرفاعي بأن «برنامج المؤسسة يضم سلسلة من ورش العمل متزامنة مع معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الـ،30 منها ورشتا عمل للفنانة التشكيلية نجاة مكي هما أحلام ملونة وأفكار ملونة، وتستهدف ورش الرسم والتلوين المستوحاة من البيئة الأطفال الصغار والمراهقين، وذلك لضمان تشجيع الأطفال على التعبير عن أنفسهم من خلال رسوماتهم وتطوير قدراتهم الناشئة في الرسم وتقوية ملاحظة الجوانب الجمالية الموجودة في الطبيعة».

أما ورشة استنساخ العملات التذكارية والطوابع التي تنظمها المؤسسة بالتعاون مع استوديو «فيرف لابز»، فستقام في 19 نوفمبر الجاري بهدف بناء الوعي لدى جيل الشباب حول المسائل المتعلقة بالموروث الاماراتي، وستتيح الورشة للأطفال التعرف إلى الأساليب الفنية لإعادة انتاج مجموعة من الطوابع والعملات التذكارية في الدولة.

كما ستكون هناك ورشة خاصة بتصنيع الكتب وأخرى للزخرفة الهندسية، وذلك ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب، وسيتاح للمشاركين في الورشتين العمل مع فنانين متخصصين في صنع الكتب يدوياً والاطلاع على نماذج للأنواع المختلفة من كتب الفنانين ومناقشتها.

ومن الفعاليات المهمة التي ادرجتها المؤسسة ضمن دورتها الفنية في ،2012 وتتضمن ست فعاليات منها لقاء مارس 2012 وهو عبارة عن لقاء للعمل مع الفنانين والجمهور لمدة ثلاثة أيام لتوفير الدعم للحراك الفني، إضافة إلى تنظيم معرض صور فوتوغرافية للفنان زياد عنتر، ويضم المعرض صوراً لساحل الإمارات التقطها الفنان أثناء مشاركته في برنامج الفنان المقيم، ومهرجان العرض الأول للأفلام المخصصة لأفلام العرض الأول في الشرق الأوسط والذي انتجت بدعم من مؤسسة «آرت أنجل»، ومعرض الفنانة بسمة الشريف التي تقدم عملا تركيبيا جديدا أنتجته أثناء مشاركتها في برنامج الفنان المقيم، وأمسية لفنان الصوت طارق عطوي «زيارة إلى الطرب» وهو العرض الأول في الشارقة للأداء الصوتي، ويتضمن عناصر من عوالم الموسيقى الكلاسيكية العربية قام بأدائها 16 موسيقيا وفنان صوت وفق أساليب خاصة.

أفلام وأعمال سمعية

من جهتها قالت مدير مساعد البرامج الخارجية في مؤسسة الشارقة للفنون جوديث غرير إن «الدورة البرامجية شملت عرضا للأفلام والأعمال السمعية التي شاركت في بينالي الشارقة ،2010 منها أفلام انتجها ستة مخرجين وجهت لهم دعوة خاصة لابتكار أفلام قصيرة تستلهم (حبكة البينالي)، وتحاكي عددا من الكلمات منها الخيانة والانتماء والفسـاد والضرورة والتفاني والكشف والتمرد في اطار مفاهيمي».

وتابعت أن المعرض يضم الفيلم الذي حاز جائزة بينالي الشارقة بعنوان «اختفاءات سعاد حسني الثلاثة» للمخرجة اللبنانية رانية اسطفان، وهو فيلم طويل يرصد السيرة التراجيدية لحياة نجمة السينما المصرية سعاد حسني، واستعانت المخرجة في المونتاج بأفلام الممثلة القديمة.

كما سيعرض فيلم سوني لاين للمخرج كريم عينوز المقيم في برلين، وتناول الفيلم فكرة الاغتراب واجتياز الحدود والتوق إلى حياة هانئة، وفيلم الخونة للمخرج الأميركي شون غوليت المقيم في المغرب، ويروي قصة شابة تعيش في طنجة وتغني في فرقة موسيقية مؤلفة من فتيات يغنين بأسلوب «البانك».

إلى جانب الأفلام المعروضة، يقدم المعرض أعمالا سمعية انتجت في البينالي وعكست مضامين أفلام قدمها مجموعة من المشاركين منهم جيسي غلاسنك ودانيال غارسـيا وعلي الصافي وشون غوليت، وعكست جميعها الروح المتأرجحة في الربيع العربي المتزامن مع انتاجهم للأعمال الفنية.

الأكثر مشاركة